إيران تطلب {تنسيقاً إقليمياً} مع مسقط

بن علوي التقى روحاني... وطهران عرضت تعاوناً بنكياً وتجارياً

الرئيس الإيراني يلتقي وفداً سياسياً عمانياً برئاسة وزير الخارجية يوسف بن علوي في طهران أمس (الرئاسة الإيرانية)
الرئيس الإيراني يلتقي وفداً سياسياً عمانياً برئاسة وزير الخارجية يوسف بن علوي في طهران أمس (الرئاسة الإيرانية)
TT

إيران تطلب {تنسيقاً إقليمياً} مع مسقط

الرئيس الإيراني يلتقي وفداً سياسياً عمانياً برئاسة وزير الخارجية يوسف بن علوي في طهران أمس (الرئاسة الإيرانية)
الرئيس الإيراني يلتقي وفداً سياسياً عمانياً برئاسة وزير الخارجية يوسف بن علوي في طهران أمس (الرئاسة الإيرانية)

أجرى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، أمس، في ختام زيارته إلى طهران، مشاورات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني حول أوضاع المنطقة وسبل تعزيز التعاون، وطلب الجانب الإيراني من العمانيين تنسيقا إقليميا أوسع يبدأ بشراكة اقتصادية، وذلك في حين تواصلت ردود فعل المسؤولين الإيرانيين على توجه أوروبي لفرض عقوبات على طهران وسط مخاطر جدية تواجه مستقبل الاتفاق النووي.
وراهن روحاني أمس على إغراء الجانب العماني بوعود لتعزيز العلاقات التجارية والمالية للمطالبة بتقارب أكبر مع مسقط للتنسيق مع طهران حول القضايا الإقليمية، لافتا إلى ضرورة «توظيف البلدين تجاربهما في مجال استقرار المنطقة» وفق ما نقل موقع الرئاسة الإيرانية.
وردا على مطالب الرئيس الإيراني، أفاد موقع الرئاسة الإيرانية نقلا عن بن علوي تأكيده على ضرورة تسهيل العلاقات البنكية بين إيران وعمان وإقامة تجارة مباشرة باستخدام عملتي البلدين. وقال: «يجب تشجيع التجار والناشطين الاقتصاديين على علاقات وثيقة والاستثمار».
ولوحظ من مشاورات بن علوي في طهران، أن تعزيز العلاقات الاقتصادية وعلى رأسها التعاون البنكي والتجاري كان ضمن أولويات المسؤولين الإيرانيين في العلاقات الثنائية. وطلب روحاني بتوسيع العلاقات البنكية يأتي في وقت تتهم فيه إيران الولايات المتحدة بعرقلة عودة بنوكها إلى مجموعة المال الدولية.
وعقب اللقاء، أفادت وكالة «إيرنا» نقلا عن رئيس مكتب روحاني، محمود واعظي، قوله إن «جميع الأجهزة المعنية بالاتفاقيات بين الطرفين يجب أن تنشط في مسار تنمية العلاقات الاقتصادية».
وأشار واعظي إلى ضرورة ارتقاء العلاقات الاقتصادية بموازاة العلاقات السياسية.
وفي إشارة إلى الإصرار الإيراني على التعاون البنكي مع عمان، لمحت صحيفة «دنياي اقتصاد» في عنوانها الرئيسي إلى «توجه إيراني لهجرة الأموال الإيرانية من إمارة دبي إلى عمان».
ورغم نفي وزارة الخارجية الإيرانية، أول من أمس، «التكهنات» حول وجود أي وساطة عمانية وراء زيارة بن علوي المفاجئة إلى طهران، فإن الصحف الإيرانية الصادرة أمس أجمعت على أن «الوسيط التقليدي» بين واشنطن وطهران حمل رسائل أميركية وتحديدا من وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى المسؤولين الإيرانيين.
والتقى بن علوي في أول أيام زيارته، أمين عام مجلس الأمن القومي علي شمخاني. وهو ما عزز الأحاديث حول نقل الرسالة. وتأكد ذلك أكثر عندما نقلت وكالات أنباء رسمية جزءا من مشاورات الجانبين.
وجاءت زيارة المسؤول العماني في وقت تثير فيه وسائل الإعلام الإيرانية تساؤلات حول صمت روحاني على تطورات الأيام الأخيرة في الاتفاق النووي.
