«الضرائب» الإسبانية تصر على معاقبة رونالدو بالحبس

القضية قد تجبر النجم البرتغالي على الرحيل من ريـال مدريد

TT

«الضرائب» الإسبانية تصر على معاقبة رونالدو بالحبس

عادت قضية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، هداف ريـال مدريد، مع مصلحة الضرائب الإسبانية، لتطغى على الأحداث الرياضية مجدداً، بعد إصرار الأخيرة على المضي قدماً لإصدار حكم بحبس اللاعب.
وكشفت تقارير صحافية إسبانية أمس، أن مصلحة الضرائب في إسبانيا ستستمر في طريقها نحو توقيع عقوبة الحبس على النجم البرتغالي، على خلفية مزاعم تهربه من دفع 7.‏14 مليون يورو، ضرائب مستحقة على دخوله المادية الناجمة عن استغلال حقوق الصور، خلال الفترة ما بين عامي 2011 و2014.
وأشارت صحيفة «ماركا» إلى أن مصلحة الضرائب رفضت الشيك الموقع على «بياض» الذي قدمه لها اللاعب البرتغالي من أجل تفادي عقوبة سجنه.
وأوضحت «ماركا» أنه قبل بضعة أشهر كان هناك اجتماع «مرضٍ للغاية»، عرض خلاله النجم البرتغالي دفع مبلغ كبير من المال، يتراوح بين 4 و5 ملايين يورو، بدلاً من مبلغ 15 مليون يورو الذي تطالبه بدفعه السلطات الإسبانية.
ولمحت الصحيفة إلى أن كريستيانو رونالدو قدم عرضاً لمصلحة الضرائب الإسبانية من أجل إغلاق القضية في إطار اتفاق اقتصادي. وأبدى لاعب ريـال مدريد موافقته على دفع المبلغ الذي تراه مصلحة الضرائب في إسبانيا مناسباً درءاً للعقوبة الجنائية وتراجع السلطات عن طلبها بسجنه.
وكان رونالدو (32 عاماً)، قد خضع للمحاكمة في يناير (كانون الثاني) الماضي بتهم الاحتيال على السلطات الضريبية، وهو ما نفاه اللاعب البرتغالي، مصراً على أنه صادق وتصرف على نحو صحيح في كل أمر. وهدد رونالدو بالرحيل عن ريـال مدريد إذا لم تسانده إدارة النادي في قضيته، وأعرب عن نيته العودة لصفوف فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي. وينص عقد رونالدو مع ريـال مدريد على شرط جزائي بقيمة مليار يورو (1.1 مليار دولار)، وهو الأمر الذي يبدو معجزاً لأي نادٍ منافس للتعاقد معه.
وانتقل رونالدو من مانشستر يونايتد إلى ريـال مدريد في عام 2010 مقابل 80 مليون جنيه إسترليني (نحو 102 مليون دولار). وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدد اللاعب تعاقده مع النادي الملكي لمدة 5 سنوات، أصبح بمقتضاه الرياضي الأعلى دخلاً في العالم.
وكان رونالدو قد علق بعد جلسة استجوابه قبل شهرين قائلاً: «سلطات الضرائب الإسبانية تعلم دخلي بالتفصيل، لأننا أعطيناهم كل المستندات. لم يسبق أن أخفيت أي بيانات أو كانت لدي نية التهرب الضريبي».
وتابع: «دائماً أقدم بياناتي طوعاً لأني أعتقد أن علينا جميعاً أن ندفع الضرائب عن دخلنا. كل من يعرفني يعلم جيداً ما الذي أطلبه من المستشارين، وهو أن يأخذوا وقتهم ويدفعوا كل شيء بشكل صحيح، لأني لا أريد الوقوع في مشكلات». وشدد رونالدو على أنه لم يستخدم هيكلاً تجارياً لإدارة حقوق الملكية لصوره في إسبانيا بعد انتقاله من مانشستر يونايتد إلى ريـال مدريد في 2010، وأشار إلى أن سلطات الضرائب الإنجليزية أقرت «بقانونية وشرعية» هذا الهيكل التجاري.
واستدعي رونالدو أفضل لاعب في العالم 4 مرات خلال نحو 12 شهراً، للإدلاء بأقواله أمام القضاء الإسباني في الاتهامات الموجهة إليه بالتهرب من سداد مبلغ 14 مليوناً و700 ألف يورو (16 مليوناً و700 ألف دولار) للضرائب.
ولا يعد اللاعب الفائز بـ4 كرات ذهبية، النجم الأول في ريـال مدريد الذي يتم التحقيق معه من قبل القضاء على خلفية التهرب الضريبي، فقد وجهت مصلحة الضرائب في السنوات الأخيرة اتهامات مماثلة لبعض النجوم الذين فضلوا تسوية أوضاعهم على الذهاب إلى السجن، ومنهم التشيلي أليكسيس سانشيز (مانشستر يونايتد الإنجليزي حالياً) والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو (برشلونة حتى مطلع 2018، ثم هيبي تشاينا فورتشن الصيني) والبرازيلي مارسيليو (ريـال مدريد)، إضافة إلى البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريـال مدريد السابق، ومواطنيه بيبي وفابيو كوينتراو، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا.
في المقابل، فضل الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة المواجهة، ففرضت عليه غرامة بقيمة 2.1 مليون يورو، وعقوبة بالسجن 21 شهراً حولت في النهاية إلى غرامة مالية.
أما أحدث المنضمين للقائمة فهو لاعب ريـال مدريد وبايرن ميونيخ الألماني سابقاً تشابي ألونسو، المتهم بالتهرب الضريبي بين 2010 و2012، وطلبت النيابة له عقوبة السجن 8 سنوات ونصف السنة.
ويوجه محامي الدولة الذي يمثل مصلحة الضرائب في هذه القضية، إلى لاعب الوسط الدولي السابق (36 عاماً و114 مباراة دولية) 3 تهم تتعلق بتهربه من الضرائب عن عائداته من حقوق الصورة، في حين لم تكشف النيابة العامة بعد مطالبها.
وبحسب الشكوى المقدمة ضد ألونسو، تهرب اللاعب من دفع ضرائب في إسبانيا عن حقوق الصورة قبل انتقاله إلى ريـال مدريد، وأرسلها إلى شركة تتخذ مقراً لها من جزيرة مديرا البرتغالية التي تعتبر أحد الملاذات الضريبية.
وكلفت محكمة مدريد بداية النظر بهذه القضية، لكنها أقفلت الملف، معتبرة أن المقصود لا يتجاوز حدود رفع مستوى الدخل، لكن النيابة العامة ومصلحة الضرائب أطلقتا نهاية 2017 القضية من جديد، واعتبر قضاة الاستئناف أن التهم الموجهة إلى ألونسو «تستند إلى أسس كافية» لإعادة فتح الملف.
يذكر أن جميع المذكورين باستثناء ميسي يتعاملون مع وكيل لاعبين واحد، وهو خورخي مينديز، الذي أدلى بأقواله هو الآخر أمام القاضية نفسها قبل أقل من شهر في حالة تخص اللاعب الكولومبي رادميل فالكاو.
ويذكر أنه قد صدر حكم قضائي ضد ميسي ووالده خورخي عام 2016 بالسجن 21 شهراً بعد إدانتهما بتهرب ضريبي بقيمة 4.16 مليون يورو، إلا أن القضاء الإسباني قرر الشهر الماضي استبدال عقوبة السجن (التي كانت لن تنفذ في أي حال بحسب النظام القضائي في إسبانيا)، والاستعاضة عنها بغرامة مالية إضافية.
وتتهم النيابة الإسبانية رونالدو باستغلال هيكلية شركة أنشئت في عام 2010 لإخفاء مداخيل حصل عليها في إسبانيا من حقوق بيع الصور، عن سلطات الضرائب.
وتعتبر السلطات ما قام به رونالدو «خرقاً إرادياً لالتزاماته الضريبية في إسبانيا»، وذلك عن طريق شركات «أوفشور» مقرها في جزر فيرجين البريطانية، وأخرى في آيرلندا المعروفة بتساهلها الضريبي.
كما تشير السلطات إلى أن رونالدو صرح عن مداخيل مرتبطة بإسبانيا بقيمة 11.5 مليون دولار فقط بين عامي 2011 و2014، في حين أن القيمة الحقيقية لمداخيله خلال تلك الفترة ناهزت 43 مليون يورو.
كما تتهمه السلطات بأنه رفض بشكل متعمد إدراج إيرادات بلغت 28.4 مليون يورو مرتبطة بحقوق بيع الصورة بين عامي 2015 و2020 إلى شركة إسبانية.
إلا أن رونالدو يصر منذ البداية على براءته من هذه التهم، وأنه قام بالتصريح عن مداخيله كاملة وبشكل رسمي.
ومنذ توجيه الاتهام إليه في يونيو (حزيران) الماضي، التزم رونالدو الصمت إلى حد كبير، واكتفى بالقول قبيل مشاركته مع منتخب بلاده في كأس القارات في روسيا، إنه «مرتاح الضمير» في هذه القضية، ليضيف بعد يومين أن الصمت هو «أفضل رد» على الاتهامات.
وعلى رغم هذا «الهدوء» على الجبهة القضائية، تفاعلت القضية بشكل واسع في عالم كرة القدم، لا سيما بعدما تبعتها سلسلة من التقارير الصحافية عن نية اللاعب، أفضل هداف في تاريخ النادي الملكي الإسباني، في الرحيل عن الفريق.


