«الموقوفون الإسلاميون» في لبنان يضربون عن الطعام

TT

«الموقوفون الإسلاميون» في لبنان يضربون عن الطعام

بدأ ما يعرف في لبنان بـ«الموقوفين الإسلاميين» إضرابا مفتوحا عن الطعام، مطالبين بإقرار قانون العفو العام الذي كان قد بدأ البحث به بين المسؤولين اللبنانيين من دون أن يتم التوصل إلى نتيجة نهائية بشأنه بسبب الخلافات فيما بينهم.
وفي تسجيل صوتي له من داخل سجن روميه، أعلن الموقوف بتهمة الإرهاب خالد حبلص بدء الإضراب في السجون اللبنانية، تحت عنوان «الحرية أو الموت حتى إقرار قانون العفو العام الشّامل»، في وقت نفذ الأهالي تحركات لهم في الشارع ما أدى إلى إقفال الطرقات لوقت قصير في زحلة وطرابلس قبل أن تعيد القوى الأمنية فتحها.
ودعا حبلص رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب إلى «إيجاد حلّ لقضيتهم كما وجدوا حلاً للذين احتلوا الجرود لسنوات وخطفوا وقتلوا وذبحوا عسكريين، وأدخلوا السيارات المفخخة إلى لبنان فقتلوا كثيرين من الشعب اللبناني ثم تأمن خروجهم بالباصات المكيفة تحت الحراسة اللبنانية إلى أن وصلوا حيث يريدون، وكان ذلك طبعاً من أجل حماية لبنان وحدوده».
وأضاف: «نحن نتفهم ذلك، لذا لن يعجزكم إيجاد حلٍ لبعض المتورطين وإخراج آلاف المعتقلين من كل الطوائف من السجون وحماية الداخل اللبناني من أي فوضى»، مضيفا: «استعينوا بالمرجعيات الدينية من كل الطوائف ستجدون حلاً يتناسب مع الجميع وفي وقت قصير».
وقال: «ندعوكم لفتح صفحة جديدة كما فتح زعماء الحرب الأهلية صفحة جديدة، وباتوا اليوم يتولون أعلى المناصب».
وذكّر بوضع السجون اللبنانية، مشيرا إلى أن السجناء يعيشون في أوضاع مأساوية حيث لا تعليم ولا عناية صحية مع انتشار للأمراض، داعيا هيئات حقوق الإنسان والصليب الأحمر إلى زيارة السجون للوقوف على حالات من فيها.
وفيما يبدو أنه تجاوب من الموقوفين في السجون اللبنانية لدعوة حبلص، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام: «إن ما يزيد على 300 سجين في سجن القبة بدأوا تنفيذ إضراب مفتوح عن الطعام، وذلك لإقرار قانون العفو العام. ولم تسجل أي حركة احتجاجية أو أعمال شغب».
كما أعلن موقوفو سجن جزين، جنوب لبنان، الإضراب عن الطعام اعتبارا من اليوم الجمعة، تضامنا مع الموقوفين في سجن رومية.
وفي صيدا، نفذ أهالي موقوفي أحداث عبرا ضد الجيش اللبناني، اعتصاما أمام دار الفتوى مطالبين بالعفو العام وأعلنوا أن أبناءهم الموجودون في سجن جزين سيبدأون غدا (اليوم) إضرابا عن الطعام، تضامنا مع زملائهم في السجون اللبنانية.
وفي طرابلس وزحلة أيضا، نفذت عائلات الموقوفين الإسلاميين وقفة تضامنية، مطالبة بالعفو الشامل، ومؤكدة «مواصلة التحرك والاعتصام حتى إصدار قانون العفو»، وعمدوا لإقفال الطرقات، حسب ما أعلنت «غرفة التحكم المروري» قبل أن تعيد القوى الأمنية فتحها.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.