لماذا يطبع الأدباء أعمالهم خارج بلدانهم؟

ظاهرة تنتشر خصوصاً في الخليج

الروائي الكويتي طالب الرفاعي - الكاتب المغربي عبد المالك أشهبون - الكاتب المصري منير عتيبة - الروائية الكويتية منى الشافعي - الكاتبة الكويتية أمل الرندي
الروائي الكويتي طالب الرفاعي - الكاتب المغربي عبد المالك أشهبون - الكاتب المصري منير عتيبة - الروائية الكويتية منى الشافعي - الكاتبة الكويتية أمل الرندي
TT

لماذا يطبع الأدباء أعمالهم خارج بلدانهم؟

الروائي الكويتي طالب الرفاعي - الكاتب المغربي عبد المالك أشهبون - الكاتب المصري منير عتيبة - الروائية الكويتية منى الشافعي - الكاتبة الكويتية أمل الرندي
الروائي الكويتي طالب الرفاعي - الكاتب المغربي عبد المالك أشهبون - الكاتب المصري منير عتيبة - الروائية الكويتية منى الشافعي - الكاتبة الكويتية أمل الرندي

على الرغم من توفر دور النشر في كل بلد، فإن الكثير من الأدباء يفضلون طباعة أعمالهم في بلد آخر. وهذا الأمر يطرح أسئلة عن الأسباب التي تدفع الأدباء إلى تكبد عناء الطباعة في مكان آخر غير البلد الذي يعيشون فيه، خصوصاً أن الطباعة في مكان بعيد قد تعني خروج الكتاب عن سيطرة صاحبه وعدم تمكنه من متابعته فنياً وتسويقياً كما يجب، ومع ذلك، فكثيرون يفضلون الطباعة خارج بلدهم. فما أسباب ذلك؟ أهو البحث عن شهرة أوسع... حرية أرحب، أم مردود أكثر؟
توجهنا بهذا الموضوع إلى العديد من الأدباء من مختلف الأقطار العربية، ومعظمهم خاض هذه التجربة، فكانت هذه الحصيلة من الآراء:

الروائي الكويتي طالب الرفاعي يرى أن الأمر ربما يحصل لدى أدباء الخليج أكثر من غيرهم، فيقول: «من الصعب الإشارة إلى أن كثيراً من الأدباء يطبعون أعمالهم خارج بلدانهم، فأدباء مصر هم أقرب إلى الناشر المصري، وكذا العراقيون واللبنانيون والسودانيون والجزائريون والتونسيون والمغاربة والعُمانيون وغيرهم من الكتّاب العرب. لكن يأخذ الأمر وضعاً آخر بالنسبة إلى الكاتب الخليجي، وربما مرجع ذلك هو تأخر وجود الناشر المحلي الخليجي الذي يطبع داخل البلد، ويحمل مطبوعاته لينشرها خارجاً. هذا الوضع اختلف تماماً في العقد الأخير، وأنا هنا أتكلم تحديداً عن الكويت. فلقد نشط شباب مثقف يؤمن بأن الإبداع والأدب والثقافة زاد للحظة العابرة، وخزين طيب للقادم من الأيام. هؤلاء الشباب أسسوا دور نشر كويتية متعددة، استحوذت على مجموعة كبيرة من الإصدارات الكويتية، وتحديداً الشبابية، وراحوا يخرجون بها إلى معارض الكتب العربية. وبالتالي وفّروا على الكاتب الكويتي الشاب البحث عن ناشر عربي. مع الإشارة إلى أن مجموعة من كتّاب الكويت، ما زالت لهم علاقات عمل طيبة مع ناشرين خارج الكويت، وينشرون أعمالهم لديهم».
ولا يعتقد الرفاعي أن الأمر يتعلق بمال، فقلة قليلة جداً من الكتّاب العرب راضون عن تعاملهم مع الناشر العربي، وقلة أقل منهم من يعتاشون على إصداراتهم الإبداعية، لذا فإن النشر غير مرتبط بالمال والفائدة المرجوة منه. الكاتب قد يختار دور نشر عربية معروفة ومرموقة وهذا شيء مشروع ولا غبار عليه. وأخيراً -يقول الروائي طالب الرفاعي- فإن سقف الحريات، وتحديداً في زمن الإنترنت، ومحركات البحث، ومواقع التواصل الاجتماعي بات عالياً رغماً عن كل الوصايات والمحاذير، ولا أظن أن أحداً يستطيع اليوم منع كاتب من قول ما عنده. بل إن بعض المنع يأتي لصالح الكاتب والكتاب.

