هجوم يستهدف السفارة الفرنسية ومقر الجيش في بوركينا فاسو... ومقتل 4 مهاجمين

باريس قالت إن الوضع «تحت السيطرة»... وماكرون يتابع

سحب من الدخان الأسود تغطي منطقة الهجوم (أ.ف.ب)
سحب من الدخان الأسود تغطي منطقة الهجوم (أ.ف.ب)
TT

هجوم يستهدف السفارة الفرنسية ومقر الجيش في بوركينا فاسو... ومقتل 4 مهاجمين

سحب من الدخان الأسود تغطي منطقة الهجوم (أ.ف.ب)
سحب من الدخان الأسود تغطي منطقة الهجوم (أ.ف.ب)

أفادت مصادر مقربة من وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن الوضع «تحت السيطرة» في السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي في واغادوغو اللذين تعرضا لهجوم صباح اليوم (الجمعة).
وقالت «الوضع تحت السيطرة فيما يتعلق بالبعثات الدبلوماسية الفرنسية» فيما اكدت حكومة بوركينا فاسو أن «هجوما» استهدف السفارة الفرنسية ومقر قيادة القوات المسلحة في واغادوغو مشيرة إلى مقتل اربعة مهاجمين.
وأوضح البيان الذي نشر على موقع مكتب الاعلام في حكومة بوركينا فاسو أن «الوحدات الخاصة التابعة لقوات الدفاع والأمن تجري عملية. وليس هناك أي حصيلة متوفرة في الوقت الراهن».
 من جانبه، أُبلغ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بتطورات الوضع في واغادوغو كما أفادت أوساط الإليزيه وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال قصر الإليزيه إن رئيس الدولة «يتابع بانتباه شديد ما يحصل، وان الرعايا الفرنسيين المتواجدين في واغادوغو يجب أن يتبعوا تعليمات السفارة» عبر البقاء في أماكن تواجدهم.
وكانت الشرطة في بوركينا فاسو ذكرت في وقت سابق الجمعة إن هجوما إرهابيا يجري في وسط العاصمة واغادوغو قرب مكتب رئيس الوزراء وحول مكتب الأمم المتحدة.
وقالت السفارة الفرنسية إن مقرها ومبنى المركز الفرنسي يتعرضان لهجوم.
وكتبت السفارة في رسالة مقتضبة على صفحتها على موقع «فيسبوك» قبيل الساعة 11 بتوقيت غرينتش: «هجوم جار على سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي. ابقوا في أماكنكم».
وكان سفير فرنسا في منطقة الساحل بغرب أفريقيا قد قال في وقت سابق اليوم إن «هجوما إرهابيا» وقع في واغادوغو بعد أن هز انفجار مقر الجيش هناك.
وقال السفير جان مارك شاتنييه في تغريدة على «تويتر»: «هجوم إرهابي هذا الصباح في واغادوغو في بوركينا فاسو: نتضامن مع الزملاء والأصدقاء من بوركينا فاسو».
وأضاف أنه ينصح بتجنب وسط المدينة.
وكان مراسل وكالة الصحافة الفرنسية قد سمع إطلاق نار كثيفا صباح اليوم بالقرب من السفارة الفرنسية في بوركينا فاسو، وذكر شهود عيان أن خمسة مسلحين ترجلوا من سيارة وأطلقوا النار على مارة قبل التوجه إلى السفارة.
وأفاد شهود آخرون عن وقوع انفجار بالقرب من هيئة أركان القوات المسلحة والمعهد الفرنسي، في وسط العاصمة.
وقال شاهد لوكالة رويترز للأنباء إن مسلحين مقنعين يرتدون حقائب ظهر هاجموا حراسا عند مدخل مقر جيش بوركينا فاسو بعد انفجار هز المبنى.
وبوركينا فاسو هي إحدى الدول الواقعة في جنوب الصحراء الكبرى، التي تكافح التنظيمات المتطرفة.
وقد تسببت حركة التمرد بمقتل المئات ودفعت عشرات آلاف السكان إلى إخلاء منازلهم ووجهت ضربة قاسية إلى الاقتصاد الذي يعتبر من بين الأفقر في العالم.
وفي 13 أغسطس (آب) الماضي، أطلق مسلحان النار على مطعم في الجادة الرئيسية في واغادوغو، ما أدى إلى مقتل 19 شخصا وإصابة 21 آخرين. ولم تعلن أي جهة تبنيها لهذا الاعتداء.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.