«أمازون» تواصل قفزاتها... وتهدد عرش «آبل» على رأس شركات العالم

تخطت «ألفابت» بعد شهر من تجاوز «مايكروسوفت»

تعتبر شركة «أمازون» إحدى أكبر شركات مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في العالم (رويترز)
تعتبر شركة «أمازون» إحدى أكبر شركات مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في العالم (رويترز)
TT

«أمازون» تواصل قفزاتها... وتهدد عرش «آبل» على رأس شركات العالم

تعتبر شركة «أمازون» إحدى أكبر شركات مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في العالم (رويترز)
تعتبر شركة «أمازون» إحدى أكبر شركات مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في العالم (رويترز)

واصلت شركة «أمازون» قفزاتها العملاقة في عالم الشركات العالمية الكبرى، إذ تجاوزت أمس قيمتها السوقية مجموعة «ألفابت»، الشركة الأم لعملاق البحث الإلكتروني «غوغل»، وذلك بعد نحو شهر واحد فقط من تخطي عملاق البرمجيات «مايكروسوفت»، ليبقى أمامها منافس وحيد هو شركة «آبل»، التي تحتل عرش شركات العالم من حيث القيمة السوقية.
ومع إغلاق تعاملات يوم الثلاثاء في بورصة «وول ستريت»، بلغ سعر سهم «أمازون»، الذي يحمل شعار تداول AMZN على مؤشر «ناسداك»، 1586.51 دولار للسهم، ارتفاعا من آخر إغلاق سابق عند 1544.93 دولار، وبعدد أسهم متداولة بلغ 4581.568 ألف سهم. أي إن السهم ارتفع 41.58 دولار، بما يوازي 2.69 في المائة.
ووصلت القيمة السوقية للشركة إلى ما يفوق 768.04 مليار دولار، متجاوزة بذلك قيمة «ألفابت» التي توقفت عند رقم أعلى بقليل من 761.907 مليار دولار، حيث تراجع سهم الأخيرة بنسبة 0.39 في المائة عند الإغلاق. لتحتل «أمازون» بالتالي المركز الثاني عالميا من حيث القيمة السوقية، خلف الأولى «آبل» بقيمة سوقية بلغت مع إغلاق تعاملات الثلاثاء نحو 889.170 مليار دولار.
وبحسب المحللين، فإن «أمازون» مرشحة بقوة لإمكانية كل من تصدر لائحة أكبر شركات العالم، وتخطي حاجز تريليون دولار في سابقة أولى للشركات، بالنظر إلى عدة عوامل هامة، أولا المكاسب الصاعدة التي تحافظ عليها الشركة منذ 3 سنوات كاملة، وثانيا الثقة الكبيرة في رئيسها جيف بيزوس وأفكاره الناجحة للتطوير، وثالثا تنوع أنشطة الشركة الكبير الذي يرجح المكاسب بأكثر من غريماتها في القائمة. وكانت «أمازون» قد حققت إنجازا كبيرا في منتصف فبراير (شباط) الماضي، حين تخطت قيمتها السوقية عملاقا آخر وهو «مايكروسوفت»، وذلك للمرة الأولى «المستقرة» بعد ساعات التداولات.
وتعتبر شركة «أمازون» إحدى أكبر شركات مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في العالم، حيث بدأت عملها عام 1995 في الولايات المتحدة ليمتد سوقها بعد ذلك إلى كندا والصين والبرازيل والدول الأوروبية.
وفي مطلع فبراير الماضي، أعلنت «أمازون» عن أرباح فصلية أكبر من المتوقع، خاصة مع إعلانها عن المزيد من الأفكار الطموحة، والتي كان من بينها إعلان الشراكة الثلاثية مع كل من «جي بي مورغان تشيس» وشركة وارن بافيت «بيرشكاير هاثواي» لتحسين الرعاية الصحية للموظفين، وهو الخبر الذي كان له وقع وصدى بالغ في سوق الرعاية الصحية الأميركي، خاصة مع اقتراب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من تحقيق مبتغاه في إلغاء نظام «أوباما كير» للرعاية الصحية.
ويعد ارتفاع سهم «أمازون» انعكاس لنجاح الشركة في إحراز مزيد من التوسع، حيث تجذب نحو 196 مليون زائر شهرياً، وتواصل تقديم منتجات وخدمات جديدة. وعلى الرغم من اختلاف النشاط الرئيسي لكل من «أمازون» و«غوغل»، كن نشاطهما الآن في تناغم متزايد، مع إحراز «أمازون» تقدم كبير في مجال الحوسبة السحابية مقتربة به من شركة «غوغل» و«مايكروسوفت».
وبعد مكاسب سهم «أمازون»، ارتفعت ثروة مؤسسها جيف بيزوس بمقدار 3.28 مليار دولار يوم الثلاثاء، محتفظاً بمركزه كأغنى رجل في العالم، بثروة تُقدر بـ132 مليار دولار.
وجدير بالذكر أن بيزوس تفوق في إحصاءات عام 2017 على مؤسس «مايكروسوفت» بيل غيتس من حيث الثروة، حيث وصل تقدير ثروته الإجمالية العام الماضي إلى 118 مليار دولار مقابل 90.3 لغيتس على مؤشر بلومبرغ لأثرياء العالم، ليزيح بيزوس غيتس من صادرة القائمة التي احتلها طوال سنوات ماضية.


