«لقاء الوفاء»... كتاب عن محمد زفزاف في ذكراه 16

باحثون أجمعوا على أهمية الحفاظ على الذاكرة الثقافية

«لقاء الوفاء»... كتاب عن محمد زفزاف في ذكراه 16
TT

«لقاء الوفاء»... كتاب عن محمد زفزاف في ذكراه 16

«لقاء الوفاء»... كتاب عن محمد زفزاف في ذكراه 16

تحت شعار «لقاء الوفاء» احتفى مثقفون ومبدعون مغاربة في المكتبة الوطنية بالرباط، بصدور كتاب جديد بعنوان «محمد زفزاف... صنعة الكاتب»، وهو من تأليف جماعة من الأدباء والباحثين، ومن إعداد وتنسيق أحمد المديني، بتعاون مع المكتبة الوطنية في شخص مديرها بالنيابة عبد الإله التهاني.
وجاءت هذه المبادرة، كما كشف عن ذلك المتحدثون في هذه المظاهرة الثقافية، مساء الجمعة؛ لمقاومة النسيان والحفاظ على الذاكرة الثقافية من التلاشي؛ وذلك بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لرحيل محمد زفزاف الذي أثرى الخزانة الإبداعية بالكثير من الروايات والقصص التي بوأته مكانة عالية في المشهد الأدبي بالمغرب.
أول المتحدثين كان هو التهاني، الذي حكى للحاضرين قصة تنفيذ هذا المشروع الأدبي الذي كان في الأصل عبارة عن اقتراح من طرف الكاتب المديني: «فما كان مني إلا أن أبارك هذا العمل الأدبي والتوثيقي، الذي يساعد على حفظ الذاكرة من التلاشي والنسيان»، على حد قوله.
ونوّه التهاني بالجهد الذي بذله المديني من أجل جمع مواد الكتاب وتبويبه والإشراف على إخراجه، فجاء متضمناً لمساهمات ثلة من أصدقائه الأدباء والباحثين، ممن عرفوا الراحل زفزاف، وكانوا قريبين منه.
في مبادرة جديدة، استغل التهاني المناسبة ليعلن قرار المكتبة الوطنية القيام بخطوة أخرى تروم تنظيم معرض لزفزاف تتضمن أعماله الأدبية وصوره، مع التعهد باقتناء نسخ كافية من إبداعاته.
من جهته، تحدث المديني عن أهمية الراحل زفزاف المحتفى به، وما يمثله من قيمة إبداعية كصاحب «قامة أدبية شامخة»، مشيراً إلى أنه كان صديقه وتعلم منه الشيء الكثير، كما توقف عند دلالات هذا الاحتفاء بكاتب أجاد صنعة الكتابة في القصة والرواية، حيث ارتقى بهما عالياً، وكان من بين المؤلفين القلائل المزدوجي اللغة، فاصطفت كتاباته إلى جانب كبار الكتاب. وقال المديني: «إننا مع زفزاف أمام كتابة ارتقت إلى مرتبة كلاسيكية»، مذكراً في الوقت نفسه بإيمانه بضرورة الحفاظ على الذاكرة الثقافية والإبداعية في المغرب.
وأعقبت ذلك مداخلة لعبد الحميد عقار، الكاتب والناقد، ورئيس اتحاد كتاب المغرب سابقاً، قال فيها إن «هذا الحضور انتصار للأدب، وانتصار للحياة».
وبعد أن تطرق إلى ما تمثله «مقاومة النسيان» من أهمية ثقافية ومن حفظ للذاكرة، في تلميح إلى كتاب «محمد زفزاف... صناعة الكاتب» المتنوع المقاربات، لاحظ محدودية حضور هذا الكاتب من خلال «محاولة عيش» فقط في الكتاب المدرسي، داعياً إلى إعطائه المزيد من العناية واهتمام لتعريف الأجيال الجديدة بإبداعه.
ومن خلال استقرائه لتجربة زفزاف الإبداعية سجل عبد الفتاح الحجمري الباحث في الأدب، أن هناك مساهمة لزفزاف لافتة للنظر في إثراء السرد الأدبي بواسطة تجذره في عمق الواقع المغربي والعربي؛ إذ عادة ما يوصف هذا المبدع الراحل بأنه كاتب واقعي، وتكمن وراء واقعيته صنعة الكاتب وصنعة الكتابة.
وفي مداخلتها، قدمت فاطمة كدو، أستاذة التعليم العالي بجامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، مقاربة حاولت أن تلامس من خلالها العلاقة الأدبية بين زفزاف والروائي الآيرلندي جيمس جويس، الذي يعتبر أباً روحياً للكثير من الكتاب، ملمحة إلى أن المحتفى به قد يكون من بينهم، وأن ما يجمعه معهم هو المشترك الإنساني.
أما محمد الداهي، الأستاذ بكلية الآداب بالرباط، فقد سجل أن هناك تقصيراً ملحوظاً في حق زفزاف على مستوى النقد والترجمة، إذ لم تترجم أعماله بشكل كافٍ إلى اللغات الأجنبية، رغم جهود عدد من الكتاب والنقاد.
ولدى معالجته الخصائص التي تميز بها المتن القصصي والروائي لزفزاف، لاحظ أنه بالإضافة إلى ذلك مارس كتابة النقد والشعر، في الكثير من المطبوعات والمجلات المغربية والعربية.
في ختام الأمسية، تلا المديني نص كلمة الكاتب أحمد بوزفور، الذي تعذر عليه الحضور لظرف طارئ، استرجع فيها ملامح من قصة علاقته بزفزاف، كيف بدأت وكيف تطورت، ليخلص إلى القول إنه يعود إلى قراءة قصصه التي «تفاجئنا بالجديد».

