رفض غربي في مجلس الأمن لشرعنة «تطهير» الغوطة

TT

رفض غربي في مجلس الأمن لشرعنة «تطهير» الغوطة

رفضت الولايات المتحدة بشدة مشروع بيان رئاسي خاص بسوريا اقترحته روسيا على بقية أعضاء مجلس الأمن بهدف الحصول على غطاء دولي من أجل «تأمين»، ما تسميه موسكو «ممرات إنسانية» لإجلاء نحو 400 ألف من المحاصرين في الغوطة الشرقية، مما اعتبره دبلوماسي غربي «محاولة روسية لتطهير المنطقة من سكانها».
وحصلت «الشرق الأوسط» على وثيقة تتضمن اقتراحات أميركية لإدخال تعديلات عميقة على مشروع البيان الرئاسي الروسي.
وأشار دبلوماسي غربي إلى أن «الخلافات مستحكمة»، مستبعداً أن يجري التوصل إلى اتفاق وسط بين الطرفين. واستشهد بـ«كيفية تعامل روسيا مع القرار 2401 الذي أصدره المجلس في نهاية الأسبوع، ولا يزال حبراً على ورق، لأن لديهم مشروعهم الخاص للغوطة الشرقية».
وتنص الفقرة الأولى من مشروع البيان الرئاسي الروسي على أن المجلس «بالإشارة إلى قراره الرقم 2401 يحض كل الأطراف على تنفيذه، وتحقيقاً لهذه الغاية يحض أيضاً كل الجماعات المسلحة، وكل الدول الأعضاء التي لديها نفوذ عليها على ضمان سلامة الممرات الإنسانية المعلنة للإجلاء من الغوطة الشرقية في سوريا».
ويجعلها التعديل الأميركي تنص على أنه «بالإشارة إلى قراره الرقم 2401 يحض كل الأطراف على تنفيذه تماماً وتحقيقاً لهذه الغاية يحض أيضاً السلطات السورية، وكل الدول الأعضاء التي لديها نفوذ على السلطات السورية، وكل الجماعات المسلحة، وكل الدول الأعضاء التي لديها نفوذ عليها على ضمان الوقف التام والفوري على مستوى البلاد وقف الأعمال العدائية من دون إبطاء لما لا يقل عن 30 يوماً متعاقبة طبقاً للقرار 2401».
وأدخل المفاوضون الأميركيون توضيحات جوهرية على الفقرة التالية كي «يطالب المجلس مجدداً بوقف فوري للأعمال العدائية من دون إبطاء لما لا يقل عن 30 يوماً متعاقبة»، مشدداً على أن «هناك ضرورة ملحّة لأن تمتثل السلطات السورية والدول الأعضاء بالفترة الكاملة لوقف الأعمال العدائية والسماح بالوصول الإنساني الفوري الأمن وغير المعرقل وبالإجلاءات الطبية من دون شروط استناداً إلى الحاجة».
بيد أنهم أبقوا الفقرة الثالثة على حالها، وتفيد بأن مجلس الأمن «يكرر مطالبته بأن تمتثل كل أطراف النزاع، وتحديداً السلطات السورية، فوراً لواجباتها تحت القانون الدولي، بما فيه القانون الإنساني الدولي».
وأضافوا فقرة جديدة تنص على أن المجلس «يرحب بالالتزامات المعلنة للتنفيذ التام للقرار 2401 من قبل جماعات المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، والجيش السوري الحر، وجيش الإسلام، وفصائل الرحمن، وأحرار الشام»، فضلاً عن «مطالبة السلطات السورية بتقديم موافقات على التوصيلات الإنسانية المخطط لها إلى الغوطة الشرقية من دون المزيد من الإبطاء، وبالاستناد إلى القرار 2401، ضمان الترخيص السريع لتوصيلات الأمم المتحدة الأسبوعية للمساعدة الإنسانية، وبالتحديد إلى المناطق المحاصرة والأماكن المصنفة من الأمم المتحدة بأنه يصعب الوصول إليها».
وشطب المفاوضون الأميركيون دعوة المجلس إلى «إنشاء ممرات إنسانية مشابهة في التنف والركبان»، مضيفين: «التنديد بشدة بالتقارير عن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في منطقة الشيفونية بالغوطة الشرقية في 25 فبراير (شباط) 2018 مما أدى إلى إصابة 16 شخصاً، بينهم ستة أطفال»، إلى فقرة أخرى: «يلحظ فيها بانزعاج التقارير عن أعمال متكررة غير متسقة مع القرار 2139، وخصوصاً الاستخدام العشوائي من السلطات السورية للأسلحة في المناطق الآهلة، بما في ذلك القصف واستخدام البراميل المتفجرة في الغوطة الشرقية».
وأدخلوا فقرة تنص على أن المجلس «يندد بشدة بالتقارير التي تفيد عن وقوع هجمات متكررة على المرافق الطبية والبنى التحتية المدنية في الغوطة الشرقية وفي كل أنحاء سوريا بما يتنافى مع القرار 2286»، مكرراً مطالبته بأن «تمتثل كل أطراف النزاعات المسلحة بصورة تامة لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان، بحسب الاقتضاء، والقانون الإنساني الدولي، ولا سيما التزاماتها بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949 والالتزامات المنطبقة عليها بموجب البروتوكولين الإضافيين لعامي 1977 و2005، لضمان احترام وحماية كل أشكال الرعاية الطبية والموظفين العاملين في مجال المساعدة الإنسانية، الذين يعملون حصرا في المهمات الطبية ووسائل نقلهم ومعداتهم، فضلا عن المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى، وتيسير المرور الأمن ومن دون إعاقة للموظفين الطبيين وموظفي المساعدة الإنسانية الذين يعملون حصراً في المهمات الطبية ومعداتهم ووسائل النقل واللوازم، بما في ذلك المعدات الجراحية إلى جميع الأشخاص المحتاجين، بما يتسق مع القانون الإنساني الدولي».
وطالبوا السلطات السورية بـ«القيام بكل الأعمال التحضيرية اللازمة والتصاريح للسماح بعمليات إجلاء طبي فورية وغير مشروطة».
وطلبوا من الأمين العام أنطونيو غوتيريش أن يرسل على وجه السرعة بعثة إلى الرقة لتقييم الحاجات الإنسانية هناك.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».