الإعلام الأميركي: بداية «ماراثون» توطيد العلاقات بين الرياض

مقال رأي للأمير خالد بن سلمان يصل لملايين القراء وبث حي لنشاط اليوم الأول

الإعلام الأميركي: بداية «ماراثون» توطيد العلاقات بين الرياض
TT

الإعلام الأميركي: بداية «ماراثون» توطيد العلاقات بين الرياض

الإعلام الأميركي: بداية «ماراثون» توطيد العلاقات بين الرياض

تركز اهتمام الإعلام الأميركي على زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام من بدئها. ومع وصوله إلى واشنطن فجر أمس، حرصت المحطات التلفزيونية والصحف الأميركية (على مواقعها الإلكترونية) تغطية الحدث. كما تابعت نشاطات اليوم الأول للزيارة الذي تضمن لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
فمن جانبها، حرصت القنوات الرئيسية مثل «سي إن إن» و«سي بي إس» و«إي بي سي» و«فوكس» على نقل المقابلة ببث مباشر ومع تحليلات مفادها أن الزيارة تأكيد على قوة العلاقات بين البلدين، وأفق واعدة لزيادة التعاون، خصوصا في ملف مكافحة الإرهاب.
وبدورها، بدأت صحيفة «واشنطن بوست» تغطيتها للزيارة قبيل وصول ولي العهد. وفي تقرير نشرته أول من أمس، كشفت الصحيفة عن علاقة وطيدة بين ولي العهد وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي وكبير مستشاريه. وقالت: «بدأت العلاقة والتعاون بين الأمير محمد وجاريد منذ عام، وتواصلا مرارا لمناقشة الملفات الدولية الملحة». وأضافت: «من المتوقع أن يلعب كوشنر دورا محوريا في الزيارة». مشيرة إلى أن «الحلفاء أبدوا ترحيبهم بالعلاقة الوطيدة التي سترمي إلى تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط».
ونشرت الصحيفة ذاتها أيضا مقال رأي للأمير خالد بن سلمان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة تحت عنوان: «السعودية تحتضن التغيير... وبإمكان الولايات المتحدة المساعدة». ووصل المقال للملايين من قراء الصحيفة التي يتعدى متابعوها على «تويتر» الـ12 مليونا. وفي النص قال الأمير: «قلما تباشر دولة بإصلاحات اقتصادية واجتماعية طواعية وهي تعيش حالة سلام... وهذا ما يحدث في المملكة العربية السعودية اليوم». وأضاف: «لدى الولايات المتحدة فرصة للتعرف إلى وللمشاركة في تلك الإصلاحات خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان الرسمية الأولى منذ تسلمه ولاية العهد». وأوضح أن «الأمير لا يريد مناقشة الملفات السياسية فقط خلال الزيارة، بل هو في مهمة أيضا لمناقشة الملفات الاقتصادية والتجارية، وخصوصا أفق الاستثمار الثنائي الذي أصبح متاحا اليوم نتيجة التنويع الاقتصادي التي تشهده المملكة».
وأشار الأمير خالد إلى جميع جوانب التعاون القائم بين البلدين إن كان في الدفاع أو الأمن أو محاربة الإرهاب أو التعليم وغيرها من المجالات. واختتم مقاله بالتأكيد أن «السعودية تمر بمرحلة محورية، وكذلك العلاقات السعودية - الأميركية ستصل أفقا جديدة». وأضاف: «علينا اغتنام الفرصة وتكريس أنفسنا لدعم وتوطيد تحالفنا العريق».
من جانبها، حرصت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية على مواكبة التغطية منذ وصول ولي العهد أمس ولقائه بترمب في المكتب البيضاوي. وقالت في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني أمس: «تأمل الولايات المتحدة في زيادة التعاون التجاري بينها وبين السعودية خلال زيارة ولي العهد بمقدار 35 مليار دولار». وأشارت إلى أن الأمير محمد بن سلمان سيزور نيويورك ولوس أنجليس ووادي السيليكون وسياتل وهيوستن لمناقشة مشروعات جديدة. كما سيلتقي مديرون من «غوغل» و«أبل» و«لوكهيد مارتن» وغيرها من الشركات العملاقة في الولايات المتحدة. وأضافت: «وبعيدا عن صعيد التعاون التجاري، ترى واشنطن في الرياض حليفا رئيسيا في أهم الملفات الخارجية منها الملف الفلسطيني - الإسرائيلي». واستطردت: «وتأمل واشنطن في أن الزيارة ستؤدي إلى بوادر استقرار في منطقة الشرق الأوسط».
وسارعت الوسائل الإعلامية بتكهن جدول ولي العهد الحافل. حيث نشرت محطة «سي إن بي سي» على موقعها جدولا أوليا لنشاطات الأمير محمد وقالت إنه من المتوقع أن تبدأ الزيارة في واشنطن وتنتهي في هيوستن. واعتبرت صحيفة «شيكاغو تريبيون» الزيارة «ماراثونا حافلا بالنشاطات».
وبدورها توقعت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية على موقعها أمس أن زيارة ولي العهد لن تكون، على الأرجح، الزيارة الرسمية السعودية الأخيرة إلى الولايات المتحدة هذا العام. وقالت: «من المرجح أن تمهد زيارة ولي العهد الطريق إلى زيارة رسمية للملك سلمان بن عبد العزيز إلى الولايات المتحدة خلال العام الحالي».
يذكر أن مقابلة ولي العهد السعودي الأولى مع قناة أميركية «سي بي إس» أذيعت يوم الأحد الماضي وتلقت عدة إشادات من الصحف الأميركية وركزت الصحف ووسائل الإعلام بالأخص على حديث الأمير حول الإصلاحات الاجتماعية التي تشهدها السعودية مرحبة بها، كما سلطت الضوء على تصريحاته حول تهديد إيران على زعزعة أمان المنطقة وترقبت مناقشة هذا الملف بين الأمير محمد والرئيس ترمب خلال أيام الزيارة.



السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
TT

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)

جددت السعودية، الثلاثاء، دعوتها لتكثيف التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتربوية لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي في الأجيال القادمة، لضمان مستقبل أفضل يتسم بالتنوع والموائمة، وذلك خلال المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» الذي عُقد في العاصمة البرتغالية لشبونة.

ونيابةً عن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، شارك المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية في المؤتمر، مؤكداً في كلمة له على ما يشهده الوقت الحاضر من تحديات عالمية كبيرة تتطلب تضافر الجهود وتعزيز قيم التعاون والتعايش السلمي، مشيراً إلى أن تحالف الحضارات ليس مجرد منصة حوار، بل هو رسالة سامية تهدف لتعزيز فهم أعمق بين الشعوب والثقافات، وإيجاد جسور للتواصل تمكننا من تجاوز الخلافات وتعزيز الفهم المشترك.

المهندس وليد الخريجي أكد في مؤتمر «تحالف الحضارات» إيمان السعودية الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء (واس)

وأشار إلى أن مشاركة السعودية في هذا المؤتمر تؤكد أن «رؤية المملكة 2030» لا تقتصر على تقليل اعتماد المملكة على النفط وتحقيق النمو الاقتصادي فقط، بل هي مشروع ثقافي وطني يسعى لبناء قيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى.

وبيّن نائب وزير الخارجية أن «رؤية المملكة 2030»، منظومة شاملة تُعنى بإرساء أسس التنوع الثقافي والانفتاح على العالم، وتعزيز دورها في دعم السلام العالمي ومحاربة التطرف ونشر التعايش السلمي بين مختلف الشعوب، ويأتي ذلك ضمن التزامها ببناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، وهو ما يعزز دورها الإيجابي في المجتمع الدولي ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى ما قدمته السعودية من تجارب وطنية عبر العديد من المبادرات التي أسهمت في إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف كنموذجٍ لتعزيز التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، بما يعكس إيمان المملكة الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار المملكة في دعم التحالف سياسياً ومالياً، معرباً عن ترحيب السعودية باستضافة الدورة الـ11 من مؤتمر تحالف الحضارات في العام المقبل 2025.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الروسي في العاصمة البرتغالية لشبونة (واس)

ولاحقاً، التقى المهندس وليد الخريجي، سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا، وخوسيه خوليو غوميز نائب وزير خارجية الدومينيكان (كل على حدة) على هامش المؤتمر، وجرى خلال اللقاءين استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.