مؤتمر دولي لحشد الدعم الإنساني لليمن الشهر المقبل

المنسقة الأممية الجديدة تصل إلى صنعاء وأولوياتها توفير الغذاء ومواجهة الأوبئة

غراندي تتحدث للصحافيين بعد وصولها إلى مطار صنعاء أمس (ا.ف.ب)
غراندي تتحدث للصحافيين بعد وصولها إلى مطار صنعاء أمس (ا.ف.ب)
TT

مؤتمر دولي لحشد الدعم الإنساني لليمن الشهر المقبل

غراندي تتحدث للصحافيين بعد وصولها إلى مطار صنعاء أمس (ا.ف.ب)
غراندي تتحدث للصحافيين بعد وصولها إلى مطار صنعاء أمس (ا.ف.ب)

كشفت المنسقة الجيدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي بعد وصولها إلى صنعاء أمس في مستهل مهمتها الجديدة عن أن الأمم المتحدة تحضر لعقد مؤتمر دولي في أبريل (نيسان) المقبل تستضيفه مدينة جنيف السويسرية لحشد المزيد من الدعم الإنساني لليمن.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته الممثلة المقيمة للأمم المتحدة في اليمن بعد وصولها إلى مطار صنعاء أمس قادمة من العاصمة السعودية الرياض، حيث كانت أجرت لقاءات مع قيادة الحكومة الشرعية اليمنية تطرقت إلى العراقيل التي يضعها الانقلابيون الحوثيون أمام تدفق المساعدات الإنسانية وإعاقة عمل المنظمات.
ومن المتوقع أن تعقد المسؤولة الأممية الجديدة لقاءات مع قادة الميليشيات الحوثية في صنعاء أملاً في أن تتخلى الجماعة عن أساليبها التي تعيق وصول المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرتها، بما في ذلك قيام ميليشياتها بنهب المعونات الغذائية والدوائية وبيعها في الأسواق لتمويل جبهاتها القتالية, وأعربت ليز غراندي في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في مطار صنعاء، عن سعادتها بتعيينها منسقة للشؤون الإنسانية باليمن، وقالت «إن أكبر كارثة إنسانية في العالم موجودة حالياً في اليمن، إذ يعتمد الملايين من الناس على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة».
وكشفت غراندي لوسائل الإعلام أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيعقد مؤتمرا في الثالث من أبريل (نيسان) المقبل في جنيف من المقرر أن تحضره عدد من الدول لتقديم المساعدات والدعم لليمن في سياق الخطة الأممية. وقالت «إن المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة بحاجة إلى ما يقارب ثلاثة مليارات دولار لمواجهة الكارثة الإنسانية في اليمن قدم منها مليار دولار من المانحين».
وكشفت أن أولويتها في مهمتها الجديدة مع الأمم المتحدة في اليمن يجب أن تركز على انعدام الأمن الغذائي حيث يوجد نحو 17 مليون شخص يعانون من نقص الغذاء إضافة إلى العمل لمواجهة الأوبئة بما فيها وباء الكوليرا الذي تخشى المنظمة أن يعود للتفشي مجددا هذا العام بعد انحساره.
ومن المرتقب بحسب برنامج المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في اليمن، أن تتوجه بعد إنهاء لقاءاتها مع الحوثيين إلى العاصمة المؤقتة عدن للقاء مسؤولي الحكومة الشرعية والسلطات المحلية للتنسيق حول التسهيلات الحكومية المقدمة في جوانب توزيع المساعدات.
وكانت الحكومة الشرعية اتهمت المنسق السابق، جيمي ماكغولدريك، بالانحياز، لجهة تساهله مع الانتهاكات الحوثية لحقوق الإنسان وعرقلة وصول المساعدات والاعتداء على طواقم عمل المنظمات ونهب المساعدات وبيعها في السوق أو توزيعها على العناصر الموالين للجماعة. كما طالبت الشرعية بنقل مقر المنسق المقيم إلى العاصمة المؤقتة عدن، إضافة إلى انتقال المكاتب الرئيسية لكافة المنظمات الدولية العاملة في اليمن، وذلك في سياق خطة حكومية تركز على «لا مركزية العمل الإنساني والإغاثي».
ويأمل الناشطون اليمنيون أن تتمكن المنسقة الأممية الجديدة من استغلال خبرتها في العمل الإنساني والإغاثي لتذويب عراقيل الحوثيين والتصرف بشكل حاسم إزاء الانتهاكات التي يقومون بها ضد حقوق الإنسان في مناطق سيطرتهم. وكان وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، طلب أول من أمس أثناء لقائه مع غراندي في الرياض، القيام بخطوات حاسمة ضد تصرفات الميليشيات الانقلابية، وإعداد آلية واضحة لكيفية توزيع المساعدات الإنسانية على مناطق الاحتياج بما يضمن العدالة في التوزيع.
وكانت الأمم المتحدة أطلقت الشهر الماضي نداء إنسانيا لتوفير نحو 3 مليارات دولار، هي إجمالي ما تتطلبه خطتها الإنسانية في اليمن خلال السنة الحالية من أجل تقديم العون الغذائي والصحي لنحو 22 مليون يمني قالت إنهم في حاجة إلى مساعدة من نوع ما بمن فيهم 13 مليونا في حاجة ماسة للحصول على مساعدات تبقيهم على قيد الحياة. وتطمح المنظمة من خلال مؤتمر جنيف المقبل الحصول على نحو ملياري دولار من قبل الدول المانحة لتمويل الفجوة الحاصلة لديها، عقب الاستجابة الأولية التي تمكنت خلالها من تأمين نحو مليار دولار فقط.
وتستند المنسقة الأممية الجديدة في اليمن إلى سيرة حافلة بالعمل في المجال الإنساني والإغاثي مع الأمم المتحدة منذ عام 1994. إذ سبق لها أن شغلت منصب منسق الأمم المتحدة المقيم والممثل لبرنامجها الإنمائي في الهند، وكانت آخر مهمة أسندت إليها هي العمل منسقة للشؤون الإنسانية في العراق خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وسبق أن عملت ليز غراندي ضمن مهامها الأممية في كل من أرمينيا وأنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتيمور الشرقية وهايتي وفلسطين المحتلة ودولة جنوب السودان والسودان وطاجيكستان، إضافة إلى مشاركتها المتعددة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وعلى صعيد منفصل، ناقش وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الله لملس في عدن أمس مع مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي محمد علي، مشروع دعم التغذية المدرسية، وكشف الأخير «أن البرنامج سيبذل الجهود اللازمة لتقديم الدعم لطلاب المدارس بدءا بثلاث محافظات ثم بقية المحافظات بحسب الخطة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.