المال والرقابة

الروائية الكويتية منى الشافعي ترى أن التوجه إلى الطباعة خارج بلد المبدع تحتمل الحالات الثلاث أو إحداها، وهي: البحث عن الانتشار، والحرية، والعائد المالي أيضاً، خصوصاً بالنسبة إلى الأدباء الشباب. بعض المبدعين الكويتيين يسعى إلى الطباعة خارج الكويت كي يحظى ببعض الانتشار وزيادة عدد القراء، والآخر تقف المادة عقبة في طريقه فيلجأ إلى البحث عن أسعار تناسبه، وهناك من يستشعر أن ما يكتبه سوف يطاله مقص الرقيب داخل البلد، فيفضل الهروب بكتابه إلى الخارج.
وتستدرك الروائية منى الشافعي بقولها: «ومع هذا، ومن واقع بعض التجارب التي حصلت مع زملاء وزميلات، فإن بعض دور النشر الجشعة في الخارج تستغل المبدع الذي يدفع مبلغاً كبيراً في سبيل طباعة جيدة ونشر وتوزيع وتسويق، ويأمل أن يرى إصداره موجوداً في معارض الكتب في كل دولة، لكنه بعد فترة زمنية يفاجأ بعدم مصداقية هذه الدور، فلا انتشار ولا تسويق ولا توزيع».
وتعتقد منى الشافعي أن الحل يكمن في وجود مؤسسة ثقافية حكومية أهلية تحتضن المبدعين وترعاهم وتضمن لهم الاستقرار النفسي بمساعدتهم مادياً ومعنوياً وتوفر لهم معاناة الطباعة والنشر والتوزيع.

أساليب احترافية

الكاتبة الكويتية أمل الرندي خاضت هذه التجربة، وهي تحكي عن ذلك قائلة: «بالنسبة إليّ خضت تجربة الطباعة داخل الكويت وخارجها... ولكل إصدار ظروفه الخاصة... ومؤخرا أنشأتُ بنفسي (دار شمس الكويت). وعموماً، الطباعة خارج الكويت تكون أقل تكلفة قليلاً. لكن في كل الحالات تنوُّع التعاون يفيد الكاتب في انتشار إصداره في الوطن العربي. فالمؤلف يبحث عن دار نشر تقوم بالتوزيع على دول عدة، دار محترفة لديها أساليب مضمونة لإيصال الكتاب إلى أكبر عدد من القراء». وتضيف الرندي: «نحن نؤلّف لتصل كتبنا إلى القارئ العربي وتترك أثراً فيه. ولأنني أهتم بكتابة قصصي وكتبي أهتم بأن تكون في أفضل حلة وأفضل شكل، لذا أختار رسامين مهمين وأتابع مع المخرجين، ولا بد من اختيار الناشر المهم، إن كان داخل الكويت أو خارجها. وفي النهاية العمل الجيد يفرض نفسه».