وتحولت مشاورات روتينية تجري بين إيران ودول «5+1» في فيينا كل 3 أشهر حول تنفيذ الاتفاق النووي، إلى مشاورات بالغة الحساسية نظرا لتصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وتزامنها مع تسريب وثيقة تظهر توجها أوروبيا لفرض عقوبات على برنامج طهران للصواريخ الباليستية، في محاولة للحفاظ على الاتفاق النووي قيد الحياة بعدما ازدادت المؤشرات على نية الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي في 12 مايو (أيار) المقبل، وكان آخرها إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون وحلول مايك بومبيو بدلا منه.
كما التقى الوزير أول من أمس رئيس البرلمان علي لاريجاني، قبل أن يلتقي روحاني أمس، فيما أعلنت الخارجية الإيرانية أمس أن «وعكة» ألمّت بوزير الخارجية محمد جواد ظريف بعد عودته من اجتماع ثلاثي مع نظيريه الروسي والتركي، حالت دون اللقاء مع الوزير.
وكان بن علوي بحث مع لاريجاني وشمخاني 3 ملفات خلافية بين طهران وواشنطن، وشدد شمخاني على موقف طهران من تطوير الصواريخ الباليستية، والتمسك بدورها الإقليمي، إضافة إلى رفض أي تعديل في نص الاتفاق النووي.
وكان من المفترض أن يتوج بن علوي زيارته إلى طهران باللقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لكنه تأجل بسبب مرضه، وأعلن المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي أمس عن نقل ظريف إلى المستشفى بسبب تدهور حالته الصحية. وأجرى بن علوي قبل عودته من طهران اتصالا هاتفيا مع ظريف.
بدورها، هاجمت صحيفة «جوان» الناطقة باسم «الحرس الثوري» مواقف الصحف المقربة من تيار يطالب بإعادة النظر في العلاقات مع الغرب وقالت إن «الدعوات لبدء حوار صاروخي بين إيران والغرب تتحول تدريجيا إلى خطاب شخصيات تيار يطالب بإعادة النظر في إثارة أسئلة موجهة لتحدي البرنامج الصاروخي». واتهمت الصحف المؤيدة للحكومة بالسعي وراء تكريس المفاوضات الصاروخية على أنها ضرورة سياسية واقتصادية، واتهمت صحف «آرمان» و«جامعة فردا» و«شرق» و«اعتماد» و«بهار» بالعمل على تحويل المفاوضات الصاروخية إلى خطاب وطني.



تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
TT

تباين إيراني حول تقديرات تأثير غياب الأسد

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته أمس (إرنا)

تباين مسؤولون وقادة عسكريون إيرانيون حول تقديرات تأثير سقوط نظام بشار الأسد على الجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.

وقال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إنَّ سقوط الأسد «سيتسبب في اختلال في العمق الاستراتيجي للقوى المرتبطة بالجمهورية الإسلامية»، لكنَّه أشار إلى أنَّ «(حزب الله) في لبنان سيتمكّن سريعاً من التكيف مع الظروف الجديدة».

في المقابل، قلَّل قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، مرة أخرى، من تأثير سقوط الأسد على نفوذ إيران الإقليمي خصوصاً صلاتها بجماعات «محور المقاومة». وقال سلامي لمجموعة من قادة قواته: «البعض يّروج لفكرة أنَّ النظام الإيراني قد فقد أذرعه الإقليمية، لكن هذا غير صحيح، النظام لم يفقد أذرعه». وأضاف: «الآن أيضاً، الطرق لدعم (جبهة المقاومة) مفتوحة. الدعم لا يقتصر على سوريا وحدها، وقد تأخذ الأوضاع هناك شكلاً جديداً تدريجياً».