انتقال إبراهيموفيتش إلى غالاكسي خطوة إلى الوراء للدوري الأميركي

الصفقة تؤكد أن أندية الولايات المتحدة ما زالت تعمل على جذب المشاهير الكبار بعد خفوت نجمهم واقترابهم من الاعتزال

الإصابة أجهضت حلم إبراهيموفيتش في انتزاع لقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد (رويترز)
الإصابة أجهضت حلم إبراهيموفيتش في انتزاع لقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد (رويترز)
TT

انتقال إبراهيموفيتش إلى غالاكسي خطوة إلى الوراء للدوري الأميركي

الإصابة أجهضت حلم إبراهيموفيتش في انتزاع لقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد (رويترز)
الإصابة أجهضت حلم إبراهيموفيتش في انتزاع لقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد (رويترز)

كان من الواضح يوم الخميس الماضي أن صفقة انتقال النجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش إلى لوس أنجليس غالاكسي الأميركي قد باتت وشيكة بعدما أعلن نادي مانشستر يونايتد عن إنهاء تعاقده مع اللاعب.
ويوم الجمعة، أعلن النادي الأميركي رسميا عن الصفقة، ليسدل الستار على أشهر من التوقعات والتنبؤات بشأن انتقال السلطان السويدي إلى الدوري الأميركي لكرة القدم.
ومن المؤكد أن إبراهيموفيتش في سن السادسة والثلاثين، سيضع حدا لمسيرته كلاعب في الدوري الأميركي.
وقد اختار نادي لوس أنجليس غالاكسي، الإعلان عن التعاقد مع النجم السويدي بشكل غير تقليدي، فبدلا من البيان المعتاد في حالات مماثلة، قام النادي بعمل إعلان صفحة كاملة في إحدى أبرز صحف المدينة، لوس أنجليس تايمز، مع صورة عملاقة لإبراهيموفيتش بقميص النادي، وعبارتي «عزيزتي لوس أنجليس»، و«على الرحب والسعة»، إضافة إلى توقيعه وشعار غالاكسي.
ويحمل إبراهيموقيتش سجلا زاهرا بالألقاب مع الأندية التي لعب لها تتخطى الـ30 لقبا في مسيرته بداية من نادي مالمو السويدي عام 1999، إلى أياكس أمستردام الهولندي، وميلان وإنتر ويوفنتوس الإيطالية، وبرشلونة الإسباني، وباريس سان جيرمان الفرنسي، وختاما مانشستر يونايتد.
إلا أن اللقب الأغلى أوروبيا على صعيد الأندية، أي دوري أبطال أوروبا، بقي غائبا عن خزائنه. والأكيد أن الانتقال إلى الولايات المتحدة، في هذه المرحلة المتأخرة (وربما الختامية) من مسيرته الكروية، يعني أن زلاتان سيعتزل على الأرجح كرة القدم من دون أن يرفع كأس هذه البطولة المرموقة.
ودائما ما يصنع إبراهيموفيتش حالة من الصخب والحركة في أي مكان ينتقل إليه بسبب طبيعة شخصيته، وسوف يحدث نفس الأمر في كاليفورنيا بكل تأكيد. ويعد اللاعب السويدي هو أبرز لاعب ينتقل إلى الدوري الأميركي لكرة القدم منذ النجم البرازيلي كاكا في عام 2014. وسوف تهتم وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم بتغطية تفاصيل هذه الصفقة، كما سيدلي إبراهيموفيتش في المؤتمر الصحافي لتقديمه بتصريحات نارية تنقلها كافة وسائل الإعلام، كما هو الحال دائما.
