مسؤولون إسرائيليون يقترحون الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان الأممي

ليبرمان اعتبره {خاتماً مطاطياً} في تأييد أي قرار ضد الدولة العبرية

TT

مسؤولون إسرائيليون يقترحون الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان الأممي

في إطار هجوم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ووزرائه على مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، في أعقاب قراراته بإدانة سياستهم تجاه الفلسطينيين والمناطق المحتلة، وجه وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب «يوجد مستقبل» المعارض، يائير لبيد، مطلباً للحكومة بتجميد عضوية إسرائيل في المجلس وحتى الانسحاب منه احتجاجاً، مع العلم بأن إسرائيل ليست عضواً في هذا المجلس.
وقال ليبرمان إن هذا المجلس بات خاتما مطاطيا في تأييد أي قرار ضد إسرائيل بشكل أوتوماتيكي، في حين يمتنع عن اتخاذ قرارات تدين دولاً مثل سوريا وكوريا الشمالية وإيران، التي تدوس حقوق الإنسان بشكل منهجي ويسقط فيها ملايين القتلى. وقال لبيد إن «إسرائيل لا تحتاج إلى مؤسسات عنصرية لا سامية كهذه».
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بيانا أوضحت فيه أن إسرائيل ليست عضوا في المجلس، ولكن لديها السفير المسؤول عن التعامل مع المجلس. وقالت الخارجية في تعقيبها على قرارات مجلس حقوق الإنسان ضد الاحتلال والاستيطان: «إسرائيل ليست واحدة من الدول السبع والأربعين الأعضاء في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وبهذا المعنى ليست عضواً في المجلس.
ومع ذلك، مثل العديد من البلدان الأخرى في العالم، لدينا سفير لدى المجلس في جنيف، حيث ننشط أمام هذه الهيئة».
وأضافت الوزارة في بيانها: «حقيقة أننا لم نعد أعضاء في المجلس، لا تعني أننا لسنا جزءا منه، لأنه هيئة تابعة للأمم المتحدة، يفترض أنها تعمل نيابة عن جميع أعضاء الأمم المتحدة».
في المقابل، بدا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أكثر دبلوماسية من وزير الأمن، فقال إن «قرارات المجلس تنضم إلى المزيد من القرارات المنسلخة عن الواقع ولا تمت إليه بأي صلة». ووصف نتنياهو المجلس بالسيرك، وقال: «لقد حان الوقت لتغيير الاسم إلى المجلس لاتخاذ القرارات ضد الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط». ولكنه لم يعبر عن رغبة في اتخاذ خطوة عدائية فعلية من المجلس أو من هيئة الأمم المتحدة التي ينضوي تحت لوائها.
وكان المجلس قد أصدر خمسة قرارات ضد إسرائيل، بسبب نهجها في الأراضي الفلسطينية وفي الجولان السوري المحتل، ودعاها إلى دفع تعويضات مالية ضخمة لقاء استهداف منشآتها ومدارسها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014.
وتشمل القرارات المتخذة في جنيف دعوة لتنفيذ المحتوى العملي في القرار 2334 الذي ينص على أن المستوطنات غير قانونية. ويدعو القرار الدول إلى إدانة التوسع في المستوطنات والتمييز بين إسرائيل والأراضي التي احتلتها عام 1967، بما في ذلك من خلال المقاطعة الاقتصادية للمناطق. وعارضت الولايات المتحدة وأستراليا والمجر وتوغو هذا القرار، في حين امتنعت بريطانيا وكرواتيا وجورجيا وبنما ورواندا وسلوفاكيا وأوكرانيا عن التصويت.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.