ختام سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت بحضور سعودي

منحوتة ضخمة معروضة في فضاء مفتوح في سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت  -  إحدى المنحوتات المعروضة في سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت
منحوتة ضخمة معروضة في فضاء مفتوح في سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت - إحدى المنحوتات المعروضة في سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت
TT

ختام سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت بحضور سعودي

منحوتة ضخمة معروضة في فضاء مفتوح في سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت  -  إحدى المنحوتات المعروضة في سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت
منحوتة ضخمة معروضة في فضاء مفتوح في سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت - إحدى المنحوتات المعروضة في سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت

اختتم سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت فعاليات الدورة الثالثة والعشرين أول من أمس التي استمرت 50 يوماً، في ساحة المتحف المفتوح بمحافظة أسوان، جنوب مصر، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، واللواء هاني محمود، سكرتير عام محافظة أسوان، وهذه هي المرة الأولى التي يشهد السمبوزيوم تمثيلاً سعودياً. وللمرّة الأولى يغيب آدم حنين الفنان والنحات المصري مؤسس السمبوزيوم عن الفعاليات لأسباب صحية. قال الدكتور فتحي عبد الوهاب، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة ورئيس السمبوزيوم: «هذه هي الدورة الأولى التي تشهد حضوراً سعودياً»، موضحاً أنّ الهيئة الملكية لمحافظة العلا بدأت منذ فترة التواصل مع الصندوق لبحث التعاون في مجال التراث، وقد جرت دعوتهم لحضور السمبوزيوم باعتباره أحد الأنشطة التي يمكن التعاون من خلالها، مشيراً إلى أنّه «حتى الآن لم يتم الاتفاق على شكل التعاون أو مجالاته، لكنّ المؤكد أنّ هناك اهتماماً سعودياً بالثقافة والتراث والتعاون مع مصر في هذا المجال».ومثّل الهيئة الملكية لمحافظة العلا في ختام الفعاليات، آنيت جيبونز، مديرة قسم الفنون والتراث في مكتب لندن.
وجاءت فكرة السمبوزيوم محاولةً لإحياء فن النحت على الغرانيت باعتباره أحد الفنون التي برع فيها المصري القديم، وقد أسّس بمبادرة من فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، الذي اتفق مع الفنان آدم حنين على عمل سمبوزيوم دولي للنحت، تُستعاد من خلاله الريادة للفنانين المصريين في هذا المجال. واستمرت فعاليات المؤتمر على مدار 23 سنة، وبمشاركة فنانين من مختلف أنحاء العالم.
وقالت وزيرة الثقافة المصرية، إن «سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت يعدّ استمراراً لإبداع الفنانين على نيل أسوان، بالأحجار نفسها التي أبدع بها الأجداد في صناعة المعابد التي تظل شاهدة على عظمتهم». وأضافت إنّ «المنحوتات على مدار 23 سنة أفرزت متحفاً مفتوحاً ومتفرداً على مستوى العالم لفن النحت، يجمع إبداعات ورؤى فنانين كبار من بقاع الأرض كافة، أتوا إلى أرض أسوان ليشكلوا حجارتها في نغم سيمفوني».
وترجع فكرة المتحف المفتوح إلى عهد الوزير الأسبق فاروق حسني، حيث تم اختيار منطقة جبلية في أسوان وتحويلها لمتحف مفتوح، لكن هذا المتحف لم يتحوّل بعد إلى كيان قانوني في مجلس إدارة يضمن له الاستمرارية والتطوير على الرّغم من أنه يُعلن سنوياً عن وضعه على الخريطة السياحية.
من جانبه، قال الفنان أكرم المجدوب، عضو اللجنة المشرفة على المتحف المفتوح لـ«الشرق الأوسط»: إنّه «لا بدّ من وضع كيان قانوني للمتحف؛ فلا يوجد سمبوزيوم يدير متحف»، مشيراً إلى أنّ تأسيسه بشكل قانوني سيتيح إمكانية تطويره وتحويله إلى متحف حقيقي بمسارات للزيارة وسيناريو عرض وتمهيد للأرض التي وضعت عليها المنحوتات».
وتعاني وزارة الثقافة من أزمات مالية ونقص في تمويل أنشطتها بعد فصلها في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عن وزارة الآثار، حين كان يخصص 10 في المائة من دخل وزارة الآثار لصندوق التنمية الثقافية، كما أثّر ضعف التمويل على الدورة الأخيرة من السمبوزيوم؛ إذ شهد مشاركة 8 فنانين مصريين وأجانب فقط، في حين كانت الدورات السابقة تضم نحو 15 فناناً.
وقال الفنان هاني فيصل قوميسير السمبوزيوم: إن «السمبوزيوم حالة تراكم سواء في المنجز الفني أو البشري على مدار أعوم، وكل عام يزداد عدد المشاركين فيه من الشباب».
وشهد حفل الختام تكريم الفنانين المشاركين من الأجانب والمصريين وفناني الورشة، وحفل فني لفرقة أسوان للفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة.


مقالات ذات صلة

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

يوميات الشرق شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.