«مالبوري» تنقل الريف الإنجليزي إلى «هارودز»

قصص حالمة وأشعار ومسابقات

شونا هيثن مصممة واجهات {مالبوري} في {هارودز}
شونا هيثن مصممة واجهات {مالبوري} في {هارودز}
TT

«مالبوري» تنقل الريف الإنجليزي إلى «هارودز»

شونا هيثن مصممة واجهات {مالبوري} في {هارودز}
شونا هيثن مصممة واجهات {مالبوري} في {هارودز}

في هذا الوقت من كل سنة، يتحول الكثير من العواصم الأوروبية إلى لوحات فنية مضيئة ليلا ونهارا، بينما تؤكد محلاتها الكبيرة على قدرات هائلة على التسويق والإبهار في الوقت ذاته. فواجهاتها تتحول إلى شبه لوحات فنية تستعرض فيها منتجاتها بهدف إغواء الزبائن وإضعاف مقاومتهم أولا وأخيرا. ولعل بريطانيا من بين أكثر العواصم اهتماما بتجميل واجهات المحلات، حيث تحولت العملية بالنسبة لها إلى فن قائم بذاته تتفاخر به وتتنافس فيه المحلات الكبيرة بينها على التميز. جولة سريعة في منطقة «نايتسبريدج» ستؤدي بك إلى متاجر «هارودز» التي من المستحيل أن لا تشدك واجهاتها هذه السنة بمعروضاتها من جهة، وقصصها الخيالية من جهة ثانية. فقد تعاونت «هارودز» هذه السنة مع دار «مالبوري» وخصصت لها واجهة اختارت الدار البريطانية المعروفة بحقائبها الجلدية أن تحكي من خلالها قصصا حالمة أبطالها مجموعة من الحيوانات الساحرة مثل الطواويس والبوم والغزلان والثعالب والأرانب. حيوانات يجمع بينها الفرو والريش وأيضا تناولها في الكثير من قصص الأطفال والرحلات والمغامرات.
أحداث القصة هنا تجري في أعماق الريف الإنجليزي وأحراشه في فصل الشتاء البارد، مما يفسر الخلفية المغطاة بالثلوج، التي لم يتخلل بياضها سوى حقائب يد بألوان مختلفة. ما إن تدخل «هارودز» من جهة «هانز رود» (Hans Road) رغبة في المزيد، أو فقط استجداء للدفء، حتى تجد نفسك في قسم كامل خاص بـ«مالبوري» تزينه حقائب بأحجام متنوعة تتلون بالأخضر النعناعي أو الأحمر أو البني من دون أن ننسى الذهبي.
المصممة الفنية لهذه الواجهة المثيرة، شونا هيث، شرحت بأنها عندما اقترحت الفكرة على دار «مالبوري» كانت قد ألفت في خيالها قصة بطلتها ملكة ثلج يتحول كل ما تلمسه إلى ذهب، مما أوحى إليها بفكرة أن تنفذ الخلفية من أحراش وجداول وتلال بالثلج والجليد وبالذهب من 24 قيراطا. وأضافت أن عملية تركيب كل شيء استغرق أكثر من أسبوع من العمل دون توقف، وفي أوقات غير عادية، خارج ساعات العمل، حتى لا يتأثر سير العمل في المحلات العالمية التي تشهد أكبر نسبة من الزوار والزبائن من غيرها في هذه الفترة. هذه القصة المثيرة التي نسجتها «مالبوري» في «هارودز» ستمتد طوال شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وفي كل يوم سبت ستشهد فعاليات خاصة مثل قراءة مقتطفات من قصص أو أشعار وغيرها. وبينما بإمكان الزبون أن يقتني هدايا يمكنه أن يضفي عليها لمسة شخصية بكتابة اسم الشخص المهداة إليه مثلا، يمكن له أيضا زيارة موقع «mulberry.com» والمشاركة في مسابقة يفوز بموجبها بحقيبة يد إن حالفه الحظ.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.