ومع ذلك، يبدو أن هناك شيئا ما في صفقة إبراهيموفيتش التي طال انتظارها يجعلها مخيبة للآمال للدوري الأميركي الممتاز، الذي يسعى جاهدا لمحو الصورة المتداولة عنه بأنه دوري يعمل على جذب اللاعبين الكبار الذين يسعون للحصول على أكبر قدر ممكن من المال بعد خفوت نجمهم في أنديتهم وهبوط مستواهم واقترابهم من الاعتزال. ولم تعد الأندية الأميركية تتبنى فكرة التعاقد مع النجوم أصحاب الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم قبل اعتزالهم مباشرة لمجرد زيادة عائدات بيع تذاكر المباريات ومبيعات قمصان اللاعبين. وفي الحقيقة، كان يمكن النظر إلى مثل هذه الصفقات على أنها منطقية في وقت من الأوقات، عندما كان الدوري الأميركي يحاول أن يضع نفسه على خارطة كرة القدم العالمية من خلال التعاقد مع لاعبين بارزين مثل ديفيد بيكام وتيري هنري.
لكن الدوري الأميركي قد قطع شوطا طويلا للغاية منذ ذلك الحين، وأصبح هناك أندية أميركية مثل أتلانتا يونايتد ونيويورك ريد بولز تستخدم مواردها المالية للبحث عن أفضل المواهب الشابة في قارة أميركا الجنوبية. ولم يعد الدوري الأميركي يصنف على أنه البطولة التي تجذب اللاعبين الكبار الباحثين عن الحصول على كثير من الأموال قبل اعتزالهم، بعدما انتقل هذا الدور إلى الصين وبلدان الخليج التي يذهب إليها نجوم الكرة الأوروبية المخضرمون. وقبل سنوات قليلة من الآن، كان من الممكن أن نرى النجم الإسباني أندرياس إنيستا وهو يذهب خلال الصيف الحالي إلى الدوري الأميركي لكي ينهي مسيرته الكروية هناك، لكن الآن من المفترض أن نراه يذهب إلى الدوري الصيني.
وعندما يعلن نادي لوس أنجليس غالاكسي بصورة رسمية عن ضمه لإبراهيموفيتش يكون بذلك الدوري الأميركي لكرة القدم قد أخذ خطوة إلى الوراء، وهي الخطوة التي لم يكن يفضلها البعض. وعندما ننظر إلى إبراهيموفيتش كلاعب، فمن المؤكد أنه لن يكون قادرا على تقديم الأداء القوي الذي كان يقدمه من قبل، بعدما أجبرته الإصابة على إنهاء مسيرته مع مانشستر يونايتد. لكن حتى خلال أول مواسمه مع مانشستر يونايتد، وهو الموسم الذي كان لائقا فيه للغاية من الناحية البدنية، كانت هناك مؤشرات على خفوت نجم العملاق السويدي الذي كان أحد أفضل اللاعبين في العالم.
لقد شارك إبراهيموفيتش في سبع مباريات فقط مع يونايتد هذا الموسم، ومنها مرتين كأساسي، آخرهما في 26 ديسمبر (كانون الأول) ضد بيرنلي، علما أنه استبدل في تلك المباراة مع انطلاق الشوط الثاني، وفريقه متأخر صفر - 2.
الأكيد أن أحدا لم يعتقد أن إبراهيموفيتش سيرضى بالاعتزال بشكل مبكر.
مع لوس أنجليس، سيكون أمام فرصة مثالية لمواصلة اللعب لسنوات، في دوري غير متطلب بدنيا (أو ذهنيا حتى) كالدوري الإنجليزي الممتاز، على رغم أن راتبه تراجع بشكل كبير، إذ يتوقع أن يتقاضى حاليا 1.5 مليون دولار سنويا، مقابل راتب مقدر بـ253 ألف دولار أسبوعيا مع يونايتد.
