البشير يعلن إعادة تأهيل الجيش وتزويده بتقنيات متطورة

أعلنت السلطات السودانية شروعها في إعادة تأهيل الجيش وتزويده بتقنيات عسكرية متقدمة، وذلك بعد أيام قلائل من تغييرات عسكرية واسعة في هيئة قيادته، شملت إعفاء رئيس هيئة الأركان وتعيين بديل له.
وتعهد الرئيس عمر البشير، بصفته القائد العام للجيش السوداني، بالسير في برنامج إعادة بناء القوات المسلحة «الجيش»، وتمكينها من التقنيات العسكرية المتقدمة، خلال كلمة بمناسبة افتتاح منشآت خاصة بالفرقة الخامسة مشاة، المعروفة بـ«الهجانة» في ولاية شمال كردفان (وسط)، والتي وصلها في زيارة تستغرق ثلاثة أيام لافتتاح منشآت إنتاجية وخدماتية.
وكان الرئيس البشير قد أجرى في 27 من فبراير (شباط) الماضي تغييرات واسعة في هيئة قيادة جيشه، أقال بموجبها رئيس الأركان الفريق أول عماد الدين عدوي ونائبه، وأركان فروع القوات، وعين الفريق أول كمال عبد المعروف رئيساً للأركان المشتركة، فيما أحال للتقاعد عدداً من كبار الضباط.
كما أقال البشير في 11 من فبراير الماضي مدير جهاز الأمن محمد عطا المولي، وأعاد تعيين مديره السابق صلاح عبد الله قوش محله، والذي بدوره أجرى تغييرات واسعة في قيادة جهاز الأمن.
وتباهى البشير في كلمته لحشد مستقبليه بأن القوات المسلحة السودانية أصبحت تملك «أحدث المصانع العسكرية في المنطقة»، وبأن معظم الذخائر والأسلحة التي تستخدمها قواته منتجة في مصانع سودانية. كما أثنى البشير على القوات المسلحة، ونسب لها الفضل فيما سماه «السلام الذي تشهده البلاد»، وقال في هذا السياق إن «البلاد تشهد حالياً سلاماً حقيقياً، وذلك بفضل مجهودات القوات المسلحة وصمود منسوبيها.... وسنعمل من أجل أن تكون مرتبات الجيش هي الأعلى في الدولة».
وأقر البشير بأن الجيش قدم تضحيات كبيرة للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، وأفشل «مؤامرات» تحاك ضد السودان، تستهدف النيل من أمنه واستقراره، دون أن يقدم تفاصيل عن طبيعة تلك المؤامرات، أو الجهات التي تقف وراءها. وقال بهذا الخصوص «خصصت يومين في الأسبوع للعمل من داخل مكتبي بالقيادة العامة لأتابع عملية إعادة بناء القوات المسلحة متابعة لصيقة»، كاشفا عن برنامج تعمل عليه القوات «من أجل إعادة البناء، ويبدأ من الاهتمام بالفرد وحل مشاكله، مروراً بتحديث المعينات والمعدات العسكرية.... كما سنعمل على إعادة بناء الجيش حتى يصل إلى مصاف جيوش الدول المتقدمة».
وصنف مركز «غلوبال فير بور» الأميركي، الجيش السوداني في المرتبة الثامنة بين الجيوش الأفريقية، وفي المرتبة 71 بين جيوش العالم. ووفقاً للموقع الأميركي المختص بالجيوش فإن عدد الجيش السوداني يبلغ 282 ألف جندي، 105 آلاف منهم قوات احتياط، فيما تبلغ ميزانية الدفاع 2.4 مليار دولار. كما يملك الجيش السوداني حتى 2017. وفقاً لـ«غلوبال فير بور»، 181 طائرة حربية، منها 46 مقاتلة، و84 هجومية، و52 طائرة نقل و6 طائرات تدريب.
وعادة لا يقدم السودان معلومات عن قواته المسلحة لكن تقارير عسكرية روسية ذكرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، أن الجيش السوداني تسلم الدفعة الأولى من المقاتلة الروسية الشهيرة (سوخوي سو-35)، التي يبلغ سعر الواحدة منها نحو 35 مليون دولار.
وبحسب تلك التقارير فإن انضمام الطائرة الروسية، التي تماثل المقاتلات التكتيكية الأوروبية، للقوة الجوية السودانية، والتي يعتمد عليها الجيش الروسي، ستمنح الجيش السوداني عامل ردع فعالا، وستوفر له ذراعاً طويلة، وتطويراً كبيراً لقدراته الجوية، باعتباره الدولة العربية الأولى التي تحصل عليها.