كشف التناقضات

ومن خارج الكويت، يقول الأكاديمي المغربي الدكتور عبد المالك أشهبون: «مما لا شك فيه أن النشر عادةً ما يكون مرتبطاً بحرية التعبير. فمقياس درجة تحضر هذا البلد أو ذاك هو المحرار المتعلق بمدى توسع أو انغلاق أفق حرية التعبير. فمعروف أنه في مجموعة من التجارب الإبداعية كان النشر خارج الوطن الوسيلة الوحيدة لنشر رواية، من قبيل (أولاد حارتنا) لنجيب محفوظ، و(الخبز الحافي) لمحمد شكري في لبنان التي شكّلت طوال عقود من الزمن واحة ظليلة لنشر وإعادة نشر مجموعة من الأعمال الإبداعية التي أثارت الكثير من الجدل، وما ترافق ذلك الجدل من منع وتسفيه وتشويه لأصحابها، كما أن رواية (تلك الرائحة) لصنع الله إبراهيم لم يُسمح له بنشرها في القاهرة منذ البداية، ونُشرت طبعتها الأولى الكاملة في مراكش 1986».
ويضيف أشهبون: «الطريف في الأمر هو أن ما أثارته (تلك الرائحة) يومها من ردود فعل عميقة في وجدان الكاتب أهَّلها لتصبح بعد ذلك التيمة الرئيسة في بعض أعماله السردية اللاحقة. فهناك أكثر من وشيجة ما بين عوالم روايته (اللجنة)، التي تحاكَم فيها الشخصية الرئيسة بوصفها مؤَلِّفَة مخطوط لا يبتعد كثيراً في مواصفاته (تلك الرائحة)». ويعود الدكتور عبد المالك أشهبون إلى تجربته الشخصية فيقول: «إن اختيار النشر خارج الوطن بالنسبة إليّ، لا علاقة له بحرية التعبير ولا بالجانب المادي، بل بتوزيع الكتاب وتعميمه على نطاق واسع. ففي كتبي الثلاثة الأولى التي نُشرت في المغرب، بعد أن دعمتها وزارة الثقافة، لم يُكتب لها الرواج على نطاق واسع، حيث ظلت حبيسة جدران المدينة، وفي أحسن الأحوال يمكن العثور عليها في بعض نقاط البيع في هذه المدينة أو تلك».

مسألة معقدة

ومن مصر، يرى الروائي منير عتيبة أن النشر عملية معقدة للغاية، فالكاتب عندما ينتهي من عمله الإبداعي تكون لديه رغبة قوية في أن يقرأه كل العالم، حتى إنك لتجد الآن بعض المبدعين ينشرون على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من أعمالهم، وهو ما يعبّر عن تلك الرغبة في التواصل مع متلقٍّ ما في مكان ما. لكن النشر الورقي لا يزال له سحره الخاص في عالمنا العربي، خصوصاً أن معظم الجوائز الكبرى تشترط أن يكون العمل مطبوعاً. غير أن اختيار الناشر ليس أمراً سهلاً بالنسبة إلى جمهرة المبدعين، فبعض دور النشر تطلب مبالغ مالية أحياناً تكون فيها مبالغات غير معقولة، وبعض دور النشر لديها سمعة حسنة تضيف إلى الكاتب الذي يتعامل معها، وبعض دور النشر تعطي للكاتب حقوقه المادية، وهم من اعتبرهم الناشرين الحقيقيين، لكنهم لا ينشرون غالباً سوى لمن يمكن أن نطلق عليهم «كتّاب الدار» وعدد قليل من الكتاب بجوارهم. لذلك فالظرف الشخصي للكاتب له دور كبير في تحديد جهة النشر التي يقدم لها عمله، وحالته المادية، لكن الكثيرين من الكتاب يطمحون في نشر أعمالهم خارج بلادهم، فهذا يفتح لهم مجالاً لقارئ مختلف، كما أنه يزيد من حضورهم داخل بلادهم باعتبارهم تجاوزوا المحلية، قد تكون هذه الأفكار مضحكة بشكل أو بآخر، لكنها موجودة وفاعلة على أرض الواقع.

