{تقييم الحوادث} في اليمن: جميع أهداف التحالف عسكرية

المستشار القانوني في فريق تقييم الحوادث في اليمن خلال المؤتمر الصحافي في الرياض أمس
المستشار القانوني في فريق تقييم الحوادث في اليمن خلال المؤتمر الصحافي في الرياض أمس
TT

{تقييم الحوادث} في اليمن: جميع أهداف التحالف عسكرية

المستشار القانوني في فريق تقييم الحوادث في اليمن خلال المؤتمر الصحافي في الرياض أمس
المستشار القانوني في فريق تقييم الحوادث في اليمن خلال المؤتمر الصحافي في الرياض أمس

أكد الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن، أن جميع الأهداف التي يقصفها تحالف دعم الشرعية في اليمن عسكرية ومتوافقة مع القانون الدولي الإنساني، وفنّد ادعاءات أثيرت في عدد من وسائل الإعلام حول قصف أهداف أخرى.
وقال منصور المنصور، المستشار القانوني في الفريق المشترك المتحدث باسم الفريق، في مؤتمر صحافي عقد في الرياض أمس، إنه تبيّن عدم تنفيذ التحالف العربي أي عملية عسكرية، وذلك بعد التحقّق والنظر في ادعاء قدمه تقرير مفوض حقوق الإنسان باستهداف مركز لعلاج الملاريا في اليمن. وأشار إلى أنه لم تكن هناك أي علامة تشير إلى استخدام المبنى كمرفق طبي، وبالتالي اتضح أن الإجراءات التي اتبعها التحالف سليمة ومتوافقة مع العرف الدولي والإنساني. وبيّن المنصور أن الفريق المشترك نظر في التقرير الصادر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وادعاء قيام قوات التحالف العربي باستهداف مباشر لمحطة حجيف الفرعية للطاقة في المعلا بمحافظة عدن، مما أدى إلى تدمير شبه كامل لمخازنها في المجمع نفس، و«تبين للفريق أن التحالف استهدف عدداً من الكهوف لتخزين الأسلحة تبعد عن موقع المحطة خمسة كيلومترات». وأضاف أنه بعد دراسة سجل المهام اليومية تبين للفريق أنه لم يكن هناك أي نشاط جوي لقوات التحالف بمديرية المعلا. وأشار إلى أن الفريق اطّلع على تقرير مفوض حقوق الإنسان الذي ادعى قتل 40 مدنيا باستهداف جسر الدليل الذي يربط صنعاء بإب، وأفاد بأن الفريق أولى اهتماماً كبيراً بهذا الادعاء وتبين أن الضرورة العسكرية في بداية العمليات العسكرية لعاصفة الحزم تتطلب قطع خطوط الإمداد الحربي لميليشيات الحوثي المسلحة بعد ثبوت استخدام هذا الجسر في دعم العمليات العسكرية بشكل منظم ومباشر، وثبت بعد استهداف تلك الأهداف المشروعة خلو الجسر من المدنيين والعربات أثناء القصف بعد الاطلاع على تسجيلات الفيديو، وثبوت صحة الإجراءات التي قامت بها قوات التحالف. وبيّن أنه بالنظر في الادعاء الوارد من قبل منظمة العفو الدولية عن قيام قوات التحالف بقصف منزل على مشارف مدينة تعز، تبين للفريق ورود معلومات استخباراتية للتحالف عن وجود قيادات حوثية قرب الموقع، فتم استهداف المكان إلا أن قنبلتين انحرفتا عن مسارهما نتيجة لخلل في أنظمة التوجيه مما تسبب في تدمير بعض المنازل، وعليه فإن الفريق يرى تقديم مساعدات عما نتج من ضرر. وقال إنه بالنظر في التقرير الذي يدعي استهداف أحياء في حي القاسمي بمنطقة صنعاء القديمة، وبعد الاطلاع على كل الوثائق، تبيّن للفريق استهداف قوات التحالف هدفا عسكريا يبلغ نحو ثلاثة كيلومترات وهدفا آخر يبعد ثمانية كيلومترات، وتبين عدم تنفيذ قوات التحالف أي مهام جوية في منطقة صنعاء القديمة. وأوضح أن الفريق اطّلع على التقرير السنوي لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن قيام قوات التحالف العربي بإصابة منازل تبعد 120 مترا عن منزل الرئيس السابق في مدينة تعز، وتبين للفريق عدم تنفيذ التحالف أي مهام جوية على قصر الرئيس، وكان الهدف العسكري الوحيد الذي تم التعامل معه يبعد 2500 متر عن منزل الرئيس السابق.
وذكر المستشار القانوني أنه تبين للفريق صحة وسلامة الإجراءات التي اتبعتها قوات التحالف، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية في الادعاء في ثلاث ادعاءات وردت في تقرير مفوض حقوق الإنسان، تحدث أحدها عن مقتل 18 مدنيا في محافظة صعدة، لكن تبين أن الهدف مشروع نظراً لوجود قيادات ولم تتأثر المنازل المجاورة، كما أنه لم يتم استهداف المنزل مرتين. ونفى المستشار أيضاً صحة استهداف مصنع إسمنت بعمران، مؤكدا أن ما تم استهدافه بقنبلة كان موقع اجتماع هام لقيادات حوثية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».