زعيم الميليشيات الحوثية يحقق خيال جورج أورويلhttps://aawsat.com/home/article/1206026/%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%AD%D9%82%D9%82-%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%84
صورة تداولها ناشطون يمنيون ويبدو زعيم الحوثيين في شاشة ينظر إليها مسؤولون في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا («الشرق الأوسط»)
صنعاء:«الشرق الأوسط»
TT
صنعاء:«الشرق الأوسط»
TT
زعيم الميليشيات الحوثية يحقق خيال جورج أورويل
صورة تداولها ناشطون يمنيون ويبدو زعيم الحوثيين في شاشة ينظر إليها مسؤولون في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا («الشرق الأوسط»)
في أجواء شبيهة بتلك التي أبدعها جورج أورويل في رائعته الروائية "1984"، حيث القمع والتسلط وشاشات المراقبة والخداع الذي يمارسه نظام "الأخ الأكبر" بشخصيته الخفية المقدسة من قبل أعضاء الحزب الحاكم، قرر زعيم الميليشيا الحوثية عبد الملك الحوثي، حديثا، الظهور أسبوعياً على شاشات عرض تلفزيونية لمراقبة أداء أتباعه. وبحسب ما كشفته لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في صنعاء، أمر زعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي بنصب شاشات عرض كبيرة في كل الوزارات والمصالح الحكومية التي يسيطر عليها أتباعه، في مسعى يمكنه من ممارسة دور الرقيب أو"الأخ الأكبر" وفقا لمصطلح جورج أورويل. البداية كان مسرحها، أول من أمس، قاعة اجتماعات كبيرة في مبنى أمانة العاصمة صنعاء، إذ حشد إليها القيادي الحوثي حمود عباد المعين أخيرا من قبل الجماعة أمينا للعاصمة، كبار موظفيه وأعوانه لمشاهدة الزعيم الخفي صوتا وصورة، ليمنحهم توجيهاته وتعليماته ويتفرس في ملامحهم عله يكتشف خائنا أو مبغضا لأمره كما كانت تفعل شاشات جورج أورويل. خطب الحوثي عبر شاشة "أورويل" وأزبد وأرعد، وحذر من التقاعس والتهاون والخيانات، ونصح المواطنين - بحسب مصادر حضرت الاجتماع – بأن يصبروا ويرابطوا وأن يواظبوا على قراءة "الملازم الخمينية" التي ألفها شقيقه حسين الحوثي، وذلك من أجل أن تحل مشكلاتهم. لم يكن الظهور عبر الشاشة هو الأول للحوثي، إذ درج على مخاطبة حشود أنصاره عبر الطريقة ذاتها، لكنه الظهور الأول له، بمناسبة تدشين "فعاليات اليوم الثقافي"، وهو اليوم الذي قرر"الأخ الحوثي الأكبر" أن يقام أسبوعيا في كل المصالح والوزارات التي تسيطر عليها جماعته. ويسعى الحوثي- بحسب مراقبين- عبر هذا اليوم إلى تثقيف الموظفين مع الجماعة بأفكار الميليشيا الطائفية وأوهامها السلالية، وهي تجربة كانت محصورة صوتيا على عناصر الميليشيا عبر خضوعهم أسبوعيا لمحاضرة مسجلة لزعيمهم يتم توزيعها في أقراص مدمجة.
ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.
وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.
وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».
ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.
وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.
وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.
وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».
106 قتلى
مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.
وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.
واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.
وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.
4 ضربات إسرائيلية
رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.
ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.
كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.
واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.
وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.
وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.
وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.