السلطة الحقيقية

من مصر أيضاً، يتحدث الشاعر المصري شريف الشافعي عن تجربته الشخصية قائلاً: «منذ عام 2008، وأغلبية أعمالي الشعرية تُنشر خارج مصر. ومن أسباب النشر بالخارج أن المعوّل على المؤسسات الرسمية في مصر يبقى رهن معطياتها الانتفاعية، وحساباتها الضيقة. أما بالنسبة إلى النشر في الدور الخاصة، فقد ذابت الحدود والفواصل الإقليمية بين الدول منذ عهد المعلوماتية والثورة الرقمية. ويختار الكاتب مكان النشر الأنسب إليه بقصد الحضور العربي أو الدولي، بغض النظر عن الدولة التي يُنشر فيها الكتاب. وينبني هذا الاختيار على معطيات كثيرة، منها مدى التزام الناشر، وتوقيت النشر، وجودة الطباعة، والتوزيع المقبول للكتاب في معارض الكتب، والترويج له بوعي، وغيرها من أمور، فضلاً عما يتطلبه الشعر من تعامل خاص وحساسية تراعي وزنه بميزان الذهب تحت الأضواء البراقة».
ويعتقد الشاعر شريف الشافعي أنه لا أحد يتربح من أعماله، فهذا لا يتأتى إلا في استثناءات نادرة، لكن تكفّل الناشر على الأقل بتكلفة طبعة أنيقة للديوان، وتوفير عدد مقبول من النسخ للمؤلف أو مكافأة رمزية، أمر يؤخذ في الاعتبار من دون شك، ولا يسلكه سوى القلة من الناشرين للأسف.

ترف الأدباء

أما الشاعر الفلسطيني المقيم في بولندا الدكتور يوسف شحادة فيقول: «يجب النظر إلى هذه المسألة من وجهات مختلفة، فقد يخضع أمر طباعة العمل لاعتبارات خارجة عن حسابات المؤلف، فربما يجد تمويلاً من مؤسسات خارج بلاده ترى في عمله ما يجذب القارئ ويهم مراكز الأبحاث أو المؤسسات الداعمة للإبداع، وهنا يكسب الكاتب الشهرة والمكافأة المادية المستحقة. وقد يُعدّ طلب الانتشار ترفاً لغالبية الكتاب، فلا يسعون إليه، نظراً إلى معرفتهم المسبقة بتضاؤل عدد القراء، أما الحريات فلها دور كبير عندما يكون الرقيب فاعلاً في بلد المؤلف، وحينما تكون الرقابة الذاتية هاجساً يجعل الكاتب غير راغب في المغامرة والرهان على حسن نية الرقيب فيلجأ إلى طبع عمله خارج وطنه».



مجلة «القافلة» السعودية: تراجع «القراءة العميقة» في العصر الرقمي

مجلة «القافلة» السعودية: تراجع «القراءة العميقة» في العصر الرقمي
TT

مجلة «القافلة» السعودية: تراجع «القراءة العميقة» في العصر الرقمي

مجلة «القافلة» السعودية: تراجع «القراءة العميقة» في العصر الرقمي

في عددها الجديد، نشرت مجلة «القافلة» الثقافية، التي تصدرها شركة «أرامكو السعودية»، مجموعة من الموضوعات الثقافية والعلمية، تناولت مفهوم الثقافة بالتساؤل عن معناها ومغزاها في ظل متغيرات عصر العولمة، وعرّجت على الدور الذي تضطلع به وزارة الثقافة السعودية في تفعيل المعاني الإيجابية التي تتصل بهذا المفهوم، منها إبراز الهويَّة والتواصل مع الآخر.

كما أثارت المجلة في العدد الجديد لشهري نوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) 2024 (العدد 707)، نقاشاً يرصد آفاق تطور النقل العام في الحواضر الكُبرى، في ضوء الاستعدادات التي تعيشها العاصمة السعودية لاستقبال مشروع «الملك عبد العزيز للنقل العام في الرياض».

وفي زاوية «بداية كلام» استطلعت المجلة موضوع «القراءة العميقة» وتراجعها في العصر الرقمي، باستضافة عدد من المشاركين ضمن النسخة التاسعة من مسابقة «اقرأ» السنوية، التي اختتمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي السياق نفسه، تطرّق عبد الله الحواس في زاوية «قول في مقال» إلى الحديث عن هذه «المسابقة الكشافة»، التي تستمد حضورها من أهمية القراءة وأثرها في حياتنا.