ومن المؤكد أن جزءا كبيرا من الرغبة في التعاقد مع إبراهيموفيتش لا يعود إلى كونه لاعبا كبيرا فحسب ولكن يعود إلى طبيعة شخصيته، ولذا لم يكن غريبا أن تخصص صحيفة «لوس أنجليس تايمز» صفحة كاملة للحديث عن الصفقة تحت عنوان «مرحبا بك». في الحقيقة، يتميز إبراهيموفيتش بأنه شخصية استعراضية، وسيظل هذا هو الحال في أي مكان يذهب إليه. وبمرور الوقت، أصبح إبراهيموفيتش عبارة عن صورة كاريكاتيرية في حد ذاته، بالشكل الذي استخدمته شركة «نايكي» في حملته الترويجية قبل كأس العالم الأخيرة. وقد يجد البعض سحراً في ذلك، ويجده آخرون شيئا مزعجا، لكن المهاجم السابق لأندية برشلونة وإنتر ميلان وباريس سان جيرمان قادر على لفت الأنظار وجذب الانتباه في أي مكان يذهب إليه.
وطالما ظل إبراهيموفيتش هناك، فسيظل اسم لوس أنجليس غالاكسي مقرونا باللاعب السويدي الكبير، لكن الدوري الأميركي لكرة القدم لا يجب أن يسمح بأن يكون إبراهيموفيتش هو «وجه المسابقة»، لأنه في واقع الأمر لا يعكس طبيعة الدوري الأميركي في الوقت الحالي، بل والأكثر من ذلك أنه لا يعكس حتى طبيعة لوس أنجليس غالاكسي نفسه. وقد اكتوى النادي الأميركي بنار اللاعب الإنجليزي ستيفن جيرارد، الذي لم يلتزم مطلقا في كاليفورنيا وكان دائم التنقل بين إنجلترا والعمل في التحليل التلفزيوني. ولم يحقق جيوفاني دوس سانتوس الأداء المتوقع منه أيضا مع غالاكسي، وقد اختاره لاعبو الفريق الأسبوع الماضي على أنه أكثر لاعب «مبالغ فيه» في الفريق.
وبعدما كان نادي لوس أنجليس غالاكسي يعتمد على مجموعة من الكشافين المخضرمين وعلى أكاديمية النادي في أميركا الشمالية من أجل اكتشاف المواهب الشابة، جاء تعاقد النادي مع إبراهيموفيتش ليعكس عدم وجود استراتيجية واضحة فيما يتعلق بسياسة النادي الخاصة بالتعاقدات الجديدة.
ومن المرجح أن يكون نادي غالاكسي قد تعاقد مع النجم السويدي المخضرم بسبب الضغوط التي يتعرض لها في المدينة، بعدما أعلن نادي لوس أنجليس الحرب على لوس أنجليس غالاسكي من خلال بناء ملعب جديد في وسط المدينة، بالشكل الذي يهدد الأخير داخل مدينته نفسها.
ولذلك جاء تعاقد لوس أنجليس غالاكسي مع أحد أشهر اللاعبين في العالم كرد على تلك الضربة. وإذا كان نادي لوس أنجليس يضم لاعباً مثل المكسيكي كارلوس فيلا الذي يحظى بشعبية طاغية بين السكان من ذوي الأصول اللاتينية، فقد أصبح لوس أنجليس غالاكسي يضم الآن إبراهيموفيتش الذي يحظى بشعبية طاغية في جميع أنحاء العالم. وسيكون لصفقة انتقال إبراهيموفيتش تأثير كبير على الدوري الأميركي ككل ونادي لوس أنجليس غالاكسي والمؤتمرات الصحافية التي يتحدث فيها.
ويقول إبراهيموفيتش: «الناس الذين يعرفونني يعرفون أنني لعبت في أندية كثيرة، أينما ذهبت فزت، لذا أنا مثل أنديانا جونز»، في إشارة إلى الشخصية السينمائية الشهيرة.
الأكيد أن إبراهيموفيتش سيكون محط أنظار في الولايات المتحدة لأسباب عدة، أبرزها لمعرفة ما إذا كان سيعود إلى تقديم المستوى الذي جعل منه يوما أحد أخطر المهاجمين ومسجلي الأهداف في العالم.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.