وفد أمني مصري يبحث في رام الله ملف المصالحة

غادر الوفد الأمني المصري، الموجود في قطاع غزة منذ أسابيع، القطاع متجهاً إلى مدينة رام الله، لإجراء مباحثات مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية بشأن عدد من القضايا، وفي مقدمتها ملف المصالحة مع حركة حماس، وتبعات محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمدالله، ومدير جهاز المخابرات ماجد فرج في غزة قبل أيام.
وتحرك الوفد الأمني المصري من مكان إقامته في أحد فنادق غرب مدينة غزة، تحت حماية أمنية مشددة من قبل قوات أمنية تابعة لـ«حماس»، باتجاه معبر بيت حانون «إيرز» الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية، والذي تغادر عبره الوفود المختلفة.
وبحسب مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن الوفد سلك طريقاً أمنية بعيدة عن الطريق، التي تستخدم عادة في استقبال الوفود، مشيرةً إلى أن الوفد لم يسلك الطريق المعروفة، التي تسلكها جميع الوفود بسبب عملية التفجير التي استهدفت موكب رئيس الوزراء. فيما قالت مصادر أخرى إن الوفد سيعود غداً (الأحد) أو بعد غد (الاثنين)، إلى قطاع غزة لاستكمال المباحثات المتعلقة بملف المصالحة، ومحاولة خفض حالة التوتر، والتراشق الإعلامي بين «فتح» و«حماس» على خلفية تفجير موكب الحمدالله.
ولم يعرف ما إذا كان الوفد سينقل للسلطة الفلسطينية وحركة فتح في رام الله أي رسائل رسمية من «حماس»، أو أنه سينقل معلومات تتعلق بسير التحقيقات التي تجريها أجهزة أمن الحركة في غزة بعد عملية تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني، حيث أعلنت وزارة الداخلية في غزة اعتقال مشتبه بهم في الحادثة، موضحة أنها تجري تحقيقات واسعة على مستوى عالٍ للوصول إلى نتائج سريعة وتقديمها للعلن.
ويوجد الوفد في غزة منذ أسابيع، أجرى خلالها لقاءات مع مختلف الفصائل ووزراء حكومة التوافق، الذين قدموا إلى القطاع أخيراً قبيل محاولة اغتيال رئيس الوزراء. وكان من المقرر أن يلتقي الوفد مع ماجد فرج، مدير جهاز المخابرات الذي رافق رئيس الوزراء رامي الحمدالله إلى غزة يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن الانفجار الذي وقع في الموكب عجّل من زيارة الوفد، وجعل وقتها لا يتجاوز نصف الساعة، خصصت لافتتاح محطة لمعالجة المياه فقط، دون أن يكمل الوفد رحلته التي كانت مقررة لعدة ساعات. وقد أدى هذا الهجوم إلى تصاعد نبرة الاتهامات وتوتر الأجواء بين حركتي فتح وحماس، اللتين تشرف القاهرة على ملف المصالحة بينهما عبر الوفد الأمني المصري، المكلف متابعة الملف مع كثير من الشخصيات الفصائلية والرسمية.