البطالة اليابانية تقترب من أقل مستوياتها في ربع قرن

أول تراجع للمؤشر منذ شهرين

اليابان تسجل أول تراجع لمعدل البطالة في البلاد منذ شهرين
اليابان تسجل أول تراجع لمعدل البطالة في البلاد منذ شهرين
TT

البطالة اليابانية تقترب من أقل مستوياتها في ربع قرن

اليابان تسجل أول تراجع لمعدل البطالة في البلاد منذ شهرين
اليابان تسجل أول تراجع لمعدل البطالة في البلاد منذ شهرين

أعلنت الحكومة اليابانية أمس، عن تسجيل أول تراجع لمعدل البطالة في البلاد منذ شهرين؛ حيث تراجع ذلك المعدل بنسبة 2.4 في المائة، في يناير (كانون الثاني)، مقارنة بـ2.7 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) من 2017. وبحسب صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، فإن معدل البطالة الياباني المسجل في يناير هو أقل مستوى للمؤشر في ربع قرن تقريبا، منذ أبريل (نيسان) 1993.
وذكرت وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات، أن عدد العاملين في جميع أنحاء البلاد وصل إلى 65.62 مليون شخص في أول أشهر العام الجاري، بزيادة قدرها 920 ألف شخص، أو 1.4 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
لكن محللين حذروا من أن معدل البطالة المنخفض نسبيا لا يمثل الصورة الكاملة. ولا تزال أشكال العمالة غير المستقرة، ولا سيما بين النساء والشباب، من أكثر القضايا إلحاحا في ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
وقالت الوزارة إن نسبة العمال المؤقتين والعمال غير المتفرغين بلغت 38 في المائة في يناير، من العام الجاري.
وفي الوقت نفسه، أفادت وزارة العمل بأن فرص العمل، التي تقاس بنسبة الوظائف المعروضة لكل باحث عن عمل، لم تتغير عن 1.59 في المائة في بداية 2018، مما يشير إلى نقص خطير في عدد العمال بين السكان الذين ترتفع بينهم نسبة المسنين.
وكافحت حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي لمعالجة النقص في اليد العاملة، وضعف الإنفاق الاستهلاكي، منذ توليها الحكم في ديسمبر من 2012.
وتقول «فايننشيال تايمز» إن قطاع الأعمال الياباني يكافح لمواجهة أسوأ أزمة نقص عمالة في أربعين عاما، في ظل تراجع الكثافة السكانية وتحديات التباطؤ الاقتصادي، بعد خمسة أعوام من محاولات تنشيطه.
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة آبي تخطط لإعادة النظر في قواعد تأشيرة الدخول إلى اليابان، مع سعيها لاجتذاب عمالة أكثر مهارة. وقال تقرير لموقع «ذا جابان تايمز» عن مؤشرات البطالة والوظائف المتاحة، إن الحكومة تشجع السيدات والمسنين للانضمام إلى القوى العاملة، في ظل توقعات انكماش أعداد الفئات العاملة خلال السنوات المقبلة. وتراجعت البطالة بين النساء في يناير بنسبة 0.5 في المائة مقابل ديسمبر إلى 2.2 في المائة، وهو أقل مستوى للمؤشر منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1992. بينما تراجعت البطالة للرجال في نفس الفترة بنسبة 0.3 في المائة إلى 2.5 في المائة، وهو مستوى لم تشهده البلاد منذ سبتمبر (أيلول) 1993. وكان آبي قد طلب من الشركات العاملة في بلاده رفع قيمة أجور العمالة بنسبة 3 في المائة، خلال مفاوضات الأجور السنوية بين الإدارات والنقابات العمالية، ولكن كثيرا من الاقتصاديين يرون أن النسبة مبالغ فيها، بالنظر إلى أن الشركات لا تزال حريصة في ظل عدم وضوح الأفق الاقتصادي.
ويمثل تعزيز الطلب المحلي، من خلال عوامل مثل التوسع في الإنفاق الاستهلاكي والرأسمالي، أمرا حيويا لثالث أكبر اقتصاد في العالم، الذي يحاول أن يحافظ على زخم النمو المتحقق في الفترة الأخيرة، كما تقول «ذا جابان تايمز». وكان الاقتصاد الياباني قد حقق معدل نمو سنويا 0.5 في المائة، في الفترة بين أكتوبر وديسمبر؛ مسجلا زيادة للربع الثامن على التوالي، بدعم نمو إنفاق المستهلكين والإنفاق الرأسمالي.
وتعد تلك أطول فترة نمو متصل منذ الاثني عشر ربعا بين أبريل ويونيو (حزيران) 1986، ويناير ومارس (آذار) 1989.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».