مقالات ذات صلة

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

رياضة عالمية يسعى النادي إلى جمع الأموال في مناورة من شأنها أن تساعده على تسجيل داني أولمو وباو فيكتور (رويترز)

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

يبحث نادي برشلونة بيع مقصورات كبار الشخصيات في ملعب كامب نو الذي تم تجديده حديثاً في إطار التزامات لمدة 20 عاماً في خطوة لتسجيل لاعبي الفريق الأول في يناير.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

مبابي يلجأ إلى «تأديبية» رابطة المحترفين لحل نزاعه مع سان جيرمان

لجأ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي إلى اللجنة التأديبية في رابطة محترفي كرة القدم في بلاده من أجل البت في نزاعه المالي مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم (أ.ف.ب)

«لاليغا»: برشلونة لوقف نزف النقاط… والريال أمام اختبار شاق في الباسك

يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط، ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، حين يحل الثلاثاء ضيفاً على ريال مايوركا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

ريال ومبابي يداويان الجراح القارية ويشددان الخناق على برشلونة

داوى ريال مدريد ونجمه الفرنسي كيليان مبابي جراحهما القارية بتشديد الخناق على برشلونة المتصدر بعد الفوز على الجار خيتافي 2-0 الأحد على ملعب «سانتياغو برنابيو».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية دييغو مارتينيز (رويترز)

مدرب لاس بالماس: نقاط برشلونة مكافأة لنا مقابل العطاء

عبر دييغو مارتينيز مدرب لاس بالماس عن سعادته بالمجهود الجماعي الذي قدمه فريقه ليحقق فوزاً مفاجئاً 2 - 1 أمام برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.