البرلمان الألماني ينتخب ميركل اليوم لولاية رابعة

ميركل تؤدي اليمين في ولاية سابقة (أ.ب)
ميركل تؤدي اليمين في ولاية سابقة (أ.ب)
TT

البرلمان الألماني ينتخب ميركل اليوم لولاية رابعة

ميركل تؤدي اليمين في ولاية سابقة (أ.ب)
ميركل تؤدي اليمين في ولاية سابقة (أ.ب)

بعد 5 أشهر من الإعلان عن نتائج الانتخابات العامة في ألمانيا، يجتمع البرلمان الألماني (البوندستاغ) اليوم ليجدد تربع المستشارة المخضرمة أنجيلا ميركل على كرسي المستشارية لولاية رابعة. ويبدو انتخاب ميركل بديهياً، بواقع الغالبية الفاصلة التي يمتلكها التحالف الحكومي الجديد بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي، إذ نال الحزبان الحليفان نسبة 53.4 في المائة من أصوات الناخبين في سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو ما يؤهلهم لاحتلال 399 مقعداً برلمانياً، من مجموع 709 مقاعد في البوندستاغ.
ومن غير المتوقع أن يصوت يسار الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي رفض التحالف الكبير مع المحافظين، ضد انتخاب ميركل مجدداً، خصوصاً بعد أن تم حسم الموقف بنسبة تزيد على 66 في المائة في الاستفتاء الداخلي الذي أجراه الحزب حول الموضوع.
وتم توقيع وثيقة التحالف الكبير الجديد الاثنين الماضي من قبل قيادة الحزبين. وسيكشف المتحالفون عن تشكيلة الوزارة الجديد بعد انتخاب المستشارة الجديدة - القديمة من قبل البرلمان في اليوم نفسه. ولا يعتقد أحد أن التشكيلة الوزارية الجديدة ستتمخض عن مفاجآت، لأنه تم الإعلان عن معظم الأسماء سلفاً.
وسيرحل توماس دي ميزيير عن وزارة الداخلية، لكن زيغمار غابرييل سيحتفظ بوزارة الخارجية، وتنتقل حقيبة المالية من المسيحي المخضرم فولغانغ شويبله إلى الاشتراكي أولاف شولز، وتحتفظ أورسولا فون دير لاين، من الحزب الديمقراطي المسيحي، بوزارة الدفاع، وتنتقل وزارة الصحة إلى المسيحي الشاب ينز شبان.
ولا تبدو أجواء اليوم الأول من التحالف في البرلمان بلا غيوم، لأن المناوشات بين نواب الاشتراكيين والمسيحيين حول القضايا العالقة لم تنقشع بعد. ومعروف أن وثيقة التحالف أجلت النظر في القضايا الخلافية إلى ما بعد انتخاب المستشارة، خصوصاً في قضايا الدفاع والميزانية العسكرية والتأمين الصحي والموقف من اللاجئين والحد الأدنى للأجور والمساعدات الاجتماعية.
وكان وزير الصحة المقبل، ينز شبان، الذي يعتبر من دماء الحزب الديمقراطي المسيحي الجديدة، قد استفز الاشتراكيين في مقابلة قال فيها إن نظام المساعدات الاجتماعية للعاطلين ليست إفقاراً للناس، وإنما محاربة للفقر. ورد عليه النائب الاشتراكي رالف شتيغنر بالقول إن على ألمانيا محاربة الفقر بين الشيوخ والأطفال عن طريق إجراء حاسم في نظام العون الاجتماعي.
وأعلن هورست زيهوفر، زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الذي ينتظر استيزاره على الداخلية، عن«خطة شاملة» لتسريع عمليات النظر في طلبات اللجوء، والإسراع بالترحيل القسري للاجئين المرفوضين، خصوصاً من مرتكبي الجنايات والمتهمين بالتطرف.
وردت مانويلا شفيسغ، نائبة رئيسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي، بالقول إن حزبها يود مناقشة هذه الأمور مع التحالف المسيحي، ولكن بالحديث عن تعزيز دمج الأجانب في المجتمع، وعدم ربط هذا الجانب بقضية قبول المزيد من اللاجئين. وتبدو المستشارة ميركل على عجلة من أمرها للبدء في العمل بعد تأخر 5 أشهر، وقالت إن يديها كانتا مربوطتين، وإن توقيع وثيقة التحالف سيطلق يديها للعمل في المواضيع المهمة، مثل تعزيز وحدة الاتحاد الأوروبي، ومواجهة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الداعية لفرض الضرائب على منتجات المعادن من ألمانيا.
وقالت إن فرض الضرائب المذكورة في الولايات المتحدة سيحرم آلاف العمال الألمان من مصادر رزقهم. وطبيعي أن واجهت المعارضة توقيع وثيقة التحالف الحكومي بالنقد والتوجس. وقال بيرند ريكسنغر، من قيادة حزب اليسار، إن التحالف الكبير لن يعالج أية مشكلة اجتماعية، وأضاف أن الوثيقة لا تفرض الضرائب على الأثرياء، ولا تخففها عن الفقراء، كما أنها تبقي على نظام التأمين الصحي الثنائي الذي يميز بين الفقراء والأثرياء.
ووصف كريستيان لندنر، زعيم الحزب الليبرالي (الديمقراطي الحر) وثيقة التحالف الكبير بأنها مجرد إجراء يبرر تمديد فترة حكم المستشارة ميركل لدورة أخرى، وقال إنه ينتظر أن يعمل الطرفان المتحالفان على تطوير الوثيقة، وردم الثغرات فيها خلال فترة السنوات الأربع المقبلة.
وبدد مارتن شولتز، الزعيم المستقيل للحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي نافس ميركل على منصب المستشارية في الانتخابات الأخيرة، كل التكهنات حول موقفه من التحالف الكبير، وقال لصحيفة «بيلد» إنه سيشارك في التصويت في البرلمان اليوم، وإنه سيمنح صوته إلى أنجيلا ميركل. ومعروف أن شولتز أعلن انسحابه من قيادة الحزب في الشهر الماضي، كما أعلن رفضه أية حقيبة وزارية في حكومة ميركل. وكان قبلها قد أكد رفضه التحالف الكبير، ثم تراجع عن موقفه، كما أكد رفضه المشاركة في وزارة تقودها ميركل، ثم عاد وتراجع عن موقفه، وفضل حقيبة وزارة الخارجية.
وفي هذه الأثناء، يبدو أن الاستفتاء الديمقراطي الداخلي في الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وكذلك توقيع وثيقة التحالف الجديد، حسن صورة الحزب أمام الناخبين الألمان. وكشف استطلاع الرأي الأخير من معهد «أمنيد» أن 56 في المائة منحوا التحالف الكبير بين الحزبين الاشتراكي والمسيحي درجة جيد أو جيد جداً. وقفزت حصة الحزب من 16 في المائة، بحسب استطلاع سابق في الشهر الماضي، إلى 19 في المائة في هذا الشهر.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.