في باب «أدب وفنون»، قدَّم قيس عبد اللطيف قراءة حول عدد من أفلام السينما السعودية لمخرجين شباب من المنطقة الشرقية من المملكة، مسلطاً الضوء على ما تتناوله من هموم الحياة اليومية؛ إذ يأتي ذلك بالتزامن مع الموسم الخامس لـ«الشرقية تُبدع»، مبادرة الشراكة المجتمعية التي تحتفي بـ«الإبداع من عمق الشرقية».

وفي «رأي ثقافي»، أوضح أستاذ السرديات وعضو جائزة «القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً»، د. حسن النعمي، دور الجائزة في صناعة مشهد مختلف، بينما حلَّ الشاعر عبد الله العنزي، والخطّاط حسن آل رضوان في ضيافة زاويتي «شعر» و«فرشاة وإزميل»، وتناول أحمد عبد اللطيف عالم «ما بعد الرواية» في الأدب الإسباني، بينما استذكر عبد السلام بنعبد العالي الدور الأكاديمي البارز للروائي والفيلسوف المغربي محمد عزيز الحبابي. أما علي فايع فكتب عن «المبدع الميّت في قبضة الأحياء»، متسائلاً بصوت مسموع عن مصير النتاج الأدبي بعد أن يرحل صاحبه عن عالم الضوء.

في باب «علوم وتكنولوجيا»، تناولت د. يمنى كفوري «تقنيات التحرير الجيني العلاجية»، وما تعِد به من إمكانية إحداث ثورة في رعاية المرضى، رغم ما تنطوي عليه أيضاً من تحديات أخلاقية وتنظيمية. وعن عالم الذرَّة، كتب د. محمد هويدي مستكشفاً تقنيات «مسرِّعات الجسيمات»، التي تستكمل بالفيزياء استكشاف ما بدأته الفلسفة.

كما تناول مازن عبد العزيز «أفكاراً خارجة عن المألوف يجمح إليها خيال الأوساط العلمية»، منها مشروع حجب الشمس الذي يسعى إلى إيجاد حل يعالج ظاهرة الاحتباس الحراري. أما غسّان مراد فعقد مقارنة بين ظاهرة انتقال الأفكار عبر «الميمات» الرقمية، وطريقة انتقال الصفات الوراثية عبر الجينات.

في باب «آفاق»، كتب عبد الرحمن الصايل عن دور المواسم الرياضية الكُبرى في الدفع باتجاه إعادة هندسة المدن وتطويرها، متأملاً الدروس المستفادة من ضوء تجارب عالمية في هذا المضمار. ويأخذنا مصلح جميل عبر «عين وعدسة» في جولة تستطلع معالم مدينة موسكو بين موسمي الشتاء والصيف. ويعود محمد الصالح وفريق «القافلة» إلى «الطبيعة»، لتسليط الضوء على أهمية الخدمات البيئية التي يقدِّمها إليها التنوع الحيوي. كما تناقش هند السليمان «المقاهي»، في ظل ما تأخذه من زخم ثقافي يحوِّلها إلى مساحات نابضة بالحياة في المملكة.

ومع اقتراب الموعد المرتقب لافتتاح قطار الأنفاق لمدينة الرياض ضمن مشروع «الملك عبد العزيز للنقل العام»، ناقشت «قضية العدد» موضوع النقل العام، إذ تناول د. عبد العزيز بن أحمد حنش وفريق التحرير الضرورات العصرية التي جعلت من النقل العام حاجة ملحة لا غنى عنها في الحواضر الكبرى والمدن العصرية؛ فيما فصَّل بيتر هاريغان الحديث عن شبكة النقل العام الجديدة في الرياض وارتباطها بمفهوم «التطوير الحضري الموجّه بالنقل».

وتناول «ملف العدد» موضوعاً عن «المركب»، وفيه تستطلع مهى قمر الدين ما يتسع له المجال من أوجه هذا الإبداع الإنساني الذي استمر أكثر من ستة آلاف سنة في تطوير وسائل ركوب البحر. وتتوقف بشكل خاص أمام المراكب الشراعية في الخليج العربي التي ميَّزت هذه المنطقة من العالم، وتحوَّلت إلى رمز من رموزها وإرثها الحضاري.