معتقلون «إسلاميون» يحتجون لإسقاط قانون الإرهاب في المغرب

TT

معتقلون «إسلاميون» يحتجون لإسقاط قانون الإرهاب في المغرب

قرر معتقلون إسلاميون سابقون، أدينوا في قضايا الإرهاب، تنظيم وقفة احتجاجية غداً (الأحد)، أمام مقر المندوبية العامة لإدارة السجون بالرباط، من أجل المطالبة بإسقاط قانون مكافحة الإرهاب، وتنفيذ اتفاق كان يقضي بالإفراج عن سجناء الإرهاب في المغرب على دفعات.
ويأتي هذا الاحتجاج الجديد بعد وقفات مماثلة، نظمت الجمعة الماضي أمام عدد من المساجد في مجموعة من المدن المغربية.
وقالت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، وهي هيئة حقوقية مختصة في ملف معتقلي «السلفية الجهادية»، في بيان أمس، إنها دعت إلى الاحتجاج بمناسبة مرور 7 سنوات على إبرام اتفاق 25 مارس (آذار) 2011 بين الدولة المغربية والمعتقلين الإسلاميين القابعين بالسجون منذ أزيد من 15 سنة.
وأضافت اللجنة أن المعتقلين تعرضوا للظلم، خصوصاً في الفترة التي تلت أحداث 16 مايو (أيار) الإرهابية التي عرفتها الدار البيضاء عام 2003. وانتقدت التشهير بهم، مشيرة إلى أنهم «أكدوا في بياناتهم المتواصلة أنهم أبرياء من كل ما نسب إليهم، وأنهم لا يكفّرون المجتمع، ولم ولن يسعوا لأي تخريب كما أشيع عنهم، وأنهم ليسوا بقتلة ولا مجرمين، بل هم ضحايا لسياسة دولية منحازة».
كما أوضحت اللجنة أن اتفاق 25 مارس جاء إبان ما عرف بـ«الربيع العربي»، وبعد أن اعتصم المعتقلون الإسلاميون على سطح سجن الزاكي بسلا، ثم التحقت بهم السّجون الأخرى للمطالبة بحقّهم في الحرية والعدالة والكرامة، التي حرموا منها سنين طويلة. وبالموازاة مع ذلك، اعتصمت عائلاتهم أمام باب السّجن بمساندة من المعتقلين الإسلاميين السابقين، ومجموعة من الحقوقيين، ليكلّل الأمر في نهاية المطاف بإبرام الاتفاق المذكور بين ممثلين عن المعتقلين الإسلاميين، وهم الشيخ أبو معاذ نور الدين نفيعة، وهشام معاش، ومحمد الشطبي، وممثلين عن الدولة في شخص حفيظ بن هاشم المندوب السابق لإدارة السجون، والكاتب العام (وكيل) لوزارة العدل السابق محمد ليديدي، والأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان محمّد الصبّار، وبشهادة حقوقيين ممثلين في كل من مصطفى الرميد رئيس منتدى الكرامة سابقاً ووزير حقوق الإنسان حالياً، ومحمّد حقيقي المدير التّنفيذي لمنتدى الكرامة سابقاً.
وحسب اللجنة، فإن الدولة أقرت ضمنياً من خلال الاتفاق «بمظلومية المعتقلين الإسلاميين ووعدتهم بإطلاق سراحهم عبر دفعات، وفي آجال معقولة. وفي انتظار ذلك يتم تمكينهم من حقوقهم السجنية المشروعة». إلا أن جهات وصفتها بـ«الاستئصالية» سعت بكلّ الوسائل لإجهاض هذا الاتفاق.
وأفرج عن 13 سجيناً كانوا مدانين بالإرهاب في أغسطس (آب) الماضي، بموجب عفو ملكي في ذكرى ثورة الملك والشعب، وتحويل عقوبة الإعدام إلى السجن المحدد في 30 سنة لفائدة سجين واحد، ضمنهم بعض المعتقلين على خلفية تفجيرات 16 مايو بالدار البيضاء، وذلك بعد مراجعة مواقفهم وتوجهاتهم الفكرية، وتأكيد نبذهم التطرف والإرهاب.
وأطلقت إدارة السجون برنامج «مصالحة» في مايو الماضي، بشراكة مع «الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب»، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، وقالت إنه استفاد منه سجناء مدانون في ملفات الإرهاب والتطرف، يمثلون عينات من مختلف الاتجاهات، وإنهم عبروا عن رغبة في المشاركة في هذا البرنامج بشكل اختياري وعن طواعية.
ويرتكز البرنامج على 3 محاور تهم «المصالحة مع الذات، والمصالحة مع النص الديني، والمصالحة مع المجتمع»، بيد أن لجنة الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين انتقدت البرنامج، وقالت إنه يدفع السجناء إلى الإقرار بأخطاء لم يرتكبوها.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».