مصر تنفي اتهام «التايمز» بإبعاد مراسلتها

مركز المراسلين الأجانب أكد التصريح لها بتغطية الانتخابات الرئاسية

صورة نشرتها «التايمز» لمراسلتها في مصر بيل ترو
صورة نشرتها «التايمز» لمراسلتها في مصر بيل ترو
TT

مصر تنفي اتهام «التايمز» بإبعاد مراسلتها

صورة نشرتها «التايمز» لمراسلتها في مصر بيل ترو
صورة نشرتها «التايمز» لمراسلتها في مصر بيل ترو

اتهمت صحيفة «التايمز» البريطانية السلطات المصرية بـ«إبعاد» مراسلتها في مصر، بيل ترو، قبل ثلاثة أسابيع «من دون تفسير». لكن «الهيئة العامة للاستعلامات» (الجهة المعنية بإصدار تصاريح العمل للصحافيين غير المصريين) أكدت أنها «استخرجت تصريحا للصحافية البريطانية لتغطية الانتخابات الرئاسية» المقرر أن تبدأ غداً.
وقالت الصحيفة البريطانية، أمس، إن «ترو كانت تعيش في مصر منذ سبع سنوات، وأوقفت قبل ثلاثة أسابيع، بعدما أجرت مقابلة مع أحد أقرباء رجل توفي على مركب للمهاجرين كان متوجها إلى أوروبا». وأضافت أن الصحافية «احتجزت بعد ذلك من دون تفسير، واقتادتها الشرطة إلى المطار وأرغمتها على أن تستقل رحلة إلى لندن».
في المقابل، قال مدير «المركز الصحافي للمراسلين الأجانب» في هيئة الاستعلامات محمد إمام لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأوراق المسجلة لدى الهيئة تفيد بأن المراسلة معتمدة لديها». ونفى إخطارها الهيئة «باستبعادها أو تعرضها لما يعرقل عملها داخل مصر، وهو الإجراء المفترض اتباعه في تلك الحالة». وأشار إلى أن ترو «أرسلت بالفعل طلبا لهيئة الاستعلامات لاستخراج التصريح اللازم لتغطية الانتخابات الرئاسية المرتقبة، وتم إصدار التصريح بالفعل، قبل يومين، ويحق لها تسلمه وممارسة عملها».
وكثيرا ما تدخل هيئة الاستعلامات في مساجلات مع وسائل إعلام أجنبية تعمل في مصر بشأن محتوى تغطياتها. وكان أبرز تلك الوقائع ما جاء مواكبا للقضية المعروفة إعلاميا بـ«حادث الواحات» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حينما نشرت وكالات أنباء وصحف أجنبية أخبارا بشأن سقوط «أكثر من 50 عنصرا من قوات الشرطة» ضحايا لاشتباكات مع «مسلحين تبين انتماؤهم لتنظيم القاعدة الإرهابي». غير أن الحصيلة الرسمية أكدت مقتل 13 من الضباط والجنود فقط.
وتطرق بيان «التايمز» بشأن مراسلتها إلى أن «وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون تحدث في هذا الشأن مع نظيره المصري سامح شكري». ونقل عن متحدث باسم السفارة البريطانية في مصر أن «السلطات المصرية لم تقدم أي دليل على أعمال شائنة» قامت بها المراسلة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما تتحدث عنه (التايمز) واقعة قديمة ناقشها وزير الخارجية المصري مع نظيره البريطاني، لكن الخارجية المصرية لم تخطر مراسلة الصحيفة أو غيرها بشأن الاستبعاد، لأن ذلك ليس من اختصاصها، وهيئة الاستعلامات هي المعنية بالتعامل مع الصحافيين الأجانب في مصر».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.