مسؤول فلسطيني ينفي وجود مبادرة أوروبية لحل الصراع مع إسرائيل

TT

مسؤول فلسطيني ينفي وجود مبادرة أوروبية لحل الصراع مع إسرائيل

نفى مسؤول فلسطيني أمس وجود أي مبادرة أوروبية جديدة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، أو أي توجه في هذا الاتجاه.
وقال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الاتحاد الأوروبي لم يقدم أي مبادرة سياسية جديدة، أو وسطية للولايات المتحدة الأميركية قبل طرح خطة صفقة القرن المرتقبة، التي يرفضها الفلسطينيون. وأضاف مجدلاني في تصريحات بثتها الوكالة الرسمية الفلسطينية أمس: «إنه من غير الواقعي أن يكون الاتحاد الأوروبي قد بلور مبادرة مستقلة وقدمها للولايات المتحدة، ولو حصل ذلك لعرضها على الجانب الفلسطيني، وبحثها معه لأنه ملتزم بقرارات الشرعية الدولية».
وجاءت تصريحات مجدلاني تعقيبا على ما أوردته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بأن الاتحاد الأوروبي قدم خطة للولايات المتحدة تتضمن قيام دولتين: إسرائيلية وفلسطينية. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اشترط أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل.
ووصف مجدلاني موقف الاتحاد الأوروبي بأنه «موقف متوازن ويتمسك بحل الدولتين وعملية سياسية، تؤدي إلى إحلال السلام، ويرفض أي حلول أو فرض إملاءات مسبقة، كقضية القدس واللاجئين، وهو موقف متوافق مع قرارات الشرعية الدولية».
كما هاجم مجدلاني الولايات المتحدة، متهما إياها «بانتهاج سياسة جديدة تجاه القضية الفلسطينية عن طريق فرض الإملاءات، انطلاقا من رؤية محددة لديها لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي». وأضاف مجدلاني موضحا أن الإدارة الأميركية السابقة «لم تلجأ إلى سياسة فرض الإملاءات رغم انحيازها لإسرائيل، بل كانت تلجأ إلى صيغة لتقريب وجهات النظر». وأعلن مجدلاني أن اللجنة العليا، التي شكلتها اللجنة التنفيذية في اجتماعها الأخير لتنفيذ قرارات المجلس المركزي، ستعقد اجتماعا غدا الاثنين، تمهيدا لتقديم توصياتها للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، التي يفترض أن تجتمع الأربعاء المقبل.
وفي السياق نفسه، أشار مجدلاني إلى أن اللجنة التي شكلتها منظمة التحرير في اجتماعها الأخير بلورت مجموعة من الاقتراحات لتنفيذ قرارات المجلس المركزي، مشيرا إلى أنه من ضمن التوصيات عقد المجلس الوطني قبل منتصف العام الجاري.
وجاء نفي تقديم أوروبا مبادرة جديدة في وقت تسعى فيه السلطة إلى تبني مجلس الأمن لخطة سابقة، قدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تقوم على عقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف العام الحالي، ينتج عنه تشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، تساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم، حسب اتفاق أوسلو بما في ذلك القدس.
واقترح عباس خلال فترة المفاوضات توقف جميع الأطراف عن اتخاذ الأعمال الأحادية الجانب، وتجميد القرار، الذي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف نقل السفارة الأميركية للقدس. وقد قال الرئيس الفلسطيني الخميس إن هناك «قبولا دوليا متزايدا» لمبادرته بشأن السلام مع إسرائيل، عبر آلية دولية متعددة الأطراف.
وأبلغ عباس أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح، خلال اجتماعهم في رام الله، موقفه بـ«ضرورة عقد مؤتمر لإحياء العملية السياسية، ينبثق عنه آلية متعددة الأطراف، للوصول إلى مبدأ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967»، مشددا في هذا الصدد على «رفض أي قرارات أحادية الجانب تمس حق الشعب الفلسطيني في عاصمته الأبدية».
ويرفض الفلسطينيون التعامل مع الولايات المتحدة كراعٍ وحيد للمفاوضات، لكنهم أكدوا أنهم مستعدون للقبول بها كجزء من الآلية المتعددة ضمن الرباعية الدولية، إلى جانب دول أوروبية وعربية.
وانقطعت العلاقة بين السلطة وواشنطن بعد إعلان الرئيس الأميركي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومرت بمراحل من الاتهامات والتهديدات.
وقد شن الفلسطينيون الأسبوع الماضي هجوما عنيفا على الولايات المتحدة بعد اختيارها نقل السفارة في مايو (أيار) القادم، بالتزامن مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطينية القيادة الفلسطينية. وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن واشنطن تحولت إلى جزء من المشكلة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.