السعودية: جمعية «صندوقي» تضخ الكفاءات النسائية لسوق العمل

TT

السعودية: جمعية «صندوقي» تضخ الكفاءات النسائية لسوق العمل

تأتي جمعية صندوقي لتنمية المرأة (ومقرها شرق السعودية)، لتمثل نقلة جديدة للحراك المدني الناهض بالمرأة السعودية، إذ تقدم عملا نوعيا يركز على تأهيل الفتيات ومد يد العون لهن على تخطي العقبات، من خلال برنامج تدريبي اقتصادي على تأسيس المشاريع التجارية والمهارات الإدارية والفنية الخاصة بإدارة المشروع، إلى جانب تقديم الاستشارات والإرشاد والتوجيه.
وهذه الجمعية التي انبثقت من صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة، تأتي امتدادا لأهداف الصندوق الرامية إلى تقديم الدعم والتوجيه للمرأة لتكون عاملاً فاعلاً في الاقتصاد الوطني، وإعداد جيل رائد يمتلك القدرات والمهارات اللازمة لقيادة وصناعة المستقبل، إلى جانب تذليل العقبات التي تواجهها المرأة وإيجاد الحلول في شتى المجالات لتفعيل دورها التنموي.
والتقت «الشرق الأوسط» مع فتيات استفدن من البرنامج التدريبي، منهن روان اليامي، إذ تقول «بعد تخرجي من الجامعة، وكأي طالبة كنت أبحث عن الشهادات التي تخولني مهنيا للمنافسة في سوق العمل، فدخلت البرنامج التدريبي وكان له أثر كبير في اكتشاف العديد من مهاراتي وتحديد نقاط القوة والضعف، من خلال عدة مواد تدريبية هامة، مثل اللغة الإنجليزية، ومهارات الحاسب الآلي، والمهارات الحياتية، ومهارات الاتصال».
وتضيف اليامي «تعرفت على الكثير من أهم النقاط للباحثين عن العمل، مثل إعداد السيرة الذاتية، كيفية تخطي المقابلات الشخصية، كيفية عرض فكرة أمام مجموعة أعضاء، أهمية العمل الجماعي، وغيرها الكثير». وتردف «أنا الآن اتخذت خط عملي في أن أكون مساعدة في الموارد البشرية في إحدى الشركات المعروفة في المنطقة الشرقية».
وتشاركها التجربة إشراق الروقي، قائلة: «خلال فترة البرنامج تدربت على الكثير من المهارات، من أهمها اللغة الإنجليزية وتقنية المعلومات والمهارات الحياتية، حتى التحقت بوظيفة في إحدى الشركات القابضة في مدينة الخبر، كاختصاصية للموارد البشرية، بعد أقل من شهر من تخرجي من البرنامج».
أما أنوار المؤمن، فتقول «بعد انضمامي لبرنامج كيف تبدئي مشروعك، حصلت على دعم لتطوير مشروعي وافتتحت مؤسسة إنتاج فني، ولأن المنطقة الشرقية تفتقر لمثل هذا المشروع فأتطلع لأن نكون أول مؤسسة إنتاج فني مجهز بـ15 موظفا وموظفة، ويشمل استوديو كبيرا مساحته 650 مترا مربعا، لتصوير الفيديو، مجهزا بأحدث الأجهزة».
وعلى الرغم من حجم الجهود الكبيرة المبذولة للنهوض بالفتيات ودعمهن على الانخراط في سوق العمل وفق خطط تدريبية عالية الجودة، إلا أن القائمين على صندوقي يتطلعون إلى نجاحات أكبر بعد مشروع دعم الجمعيات الخيرية الذي تم إقراره مؤخرا، ليمثل حافزا في العطاء وبذل جهود مضاعفة.
وهنا يقول حسن الجاسر، الرئيس التنفيذي لصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة، بأن «الدعم الخيري والرؤية الطموحة لولي العهد للقطاع غير الربحي سيمكنه من تحقيق قفزات كبيرة تتواكب مع رؤية 2030»، مشيرا إلى أن المشاريع التي يعملون عليها تتجه للنمو والتطوير وتنمية الموارد المالية والبشرية وتوفير فرص عمل وفتح مشاريع على المدى البعيد، بحسب قوله.
من ناحيتها، توضح هناء الزهير، نائب الرئيس التنفيذي لصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز ونائب الأمين العام لجمعية صندوقي الخيرية لتنمية المرأة، أن «هذا الدعم سيكون له أثر مهم في دعم أهداف الصندوق في المنطقة وتذليل العقبات التي تواجهها المرأة وإيجاد الحلول في شتى المجالات، لتفعيل دورها التنموي». وتضيف «سيسهم بدعم القطاع غير الربحي ويزيد مساهمته في تحول المملكة نحو اقتصاد مزدهر».
جدير بالذكر أن صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة هو مؤسسة تنموية أنشئت عام 2007. ويرأس مجلس إدارتها الأمير محمد بن فهد، وتعمل على تركيز جهودها لتنمية المرأة السعودية والارتقاء بها إلى مستويات عالية في الأداء باعتبارها الركيزة الأساسية لتطوير المجتمع والنهوض به، وذلك عبر الإلمام باحتياجاتها والعمل على تسخير الطاقات الممكنة.
ويعمل مركز دعم وتمويل المشاريع ومركز بيادر لخدمات الأعمال (التابعان للصندوق) من خلال توفير المنصة اللازمة لإطلاق أفكار السيدات وترجمتها على أرض الواقع ورفع نسب وفرص نجاح المشاريع الواعدة لرائدات الأعمال السعوديات. ويقوم صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة بالارتقاء بمكانة المرأة السعودية من خلال دراسة ورصد دورها وإسهاماتها في جميع المجالات.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».