مطالبة بإيجاد جهاز مستقل لمواجهة تحديات صناعة السيارات في السعودية

تقرير حكومي: 251 مصنعا تعمل في تجميع المركبات والصناعات الداعمة باستثمار سبعة مليارات ريال

السعودية من أكبر الأسواق في مبيعات السيارات بأنواعها في منطقة الشرق الأوسط  («الشرق الأوسط»)
السعودية من أكبر الأسواق في مبيعات السيارات بأنواعها في منطقة الشرق الأوسط («الشرق الأوسط»)
TT

مطالبة بإيجاد جهاز مستقل لمواجهة تحديات صناعة السيارات في السعودية

السعودية من أكبر الأسواق في مبيعات السيارات بأنواعها في منطقة الشرق الأوسط  («الشرق الأوسط»)
السعودية من أكبر الأسواق في مبيعات السيارات بأنواعها في منطقة الشرق الأوسط («الشرق الأوسط»)

وسط توصية بضرورة إيجاد جهاز مستقل لدعم صناعة السيارات في السعودية، اعترف تقرير حكومي بوجود تحديات تواجه صناعة السيارات في السعودية، لافتة إلى أنه على الرغم من التحديات الحالية، تتوافر في السعودية محفزات أساسية يمكن أن تكون نواة تنطلق منها في قطاع تصنيع السيارات.
وكشف صندوق التنمية الصناعية السعودية أخيرا أن قوة الاقتصاد السعودي ونموه بمعدلات جيدة يعززان قيام أنشطة صناعة السيارات، مشيرا إلى أن بوادر تلك الصناعة قائمة بوجود 251 مصنعا و65 مشروعا عاملا في مجالات تجميع المركبات والصناعات الداعمة لها باستثمارات تبلغ سبعة مليارات ريال (1.8 مليار دولار).
وأوضح صندوق التنمية الصناعية أن السعودية لديها رغبة في التوجه نحو تصنيع السيارات بدليل المبادرات التي تبنتها في خطتها التنموية التاسعة (2010 - 2014) كإحدى ركائز برنامج التجمعات الصناعية، وذلك بهدف توطين هذه الصناعة كخيار استراتيجي لتنويع مصادر الدخل، وتطوير هيكل الصناعة المحلية ورفع إنتاجية الاقتصاد السعودي بعيدا عن تقلبات أسعار النفط العالمية، مفيدا بأن صناعة السيارات من أكثر الصناعات القادرة على توليد الكثير من الاستثمارات وفرص العمل بمستويات أجور عالية مقارنة بالصناعات الأخرى.
وحسب التقرير فإن الدراسات حول قطاع صناعة السيارات توضح أن فرصة عمل واحدة في خط الإنتاج تخلق على الأقل خمس فرص عمل في صناعة الأجزاء المكونة للسيارة وقطع غيارها، بالإضافة إلى تميز هذه الصناعة بأنها ذات مردود اقتصادي عال بتكاملها مع صناعات أخرى حيوية كالطاقة والبتروكيماويات والصلب والألمنيوم، إلى جانب تكوينها مجمعات صناعية متكاملة.
ويرى التقرير أن من أبرز تحديات قيام صناعة السيارات في السعودية، محدودية الإنتاج، على الرغم من أن السعودية استوردت في المتوسط نحو 679 ألف مركبة سنويا في الفترة ما بين 2005 و2012 بمعدل نمو سنوي قدره 9.5 في المائة، كما حقق استيراد المركبات رقما مرتفعا عام 2012 حيث بلغ نحو 981 ألف مركبة بقيمة تصل إلى 77 مليار ريال، أي ما يعادل 13 في المائة من إجمالي واردات السعودية، وهو ما يجعل السعودية أكبر سوق استهلاكية للسيارات في الشرق الأوسط.
وبين التقرير الذي حصلت {الشرق الأوسط} على نسخة منه أن ما يعزز الثقة في استمرار معدلات نمو الطلب المرتفعة على السيارات في السعودية النمو السكاني الكبير الذي يبلغ 3.7 في المائة سنويا، وهو أعلى من المتوسطات العالمية، وكذلك القوة الشرائية الكبيرة، بالإضافة إلى التركيبة الشابة للمجتمع، مبينا فيما يخص الطلب الإقليمي، أن مبيعات السيارات في منطقة الشرق الأوسط تنمو بمعدل 5.7 في المائة.
وأفاد التقرير أن قيمة إعادة التصدير السيارات وقطع الغيار بلغت عام 2012 نحو 6 مليارات ريال، بمعدل نمو سنوي قدره 13 في المائة خلال الفترة بين 2005 و2012، وهو ما يشكل نواة لدخول منتجات صناعة السيارات السعودية لهذه الأسواق.
وفي جانب آخر، أوضح التقرير تميز السعودية بقاعدة صناعية وبنية تحتية أكثر تطورا من الدول المحيطة بها، وموارد هائلة من المواد الخام والمواد الأساسية، بالإضافة إلى توافر الطاقة بأسعار مناسبة، مما جعل الفرصة مهيأة لقيام عدد من الصناعات القادرة على توفير المدخلات اللازمة لنجاح هذه الصناعة، ويعد حافزا مهما لقيام صناعة السيارات.
ولم يغفل التقرير أبرز العوائق أمام قيام هذه الصناعة في السعودية أهمها أن حجم السوق المحلية محدود مقارنة بأسواق التصدير العالمية، مستطردا بأنه يمكن تخطي هذه العقبة بالدخول التدريجي في هذه الصناعة عبر استهداف شريحة ونوعية من المركبات لإنتاجها من خلال منتجي السيارات العالميين.
ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من عوامل الجذب المتوافرة حاليا لنجاح صناعة السيارات في السعودية، فإن التحديات كبيرة، موصيا - في الوقت ذاته - بإيجاد جهة مختصة بتوطين صناعة السيارات في البلاد عبر جهة مشتركة بين القطاعين العام والخاص، تقوم على تهيئة مكونات البنية التحتية الأساسية لهذه الصناعة، ووضع خطط ذات مهام وأهداف واضحة المعالم للأجهزة المعنية بقيام هذه الصناعة، شريطة أن تكون الأهداف واقعية وقابلة للتطبيق.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.