جمعية «أيامى» السعودية ترسم خريطة طريق العمل للمطلقات والأرامل

جانب من عملية توقيع إحدى الاتفاقيات الخاصة بجمعية «أيامى» ({الشرق الأوسط})
جانب من عملية توقيع إحدى الاتفاقيات الخاصة بجمعية «أيامى» ({الشرق الأوسط})
TT

جمعية «أيامى» السعودية ترسم خريطة طريق العمل للمطلقات والأرامل

جانب من عملية توقيع إحدى الاتفاقيات الخاصة بجمعية «أيامى» ({الشرق الأوسط})
جانب من عملية توقيع إحدى الاتفاقيات الخاصة بجمعية «أيامى» ({الشرق الأوسط})

في بادرة مميزة من نوعها، اتجهت جمعية خيرية متخصصة بدعم السيدات المطلقات والأرامل، إلى تأهيلهن لسوق العمل من خلال عدة برامج تدريبية، أسهمت في خلق فرص عمل جديدة لهذه الفئة، كالعمل في محلات تنسيق الزهور وتغليف الهدايا وصيانة الجوال وبيع العطور وغيرها، بحسب ما يفيد عبد الله الحميدي، الأمين العام للجمعية السعودية الخيرية لرعاية الأرامل والمطلقات (أيامى) بالرياض.
وأوضح الحميدي لـ«الشرق الأوسط» أن البرنامج المسمى «منح أيامى التأهيلية»، هو برنامج تدريبي تأهيلي لتأهيل الأرامل والمطلقات لسوق العمل في عدة مجالات متنوعة، ويأتي هذا البرنامج بدعم من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من خلال مشروعه الخيري للمساهمة في تمكين الجهات الخيرية والتخصصية على مستوى المملكة، حرصا منه على بذل السبل الممكنة لتحويل الأسر إلى أسر منتجة وفاعلة وفقا لـ«رؤية التحول الوطني 2020» وكذلك «رؤية المملكة 2030».
وبسؤاله عن مجالات البرنامج، أفاد بأنه يضم مرحلتين، الأولى برنامج تدريبي لتحديد الاتجاه الوظيفي للمشاركات مدته ثلاثة أيام بواقع 15 ساعة تدريبية. والمرحلة الثانية تتمثل في البرنامج التخصصي في 4 باقات تأهيلية، وتحتوي كل باقة على عدة دورات تدريبية، تأتي هذه الباقات على النحو التالي: خدمة العملاء - المبيعات - السكرتارية - الموارد البشرية، بحسب قوله.
وأبان الحميدي أن عدد المستفيدات من البرنامج بلغ مائتي سيدة من فئة الأرامل والمطلقات وبناتهن. وعن المشروعات الناجحة التي خرجت للنور، أفصح الحميدي بأنها تضم عدة جوانب، منها ما هو تربوي، ومهني، وقانوني، واقتصادي، وترفيهي، وتطوعي. وبسؤاله عن دور البرنامج في صقل مهارات الفتيات وتمكينهن من تحقيق دخل ثابت، أشار إلى استراتيجية «التحول الوطني 2020» و«رؤية المملكة 2030» في سعودة أغلب القطاعات وتأنيث البعض منها، ودور ذلك في دعم توظيف المرأة.
وأكد الحميدي أن ذلك ساهم في خلق فرص كثيرة في عدة مجالات، كمحلات تنسيق الزهور وتغليف الهدايا وصيانة الجوال وبيع العطور وغيرها، مفيدا بولادة فرص وظيفية متعددة للمرأة على وجه العموم ومستفيدات الجمعية على وجه الخصوص، ممن شاركن في الدورات التأهيلية والتدريبية والمهنية التي تمكنهن من دخول سوق العمل وتحقيق دخل ثابت لهن يتناسب مع طموحهن ورغبتهن.
وعن دور مشروع دعم الجمعيات الخيرية في البرنامج، شدد الحميدي على أن القطاع الخيري يحظى بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، مضيفا: «مشروع محمد بن سلمان الخيري هو امتداد لكريم بذله وجميل عطائه في تمكين الجمعيات الخيرية على مستوى المملكة من خلال تفقد أحوال الناس والسعي على راحتهم وتلمس حاجاتهم».
وأضاف الحميدي: «تشرفت الجمعية السعودية الخيرية لرعاية الأرامل والمطلقات (أيامى) بثقة ولي العهد، في دعمها للقيام ببرامج نوعية، فكان لها نصيب فئتين غاليتين عزيزتين هما إحدى اهتماماته، فئة الأرامل والمطلقات، مما كان له الأثر البالغ في دعم مسيرة هاتين الفئتين وتسريع عجلة الانخراط في المجتمع والقيام بواجباتهن بعد فقد العائل لهن».
جدير بالذكر أن جمعية أيامى هي جمعية سعودية خيرية تنموية تأسست نظراً لتفاقم مشكلة الطلاق وما تخلفه من آثار اجتماعية سلبية، إضافة إلى واقع الأرامل الذي يحتاج إلى رعاية متخصصة بهن، وصدرت الموافقة على تأسيسها قبل نحو 4 أعوام، وسُجلت في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية برقم 643، لتغطي أنشطتها وبرامجها وخدماتها المتنوعة جميع محافظات ومراكز منطقة الرياض.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».