الجيش اليمني يفشل هجمات حوثية في جبهات تعز وميدي والحديدة

TT

الجيش اليمني يفشل هجمات حوثية في جبهات تعز وميدي والحديدة

كبد الجيش اليمني وطيران التحالف العربي لدعم الشرعية أمس عناصر التمرد الحوثي عشرات القتلى والجرحى وآليات قتالية ثقيلة وكميات من الأسلحة خلال معارك وضربات جوية شهدتها جبهات الحديدة ونهم وتعز وصرواح والضالع وميدي.
كما اعترضت منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي أمس صاروخين باليستيين أطلقتهما ميليشيا الحوثيين باتجاه مأرب، وأكدت مصادر أمنية في المدينة تدمير الصاروخين في الأجواء دون أي أضرار. وجاءت هذه التطورات، في وقت أكد الجيش اليمني رسميا سيطرته على أربع مناطق استراتيجية في مديرية رازح شمال غربي محافظة صعدة، واقترابه من مركز المديرية التي تبعد أقل من 30 كلم إلى الشمال من منطقة «مران»، حيث مسقط رأس زعيم التمرد عبد الملك الحوثي.
وفي هذا السياق أفاد الموقع الرسمي للجيش بأن القوات الحكومية في مدينة تعز (جنوب غرب) صدت أمس هجوماً عنيفاً شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية على مواقعها في محيط القصر الجمهوري، ومعسكر التشريفات شرق المدينة، وكبدت الميليشيات خسائر كبيرة في العدة والعتاد.
وأدت ضربات لطيران التحالف غرب المدينة إلى مقتل 15 حوثيا على الأقل، بحسب المصدر العسكري نفسه، استهدفت مواقعهم في منطقة المعمد ما بين قرية الصراهم وشرق العنين بجبل حبشي كما دمرت الضربات آليات قتالية في مواقع تمركز ميليشيات الحوثي في مطار تعز شرق المدينة.
إلى ذلك، أكدت المصادر الرسمية مقتل 30 متمردا على الأقل في مواجهات مع القوات الحكومية وجراء غارات مكثفة لمقاتلات التحالف العربي في جبهات الساحل الغربي، جنوب الحديدة. وبحسب ما أفاد به موقع (سبتمبر نت) الرسمي، أحبط الجيش عدة محاولات لعناصر الميليشيا الحوثية للتقدم شمال مديرية حيس المحررة، حيث استخدم عناصرها الدراجات النارية في الهجوم، الذي أسفر التصدي له عن مقتل 30 عنصرا بمشاركة من مقاتلات «الأباتشي». وأفادت مصادر ميدانية، بأن القيادي الحوثي محمود يحيى الضلعي قتل أمس في غارة للتحالف استهدفته في مديرية الجراحي جنوب محافظة الحديدة، وهو أحد مشرفي الميليشيا المختصين في هندسة وتصنيع المتفجرات وشبكات الألغام في جبهة الساحل.
وفي جبهة ميدي الحدودية الساحلية شمال غربي محافظة حجة صدت قوات الجيش هجوما آخر، شنه المتمردون الحوثيون، وأفاد المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني، بأن القوات تمكنت بقيادة قائد المنطقة اللواء الركن يحيى صلاح من جهة، من صد الهجوم الحوثي الذي استهدف مواقع في منطقة الكتف جنوب مدينة ميدي.
وأكد المركز مقتل سبعة متمردين في المواجهات، في حين ذكر موقع الجيش الرسمي أن عدد قتلى الميليشيات وصل إلى عشرة إضافة إلى عشرات الجرحى.
كما دمرت المقاتلات أمس أهدافًا لميليشيا الحوثي شمال محافظة الضالع، في موقع الحامري، بمنطقة العرفاف، جنوب مديرية دمت.
وأسفرت الضربات الجوية - طبقا لموقع الجيش (سبتمبر نت) - عن مقتل خمسة حوثيين على الأقل وجرح آخرين وتدمير دبابة ورشاش ثقيل وكمية من الأسلحة والذخائر.
وأدت ضربات أخرى استهدفت تجمعات وتعزيزات لميليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية صرواح، غرب محافظة مأرب إلى مقتل 15 متمردا من عناصر الانقلاب الحوثي كانوا في سلسلة جبال هيلان الاستراتيجية.
كما استهدفت طائرات التحالف، وفقا لموقع الجيش، مخازن ذخيرة وطقمين قتاليين للميليشيات الحوثي في مناطق متفرقة من مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الانقلابيين وتدمير كميات من الأسلحة والذخيرة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.