مقتل 26 متمرداً في تقدم جديد للجيش اليمني في البيضاء

«التحالف» يدمّر معسكرات ومستودعات أسلحة حوثية في صعدة والحديدة

TT

مقتل 26 متمرداً في تقدم جديد للجيش اليمني في البيضاء

اشتدت المعارك، أمس، بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي الانقلابية، في عدد من جبهات القتال، خصوصاً في محافظة البيضاء، وذلك تزامناً مع ضربات لمقاتلات «التحالف العربي» على معسكرات الميليشيات ومستودعات أسلحتها في صعدة والحديدة.
وأدت المعارك التي خاضتها قوات الجيش و«المقاومة الشعبية» في محافظة البيضاء، إلى إحراز تقدم كبير في مديريتي الملاجم والقريشية رافقه مقتل 26 متمرداً، بينهم قياديون، إضافة إلى أسر وجرح آخرين. وأفاد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية بأن قوات الجيش تمكنت من تحرير شعب باحواص وظهر البياض في مديرية الملاجم بمحافظة البيضاء بعد مواجهات عنيفة مع الميليشيات اندلعت منذ ساعات الصباح الأولى. وبحسب المصدر «أسفرت المعارك عن مقتل 9 من ميليشيات الحوثي، بينهم قيادات ميدانية، أحدهم يدعى أبو علي الفاطمي، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى، فيما استعادت قوات الجيش مجموعة ممن الأسلحة الخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة».
وتزامنت المعارك مع قصف مدفعي كثيف لقوات الجيش استهدف مواقع متفرقة للميليشيات الانقلابية بالمنطقة ذاتها، وكبّدها خسائر مادية وبشرية كبيرة. كذلك، لقي 17 متمرداً مصرعهم، وأصيب وأسر آخرون، في هجوم شنته «المقاومة الشعبية» في منطقة قيفة القبلية غرب محافظة البيضاء. وتمكنت «المقاومة الشعبية» طبقاً لوكالة «سبأ» من تحرير مواقع جميدة وحمام ذراع والخشيعا في قيفة بمديرية القريشية برداع وبات مركز مديرية القريشية تحت السيطرة النارية للمقاومة.
إلى ذلك، قالت مصادر الجيش الرسمية إن طيران «التحالف العربي» استهدف تحركات ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية باقم بمحافظة صعدة ومعسكرات تدريب الميليشيات في منطقة طخية بمديرية مجز. وذكرت المصادر أن الطيران استهدف تحركات الحوثيين في باقم بثلاث غارات، بينما شن ضربة قوية على معسكر تدريب تابع للميليشيات في منطقة طخية التابعة لمديرية مجز، ولم تتسن معرفة حجم الخسائر الحوثية. وعلى الصعيد ذاته شن طيران «التحالف» غارة على منطقة القد بمديرية رازح استهدفت تجمعات لميليشيات الحوثي وغارة أخرى على منطقة الأزهور في المديرية ذاتها أدت إلى مصرع مجموعة من العناصر الحوثية، بينهم طه عبد الله محمد أحمد عمري وجابر منصور جرادي.
في سياق متصل، ذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر.نت» أن معارك عنيفة اندلعت، أمس، بين قوات الجيش والميليشيات الحوثية في محور البقع إثر هجوم للميليشيات على مواقع قوات الجيش بالقرب من سلسلة جبال محجوبة الاستراتيجية، غير أن الأخيرة أفشلت الهجوم. وفي الأثناء، قال الموقع إن المقاتلات استهدفت بكثافة مواقع وتجمعات وآليات للميليشيات في عدة مناطق في البقع، ورازح، وباقم. وبحسب المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية فإن الجيش في محافظة صعدة بات يحاصر الانقلابيين الحوثيين من أربعة محاور هي: محور علب بمديرية باقم، ومحور البقع، ومحور رازح حيث تتقدم القوات فيها باتجاه مديريتي حيدان وساقين وجبال مران، بموازاة تقدمها في محور برط العنان بمحافظة الجوف باتجاه مديريتي الصفراء وحشوة.
وفي جبهة الحديدة، حيث الساحل الغربي لليمن، أفادت المصادر العسكرية الرسمية بأن مقاتلات «التحالف» كثفت أمس قصفها الجوي على مواقع ومخازن أسلحة لميليشيات الحوثي، حيث استهدفت مخزن أسلحة للميليشيات في مطار الحديدة، ومواقع أخرى في محيط المطار. كما استهدفت غارات أخرى مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة للميليشيات شرق مديرية الجراحي، وفي مديرية زبيد. كذلك، دارت معارك أخرى بين قوات الجيش وميليشيات الحوثي، أمس في عدة مواقع شمال محافظة الضالع الجنوبية، في جبهة يعيس حيث منطقة مريس التابعة لمديرية دمت. وبحسب الموقع الرسمي للجيش اليمني، أسفرت المعارك عن مقتل اثنين من عناصر الميليشيات مقابل جندي سقط برصاص قناصة الحوثيين المتمركزين في جبل التهامي، المطل على منطقة يعيس.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.