الأحمر يهيمن على اللوائح الانتخابية

TT

الأحمر يهيمن على اللوائح الانتخابية

توالى تسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية اللبنانية أمس، حيث سجل تيمور جنبلاط «لائحة المصالحة» في دائرة الشوف - عاليه، كما سجل مرشح «القوات اللبنانية» في بعبدا، بيار أبو عاصي، لائحة «وحدة وإنماء بعبدا» الانتخابية في قضاء بعبدا.
واختارت لائحة جنبلاط اللون الأحمر، وهي تضم: تيمور جنبلاط، وجورج عدوان، وناجي البستاني، وغطاس خوري، ونعمة طعمة، ومروان حمادة، وبلال عبد الله، ومحمد الحجار، عن دائرة الشوف، بالإضافة إلى أكرم شهيب، وهنري حلو، وأنيس نصار، وراجي السعد، عن دائرة عاليه.
أما لائحة «القوات»، التي يترأسها وزير الشؤون الاجتماعية بيار أبو عاصي، فتتخذ أيضاً اللون الأحمر لوناً لها، وتضمّ عن المقاعد المارونية بيار رشيد أبو عاصي، وسنتيا أحمد رياض الأسمر، وجوزيف ميشال عضيمي، وعن المقعد الدرزي هادي محمد رفيق أبو الحسن، وعن المقعد الشيعي صلاح محمود الحركة.
وأعلنت «القوات» أنه «سيتم الإعلان عن لائحة (المصالحة)، المدعومة من حزب القوات، و(التقدمي الاشتراكي) و(تيار المستقبل)، التي تعتمد اللون الأحمر، يوم السبت المقبل، في قصر المير أمين - بيت الدين».
وسيتم إعلان لائحة «الكرامة والإنماء»، برئاسة يحيى شمص، بالتحالف مع «القوات اللبنانية» و«تيار المستقبل»، وتعتمد اللون الأحمر، يوم السبت أيضاً. في حين سيعلن عن لائحة «بيروت أولاً»، المدعومة من «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية»، الوزير ميشال فرعون، والرامغافار، والعميد جان طالوزيان، المدعوم من أنطوان صحناوي والمستقلين، يوم السبت كذلك.
يذكر أن مهلة تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية تنتهي مساء الاثنين المقبل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.