من اليمين محمد الداهي وعبد الحميد عقار وعبد الفتاح الحجمري وفاطمة كدو وأحمد المديني



«جائزة الملتقى» للقصة القصيرة تُعلن قائمتها القصيرة

تقام فعالية جائزة «الملتقى» هذا العام بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمناسبة اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية والإعلام العربي لعام 2025
تقام فعالية جائزة «الملتقى» هذا العام بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمناسبة اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية والإعلام العربي لعام 2025
TT

«جائزة الملتقى» للقصة القصيرة تُعلن قائمتها القصيرة

تقام فعالية جائزة «الملتقى» هذا العام بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمناسبة اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية والإعلام العربي لعام 2025
تقام فعالية جائزة «الملتقى» هذا العام بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمناسبة اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية والإعلام العربي لعام 2025

أعلنت جائزة «الملتقى» للقصة القصيرة في الكويت، الأربعاء، عن قائمتها القصيرة للدورة السابعة، وضمت كويتية وسعودياً ومصرياً وفلسطينياً وسورياً/ألمانياً.

وتقام فعالية جائزة «الملتقى» هذا العام في تعاون مشترك مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وذلك بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية والإعلام العربي لعام 2025؛ حيث سيحتضن المجلس الوطني احتفالية الجائزة في الكويت خلال الفترة من 18-21 فبراير (شباط) 2025.

وستجتمع لجنة تحكيم الجائزة لاختيار الفائز لهذه الدورة، واللجنة برئاسة الدكتور: أمير تاج السر، وعضوية كل من: الدكتور محمد اليحيائي، والدكتورة نورة القحطاني، والدكتور شريف الجيّار، والدكتور فهد الهندال.

وتقدّم للدورة السابعة من جائزة «الملتقى»، وهي الجائزة الأعلى حضوراً للقصة القصيرة العربية، 133 مجموعة قصصية، من 18 دولة عربية وأجنبية.

وقالت الجائزة في بيان، إن لجنة التحكيم عمِلت وفق معايير خاصّة لهذه الدورة، تمثّلت في التركيز على جدّة بناء النص، ومناسبته لفنّ القص، وتمتع النصّ بالإبداع والقوّة الملهمة الحاضرة، وكذلك ابتكار صيغ لغوية وتراكيب جديدة، وقدرة الرؤية الفنيّة للنص على طرح القيم الإنسانيّة، وحضور تقنيّات القص الحديث، ومحاكاة النصوص للواقع.

ولقد عقدت اللجنة اجتماعات ونقاشات مستفيضة ومداولات متعددة، امتدت طوال الأشهر الماضية، للوصول إلى أهم المجاميع القصصيّة في هذه الدورة.

وكانت إدارة الجائزة قد أعلنت عن القائمة الطويلة المكوّنة من 10 مجاميع قصصية في منتصف الشهر الماضي. وخلال الفترة المنقضية انكبت اللجنة على تمحيص المجاميع القصصية للوصول إلى القائمة القصيرة التي تستحق بجدارة أن تُقدّم مشهداً إبداعياً قصصياً عربياً دالّاً على أهمية فن القصة القصيرة العربية، ومعالجته أهم القضايا التي تهم المواطن العربي، ضمن فضاء إبداعي أدبي عالمي.

المجموعات التي تأهلت للقائمة القصيرة لجائزة «الملتقى» للقصة القصيرة في الكويت.4

ولقد توصّلت لجنة التحكيم لاختيار القائمة القصيرة للدورة السابعة 2024-2025 ممثلة بـ5 دول عربية وأجنبية، وبوجود كاتبة عربية بين 4 كتّاب، وضمت القائمة القصيرة: أحمد الخميسي (مصر)، عن مجموعة «حفيف صندل»، الصادرة عن «كيان للنشر». وزياد خدّاش (فلسطين)، عن مجموعة «الجراح تدلّ علينا»، الصادرة عن «منشورات المتوسط». وعبد الرحمن عفيف (ألمانيا/سوريا) عن مجموعة «روزنامة الأغبرة أيام الأمل»، الصادرة عن «منشورات رامينا»، ومحمد الراشدي (السعودية)، عن مجموعة «الإشارة الرابعة»، الصادرة عن «e-Kutub Ltd»، ونجمة إدريس (الكويت)، عن مجموعة «كنفاه»، الصادرة عن «دار صوفيا للنشر والتوزيع».

وأوضحت الجائزة أن لجنة التحكيم ستلتقي في الكويت، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، منتصف شهر فبراير 2025 لاختيار وإعلان الفائز.

وسيُقيم المجلس الوطني احتفالية الجائزة ضمن فعاليات اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025.

كما ستُقام ندوة قصصية للجائزة بعنوان «القصة القصيرة الكويتية والحضور العربي»، بنشاط ثقافي يمتد ليومين وبمشاركة كوكبة من كتّاب القصّة القصيرة العربيّة، ونقّادها، وعدد من الناشرين والمترجمين العالميّين.