الشرطة الإسرائيلية تبلغ سكان أم الحيران بأنها ستهدم بيوتهم الشهر القادم

TT

الشرطة الإسرائيلية تبلغ سكان أم الحيران بأنها ستهدم بيوتهم الشهر القادم

اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية بمشاركة مفتشي سلطة «دائرة أراضي إسرائيل» و«سلطة تطوير النقب» قرية أم الحيران في النقب، أمس، وسلمت المواطنين أوامر رسمية تبلغهم فيها بأنها ستقوم بهدم جميع منازلهم وتدمير قريتهم بالكامل، بحجة البناء غير المرخص.
وقالت الأهالي إن حجة البناء غير المرخص كاذبة، إذ إنهم أرادوا وطلبوا واستغاثوا لكي يحصلوا على ترخيص. لكن الحكومة رفضت ذلك لأنها تريد فقط التخلص منهم وبناء قرية يهودية تحمل اسم «حيران» نفسه مكانها. وسلمت مهمة هذا الأمر لما يسمى «دائرة أراضي إسرائيل» وسلطة تطوير النقب، اللتين أعلنتا، أول من أمس الثلاثاء، عزمهما على هدم قرية أم الحيران وإجلاء سكانها، بداية شهر أبريل (نيسان) المقبل.
ويقطن في هذه القرية نحو ألف نسمة في منازل معظمها من الطوب وبعضها من القصدير، بالإضافة إلى مسجد للصلاة. وبموجب المخطط الإسرائيلي فإن أهالي أم الحيران سيسكنون في موقع في بلدة حورة لمدة سنتين، إلى حين إقامة حي سكني دائم في البلدة. واقتراح السلطات الإسرائيلية، هو توفير قطع جاهزة للبناء في أحد أحياء قرية حورة المجاورة ودفع السكان للانتقال إليه.
واستنجد أهالي القرية مسلوبة الاعتراف في النقب، بالقيادات العربية في إسرائيل، والرأي العام الدولي، للوقوف إلى جانبهم والوجود في القرية، لمنع آليات الشرطة من تنفيذ أوامر هدم منازل في القرية. وتوجهت اللجنة الشعبية في القرية، في بيان لها، تقول: «لا تتركوا الأهالي في القرية وحدهم، علينا منعهم من تكرار كارثة أم الحيران في العام الماضي حيث قتل الشهيد المربي، يعقوب أبو القيعان».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.