وزير يمني لمفوضية حقوق الإنسان: انتهاكات الحوثيين تتزايد

ذكّر باغتيالهم زعيم الطائفة البهائية... واحتفاظهم بجثمان صالح

عسكر في مجلس حقوق الإنسان بجنيف أمس (سبأ)
عسكر في مجلس حقوق الإنسان بجنيف أمس (سبأ)
TT

وزير يمني لمفوضية حقوق الإنسان: انتهاكات الحوثيين تتزايد

عسكر في مجلس حقوق الإنسان بجنيف أمس (سبأ)
عسكر في مجلس حقوق الإنسان بجنيف أمس (سبأ)

دعا وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر المفوضية السامية لحقوق الإنسان، إلى استيعاب التقارير التي أرسلتها الوزارة بشأن انتهاكات وتجاوزات ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق المدنيين المستمرة منذ انقلابها على الشرعية الدستورية في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، خاصة في العاصمة صنعاء والمدن المحيطة بها الخاضعة لسيطرتها.
جاء ذلك خلال رد الحكومة اليمنية، أمس، على الحديث الشفوي الذي قدمته نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان، جليمور، حول أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، خلال الدورة 37 لمجلس حقوق الإنسان.
وأكد عسكر أن انتهاكات الميليشيات تزايدت خلال الفترة الأخيرة وتحديداً منذ قتلها الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا، لافتاً إلى أن الميليشيات ما زالت تحتجز جثة الرئيس السابق ولم تسمح بدفنها وهو عمل مناف للأخلاق الإنسانية.
وأضاف أن الميليشيات قامت باعتقال وملاحقة كوادر حزب المؤتمر ومداهمة منازلهم ومنازل المعارضين لها بصنعاء والتضييق على الحريات وحجب وسائل التواصل الاجتماعي وإيقاف وسائل الإعلام المعارضة وتحويل صنعاء إلى سجن كبير يمنع الدخول أو الخروج منها إلا بإذن أمني إلى جانب مصادرة الأموال ونهب محلات الصرافة وقمع التظاهر والزج بالمتظاهرين في السجون ومنهم كثير من النساء.
وأشار إلى أن آخر تلك الانتهاكات إصدار عقوبة الإعدام بحق رئيس الطائفة البهائية، حامد بن حيدرة، بسبب انتمائه الديني، إلى جانب إصدار أحكام إعدام بحق بعض الصحافيين في وقت سابق.
وأكد الوزير، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات وانتهاكات حقوق الإنسان: «قد بذلت ولا تزال جهودا جبارة رغم الظروف القاسية والمعقدة التي تعمل فيها»، معرباً عن أمل الوزارة في أن تحظى بدعم ومساندة مكتب المفوض السامي والمجلس حتى تؤدي مهمتها بما يحقق النزاهة والاستقلالية وكشف الحقيقة للوصول إلى المحاسبة والإنصاف باعتبارها آلية وطنية يجب الحفاظ عليها.
ولفت إلى أن الحكومة رحبت بقرار المجلس الصادر في سبتمبر الماضي بإنشاء مجموعة من الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين لإجراء دراسة شاملة لجميع الانتهاكات والتجاوزات المزعومة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني منذ سبتمبر 2014، كما رحبت بتعيين المفوض السامي لثلاثة خبراء بارزين وعبرت عن تعاونها وتقديم كل التسهيلات التي تمكنها من إنجاز مهمتها وقد قامت المجموعة بزيارة اليمن خلال الفترة من 12 - 17 مارس (آذار) الحالي.
وشدد وزير حقوق الإنسان على ضرورة دراسة الأسباب التي أدت إلى الوضع الكارثي في اليمن وليس الاكتفاء بالنظر في النتائج، مؤكداً أن الوضع الإنساني في اليمن يتطلب مزيدا من الاهتمام.
ونوه عسكر بدور خطة العمليات الإنسانية الشاملة لليمن التي أطلقها التحالف الداعم للشرعية في اليمن وتعهداته بمبلغ 1.5 مليار دولار لتمويل الخطة في عام 2018، مقدراً أيضا الجهود الإنسانية التي تبذلها جميع الدول المانحة لصالح الشعب اليمني وندعوهم إلى المساهمة الفاعلة في تمويل ما تبقى من احتياجات خطة الاستجابة الإنسانية التي سيعلن عنها في اجتماع يوم 3 أبريل (نيسان) المقبل بجنيف.
ودعا المجتمع الدولي للضغط على ميليشيات الحوثي الانقلابية من أجل التعاطي الإيجابي مع جهود مبعوث الأمم المتحدة الجديد لاستئناف مشاورات السلام فورا لاستعادة الشرعية والأمن والاستقرار في اليمن والشروع في بناء يمن اتحادي ديمقراطي قائم على أساس المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للسلطة والثروة ويؤمن بالتعددية ويحترم حقوق الإنسان والحريات العامة.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.