موسم صيف غنائي «ساخن».. ألبومات بالجملة لنجوم العرب

بينهم عمرو دياب ومدحت صالح وإليسا وراغب علامة

إليسا و عمرو دياب
إليسا و عمرو دياب
TT

موسم صيف غنائي «ساخن».. ألبومات بالجملة لنجوم العرب

إليسا و عمرو دياب
إليسا و عمرو دياب

ينتظر الكثير من النجوم موسم الصيف لطرح ألبوماتهم الغنائية التي يجري العمل عليها من العام للعام، حيث يعد الكثير من منتجي الكاسيت في مصر موسم «الصيف» بمثابة الحصان الرابح الذي يساعد بشكل كبير في رواج ألبوماتهم الغنائية وإقبال الجمهور عليها، وهذا الصيف سيشهد منافسة كبيرة بين كبار نجوم الغناء في العالم العربي الذين اضطرت الشركات المنتجة لهم تأجيل ألبوماتهم لحين استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في معظم البلدان العربية التي تؤثر على نسبة المبيعات بشكل كبير سلبا أو إيجابا.
ويأتي في مقدمة النجوم الذين استقروا على طرح ألبوماتهم الغنائية في موسم الصيف الحالي وبالتحديد في عيد الفطر المقبل، الفنان المصري عمرو دياب الذي استقر أخيرا على طرح ألبومه الجديد في موسم عيد الفطر المقبل بعد أن بدأ فعليا في عمليات المكساج الخاصة بالألبوم في العاصمة البريطانية لندن استعدادا لتسليم الماستر النهائي للألبوم الجديد قبل انتهاء شهر رمضان المبارك، كما يستعد أيضا لتصوير كليب لإحدى أغانيه التي سيتزامن عرضها مع صدور الألبوم بشكل رسمي في السوق. وكان عمرو دياب قد انتهى منذ أيام من تسجيل آخر أغنيه له في الألبوم الذي يضم عشر أغان شارك في توزيعها كل من عادل حقي وأسامة الهندي، وجاءت الألحان والكلمات لكل من تامر حسين والشاعر الراحل مجدي النجار وشريف تاج وتامر علي، كما قام عمرو بتلحين عدد من الأغاني بنفسه. وليلحق بموسم الصيف الحالي يستعد أيضا النجم مدحت صالح لطرح ألبومه الجديد «استني» في عيد الفطر المقبل بعد أن تعاقد أخيرا مع شركة «مزيكا» لتنتج له أعماله بشكل رسمي، ويضم الألبوم ثماني أغنيات، من بينها «عيون البنت» و«ماشي في ظلها» و«جايب قلبي معايا»، وكتب كلمات الألبوم الشاعر نصر الدين ناجي، وقام بتلحينه وتوزيعه الفنان أحمد فرحات.
ومن جهتها كشفت شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات» عن أن رئيسها سالم الهندي يستمع إلى أغاني ألبوم إليسا الجديد الذي انتهت من تسجيله في مكاتب «روتانا» في دبي إلى جانب المديرين التنفيذيين طوني سمعان وهادي حجار، استعدادا لطرحه في الموسم الصيفي الحالي. وكانت إليسا قد أعلنت عن تحضيرها لتصوير غلاف ألبومها الجديد مع المخرج إيلي رزق الله والمصّور الفوتوغرافي ماتيس كلامير، تمهيدا لصدوره في موسم عيد الفطر المقبل.
وفي هذا السياق وبعد غياب دام لأكثر من ثلاثة أعوام يستعد الفنان اللبناني راغب علامة لطرح ألبومه الغنائي الجديد خلال الموسم الصيفي الحالي وعلق علامة على ألبومه الجديد قائلا: «بدأت منذ مدة تسجيل أغاني الألبوم، وأسعى جاهدا إلى طرحه خلال فترة الصيف الحالي، حتى لا أبتعد كثيرا عن جمهوري، فأنا متغيب عنهم منذ عام 2010 عندما أطلقت آخر ألبوم لي (سنين رايحة) الذي حقق نجاحا كبيرا وقتها».
وأجلت الكثير من شركات الإنتاج الموسيقي الكثير من الألبومات الغنائية الفترة الماضية بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة التي عانتها معظم البلدان العربية الفترة الماضية والتي كانت سببا في تراجع مبيعات الكثير من الألبومات التي طرحت بالتزامن مع تلك الأحداث، وبالتالي خسارة شركات الإنتاج التي تولت عملية توزيع الألبومات وإنتاجها، وهو ما دفع الكثير من منتجي الكاسيت إلى الاستقرار على طرح ألبومات غنائية لأكثر من فنان عربي الفترة المقبلة وعلى رأسهم النجمة اللبنانية مايا دياب التي تكثّف في الوقت الحالي تحضيراتها لألبومها الغنائي الأوّل الذي تستعدّ لإطلاقه قريبا، كما كشفت مايا أخيرا عن أنّ الألبوم يتضمن تسع أغنيات تعاونت فيها مع عدد كبير من الشعراء والملحنين اللبنانيين والعرب، منهم منير بوعساف وزياد برجي وهيثم زياد وعادل العراقي وغيرهم، ومن المتوقع أن يبصر الألبوم النور قريبا وبالتحديد خلال موسم الصيف الحالي.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».