ميليشيا الحوثي تعاقب يحيى صالح بمصادرة أمواله رغم مواقفه المهادنة

TT

ميليشيا الحوثي تعاقب يحيى صالح بمصادرة أمواله رغم مواقفه المهادنة

خيبت ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية ظن نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، يحيى صالح، بعد قيامها أخيرا بمصادرة أمواله في صنعاء رغم خطابه المهادن للجماعة واستمرار مواقفه المناهضة للحكومة الشرعية والتحالف العربي المساند لها، بعد مقتل عمه على أيدي الميليشيات والتنكيل بأقاربه وأنصاره.
وكشف نجل شقيق صالح الذي كان إبان حكم عمه قائدا لأركان حرب قوات الأمن المركزي حتى أطاحه الرئيس هادي من المنصب في 2012 أن الميليشيا الحوثية اتخذت قرارا بتجميد حساباته المصرفية في صنعاء ومصادرة أمواله بما فيها ممتلكاته العقارية وسياراته، وذلك ضمن لائحة ضمت العشرات من أقارب الرئيس السابق.
واستغرب يحيى صالح في تسريبات نقلتها عنه وسائل الإعلام المقربة منه، من أن مهادنته للميليشيات الحوثية وعدم اتهامه لها رسميا بقتل عمه، وكذا تصريحاته المناهضة للحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها، إلى جانب اعترافه بشرعية النسخة التي تشكلت في صنعاء لخلافة عمه في رئاسة حزب «المؤتمر الشعبي»، كلها لم تشفع له عند الحوثيين لاستثنائه من الإجراءات العقابية.
واتهم نجل شقيق صالح الذي كان عمه عينه قبل أكثر من عام، عضوا في اللجنة العامة لحزب «المؤتمر»، القيادي الحوثي عبد الرب جرفان المعين من قبل الجماعة رئيسا لجهاز الأمن القومي (المخابرات) بالوقوف وراء ضم اسمه إلى لائحة المشمولين بالإجراءات الحوثية، خلافا لتوجيهات رئيس مجلس انقلاب الجماعة ونائبها العام.
وكان بعد مقتل عمه صالح على يد الميليشيات الحوثية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وما تبع ذلك من اعتقال أقاربه والتنكيل بقيادات حزبه ومصادرة أموالهم، أطلق يحيى صالح تصريحات مهادنة تجنب فيها ذكر قتلة عمه الحوثيين أو إدانتهم، أو التلميح بمواجهتهم انتقاما له، وهو ما أثار استغراب أنصار صالح وأعضاء حزبه.
ويبدو أن إقامة نجل شقيق صالح في بيروت التي يدير منها أعماله التجارية واستثماراته منذ سنوات، كانت عاملا حاسما لاتخاذه هذا الموقف المهادن، تجنبا لإغضاب «حزب الله» اللبناني الحليف الوثيق للحوثيين واليد الأولى لإيران في المنطقة العربية.
ويخالف يحيى شقيقه طارق الذي تعهد السير على وصية عمه صالح لمواجهة الميليشيا الحوثية عسكريا، بعد إفلاته من قبضتهم في صنعاء، ووصوله إلى عدن بالتنسيق مع التحالف العربي، حيث يعد العدة لتجميع قواته العسكرية للانخراط في المعركة التي يساندها فيها شقيقه الآخر عمار مستفيدا من خبرته السابقة في جهاز الأمن القومي (المخابرات).
وعلق ناشطون موالون لحزب «المؤتمر» على مواقع التواصل الاجتماعي، على مصادرة أموال يحيى صالح من قبل الحوثيين، وعلى استغرابه هو من الأمر، وقال بعضهم: «يبدو أن يحيى صالح لم يستوعب بعد أن الجماعة الإيرانية التي غدرت بعمه وقتلته ونكلت بأقاربه وقيادات حزبه، هي الخطر الحقيقي على اليمن، وأن انتقامها من اليمنيين سيعم الجميع، بما فيهم الحلفاء».
وعلى الرغم من أن يحيى صالح، كان يشغل منصبا أمنيا مهما قبل تنحي عمه عن كرسي الحكم لخلفه هادي عقب الانتفاضة عليه في 2011 إلى جانب إدارة أعماله التجارية والاستثمارية، فإنه كان أكثر أقارب صالح ميلا للعمل المدني والنشاط السياسي تحت لافتة «القومية العربية» التي أنشأ من أجلها عددا من المنظمات والجمعيات التي عنيت بالشأن المحلي وبالقضايا القومية العربية.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.