مقالات ذات صلة

عام مذهل لمليارديرات أميركا... كم ارتفعت ثرواتهم في 2024؟

الولايات المتحدة​ رزمة من الدولارات الأميركية من فئة 100 دولار (رويترز)

عام مذهل لمليارديرات أميركا... كم ارتفعت ثرواتهم في 2024؟

وصفت مجلة «نيوزويك» الأميركية عام 2024 بأنه كان عاماً مذهلاً لمليارديرات أميركا، حيث ارتفع صافي ثرواتهم الجماعية بمئات المليارات من الدولارات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس (أ.ب)

بعد علاقة متوترة... جيف بيزوس يتناول العشاء برفقة ترمب في فلوريدا

شوهد مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس وهو يتجول في مقر إقامة الرئيس المنتخب دونالد ترمب بولاية فلوريدا، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء حيث تناول العشاء معه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص تقدم «APS» أدوات تحليل بيانات فورية تساعد التجار على مراقبة المعاملات واتخاذ قرارات ذكية خلال فترات الذروة (أدوبي)

خاص «أمازون» تنتهز موسم الرياض لإثبات حضورها في خدمات الدفع الإلكتروني

تعالج «أمازون لخدمات الدفع الإلكتروني» تحديات الطلب المرتفع من خلال حلول قابلة للتطوير وبنية تحتية مصممة للتعامل مع زيادات الطلب بسلاسة.

نسيم رمضان (لندن)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شعار شركة «أمازون» في مركز لوجيستي للشركة في فرنسا - 8 أغسطس 2018 (رويترز)

بعد «ميتا»... «أمازون» ستتبرع بمليون دولار لصندوق تنصيب ترمب

تعتزم شركة «أمازون» التبرُّع بمليون دولار لصندوق تنصيب دونالد ترمب، ضمن خطوات لشركات التكنولوجيا العملاقة لتحسين العلاقة مع الرئيس الأميركي المنتخَب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
TT

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» الذي كانت أسسته الأمم المتحدة بهدف توحيد المصارف في مواءمة أنشطتها في الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.

والتحالف الذي تم تأسيسه في عام 2021 يطلب من المصارف الأعضاء وضع أهداف علمية لخفض الانبعاثات تتماشى مع سيناريوهات 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ للقطاعات الأكثر تلويثاً.

وفي السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت عملية الانسحاب مع «غولدمان ساكس»، وتبعه كل من «ويلز فارغو» و«سيتي» و«بنك أوف أميركا» في الشهر نفسه. وأعلن بنك «مورغان ستانلي» انسحابه في أوائل يناير لينتهي المطاف بـإعلان «جي بي مورغان» يوم الثلاثاء انسحابه، وفق ما ذكر موقع «ذا بانكر» الأميركي.

وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، رفض في وقت سابق التعليق على ما إذا كان سيحذو حذو زملائه الأميركيين وينسحب من التحالف. ومع ذلك، تزايدت التكهنات بأنه قد يرضخ قريباً للضغوط المتزايدة من أعضاء إدارة ترمب المقبلة والولايات الحمراء التي هددت برفع دعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار ومقاطعة المصارف وشركات الاستثمار الأميركية التي قدمت تعهدات مناخية في إطار تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، والذي يعد «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» جزءاً منه.

في ديسمبر الماضي، أصدر المدعي العام في تكساس دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد شركات الاستثمار «بلاك روك» و«فانغارد» و«ستيت ستريت»، زاعماً أنها «تتآمر لتقييد سوق الفحم بشكل مصطنع من خلال ممارسات تجارية مانعة للمنافسة».

لماذا اختارت المصارف الأميركية الانسحاب الآن؟

بحسب «ذا بانكر»، تتكتم المصارف الأميركية حتى الآن على أسباب انسحابها. ومع ذلك، يقول باتريك ماكولي، وهو محلل بارز في منظمة «ريكليم فاينانس» الفرنسية غير الربحية المعنية بالمناخ، إن هذه المغادرة هي إجراء استباقي قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف متزايدة من ضغوط ترمب وأنصاره الذين يهاجمونهم.

وفقاً لهيتال باتيل، رئيس أبحاث الاستثمار المستدام في شركة «فينيكس غروب» البريطانية للادخار والتقاعد، فإن حقيقة أن المصارف الأميركية لم تقل الكثير عن خروجها من التحالف «تدل على الكثير». أضاف «في العادة، عندما تقوم بتحول كبير، فإنك تشرح للسوق سبب قيامك بذلك»، مشيراً إلى أن المصارف الأميركية الكبيرة يمكنها أن ترى الاتجاه الذي «تهب فيه الرياح» مع إدارة ترمب القادمة.

هل يمكن لأعضاء آخرين في التحالف خارج الولايات المتحدة أيضاً الانسحاب؟

مع الإجراء الذي قامت به المصارف الأميركية، يقول ماكولي إن ترمب وأنصاره قد يحولون انتباههم أيضاً إلى تلك غير الأميركية، مما يهدد أعمالها في البلاد إذا استمرت في مقاطعة الوقود الأحفوري.

حتى الآن، حشدت المصارف الأوروبية، التي تشكل الجزء الأكبر من الأعضاء الـ142 المتبقين في التحالف، دعماً له. يقول أحد المصارف المطلعة إن المزاج السائد بين المصارف في أوروبا هو أن التحالف «لا يزال قادراً على الصمود».

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مصرف «ستاندرد تشارترد»، الذي ترأس التحالف حتى العام الماضي، إنه لا ينوي تركه.

ويقول بنك «آي إن جي» الهولندي إنه لا يزال ملتزماً ويقدر التعاون مع الزملاء في التحالف، مما يساعده في دعم انتقال صافي الانبعاثات الصفري، وتحديد أهداف خاصة بالقطاع.

هل يضعف التحالف مع خروج المصارف الأميركية الكبرى؟

على الرغم من أنها ليست «ضربة قاضية»، فإن باتيل قال إن المغادرة تعني أن التحالف «ضعيف للأسف».