تيلرسون: لا اتصال مباشراً مع كوريا الشمالية حتى الآن

أكد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أمس، من العاصمة النيجيرية أبوجا، أن الولايات المتحدة «لم تتلق أي اتصال مباشر» من بيونغ يانغ حول خطط عقد قمة أميركية - كورية شمالية، داعياً إلى ضرورة التحلي بالصبر. وأوضح أنه «يتعين وجود خطوات كثيرة للموافقة على المكان وعلى نطاق هذه المحادثات. لم نسمع أي رد مباشر من كوريا الشمالية، رغم أننا نتوقع أن نسمع شيئاً». وأضاف وزير الخارجية الذي قرر اختصار جولته الأفريقية الأولى بسبب «مقتضيات في برنامجه»، أن «هذه جميعها أسئلة يتشوق الناس لمعرفة إجاباتها. وأنا أقول: عليكم بالصبر».
والتزمت بيونغ يانغ الصمت منذ الإعلان، الخميس، في واشنطن، عن عقد قمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ - أون بنهاية مايو (أيار) لمناقشة الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية. وتوقع ترمب السبت «نجاحاً هائلاً» للمحادثات، مشيراً إلى أن كوريا الشمالية ترغب في «السلام».
بدوره، رأى مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية أمس أن هناك «إمكانية لتحقيق تقدم سريع» بعد الإعلان المفاجئ عن القمة الثنائية. وقال توماس أوخيا كوينتانا، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، «نرى ما يبدو لنا إمكانية لتحقيق تقدم سريع على الجبهتين العسكرية والأمنية، مع تطوير قنوات اتصال تدريجياً بين الكوريتين ومع الولايات المتحدة، ومشاريع عقد قمم تاريخية في مستقبل قريب»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. لكنه أضاف: «رسالتي الرئيسية اليوم هي أن أي تقدم في الحوار حول الأمن يجب أن يوازيه توسيع الحوار حول حقوق الإنسان». وشدد خلال مؤتمر صحافي على أنه «يجب عدم إهمال حقوق الإنسان في المفاوضات».
وأوضح المسؤول الأممي الأرجنتيني في الوثيقة أنه «بعد عقود من العزلة وإمكانات محدودة على صعيد المتابعة والتعاون التقني، باشر البلد حواراً» مع آليات أممية مختلفة على صعيد حقوق الإنسان، وهو أمر «كان يبدو مستبعداً قبل سنوات قليلة» و«قد يتيح فرصاً مشجعة لتعاون متزايد». وتابع أن هذا «الالتزام إيجابي، لكن التحدي القاضي بالتثبت ميدانياً من تطبيق التزاماتهم لا يزال قائماً». ورغم طلباته المتكررة، لم يحصل المقرر على الضوء الأخضر من بيونغ يانغ للتوجه إلى هذا البلد. وقررت بيونغ يانغ منذ 2016 وقف مشاركتها في المحادثات التي كانت تجري بشأنها في مجلس حقوق الإنسان، معتبرة أن الهيئة مسيسة.
غير أن سلطات كوريا الشمالية قبلت في مايو (أيار) 2017 لأول مرة، باستقبال مقرر من الأمم المتحدة مكلف التحقيق حول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ويرسم التقرير المعروض الاثنين صورة قاتمة للوضع في كوريا الشمالية، حيث تستمر «انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، تتفاقم في ظل الأجواء السياسية المتقلبة والخطاب الحربي» مع الولايات المتحدة.
وفي الولايات المتحدة، انقسمت الساحة السياسية بين مؤيد ومعارض، مع ترحيب البعض بـ«الخطوة التاريخية»، وتحذير البعض الآخر من محاولة كوريا الشمالية تضليل الرأي العام. وأكدت سارة ساندرز، المتحدثة باسم للبيت الأبيض، الجمعة، أن ترمب وافق على الاجتماع «على أساس خطوات ملموسة يمكن التحقق منها، ولن تقدم واشنطن أي تنازلات». وكرر وزير الخزانة ستيفن منوشين هذا الموقف، أول من أمس، بالقول إن ترمب لن يجتمع مع كيم إلا إذا كان هناك خطوات واضحة لإيقاف البرنامج النووي.
ومن بين الأسئلة المتكررة التي تدور حول لقاء الرئيسين ترمب وكيم جونغ - أون، تلك المتعلقة بمكان هذا اللقاء التاريخي. وقد ذكرت وسائل الإعلام الأميركية عشرة مواقع محتملة لإجراء اللقاء بين الرئيسين، هي: واشنطن، وجنيف، وسيول، وموسكو، وستوكهولم، ومنغوليا، وبكين، وجزيرة جيو بكوريا الجنوبية، وبيونغ يانغ، وأخيراً المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.
وقال كوه يو هوان، أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة دونغوك في سيول، إن النظام الكوري الشمالي سعى لفترة طويلة إلى إبرام معاهدة سلام تحل محل وقف إطلاق النار الذي مضى عليه أكثر من 60 عاماً بين الجانبين، والمساعدة في ضمان سلامته. وأضاف أن «الشروط كانت أساسية، إذ إن الولايات المتحدة تريد معاهدة سلام في نهاية عملية نزع السلاح النووي، بينما بالنسبة لكوريا الشمالية فإن هذا شرط معرقل، إلا أن القرار المفاجئ للرئيس ترمب بقبول اجتماع مع الرئيس كيم حظي بدعم كل من الدول التي تسعى إلى نزع فتيل التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة».
بدوره، شكك جيفري لويس خبير مراقبة الأسلحة في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية في مونتيري بكاليفورنيا، من أن الاجتماع يعد هدية واضحة لكيم. وجادل أيضاً بأنه لا يوجد دليل على استعداد كوريا الشمالية لمناقشة نزع السلاح النووي. وأضاف: «يبدو أن الرئيس ترمب اعتقد أن كيم مستعد للتخلي عن أسلحته النووية، ولكن بالنسبة لكيم، فإن الاجتماع يدور حول معاملته على قدم المساواة بسبب برنامجه النووي والصاروخي كالدول الأخرى، كما أن مساعدي الرئيس ترمب لم يخبروه بأن الدعوة لم تكن شيئاً خاصاً، إذ إن كوريا الشمالية أرادت بشدة مثل هذه الزيارة لأكثر من 20 عاماً».