مقتل 50 مسلحاً حوثياً في معارك مع الجيش اليمني في نهم والبيضاء

TT

مقتل 50 مسلحاً حوثياً في معارك مع الجيش اليمني في نهم والبيضاء

لقي 50 مسلحا حوثيا على الأقل، حتفهم، أمس، في معارك ضارية خاضتها ضد الميليشيات الانقلابية قوات الجيش اليمني المسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية، في جبهتي البيضاء ونهم، بينهم قادة ميدانيون في الجماعة الموالية لإيران.
وأفادت مصادر رسمية عسكرية بأن القوات الحكومية مسنودة بغطاء جوي من طيران التحالف العربي خاضت أمس معارك عنيفة مع المتمردين الحوثيين في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء. وقال الموقع الرسمي للجيش اليمني، إن المعارك تركزت في مناطق جبهة الميمنة في المديرية ذات التضاريس الوعرة، وشملت «سلسلة التباب الواقعة شمال منطقة ضبوعة، وجاء اندلاعها إثر هجمات للميليشيا الحوثية صدتها قوات الجيش».
وبحسب المصدر الرسمي «أسفرت المعارك عن مقتل ما لا يقل عن 17 عنصرا من الميليشيا الحوثية بينهم ثلاث قيادات ميدانية، وهم أشرف عبده حاتم شامخ، وعبد العزيز محمد العقيبي، وأشرف عبد القوي الشامي، وإصابة العشرات».
كما تمكنت قوات الشرعية من أسر 33 عنصرا بينهم أربعة قيادات ميدانية، في الجماعة الانقلابية، بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف للجيش «على مواقع الميليشيا الحوثية غرب منطقة ضبوعة، وقرية الحول، أسفر عن تدمير عربة عسكرية وأخرى مدرعة». وأكدت المصادر أن طيران التحالف العربي واكب المعارك مستهدفا المتمردين في عدة مواقع في المناطق الجبلية التي يتحصنون بها.
وفي جبهة محافظة البيضاء، أحرزت قوات الجيش مسنودة بمقاومة شعبية تقدما ميدانيا كبيرا شرق المحافظة، في إطار عملية عسكرية جديدة بدأتها أمس في مديرية ناطع. وأدت المعارك، بحسب الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر نت» إلى «تحرير جبال الحمراء الشمالية والجنوبية، وشعب وجبل صوران الاستراتيجي، غرب منطقة أعشار».
كما تمكنت قوات الجيش من «تحرير مواقع المجرور، وساحة، وحمراء القحوز، وحمراء النجر، في وقت تتصاعد فيه المعارك بمنطقة المسوح».
وقالت المصادر الرسمية إن القوات الشرعية «تخوض معارك ضد الميليشيا الحوثية في جبال القرحاء، القريبة من جبل فضحة الاستراتيجي، وهي أولى مناطق مديرية الملاجم» المجاورة. وبعد تحرير «جبال الحمراء المطلة على منطقة المسوح»، أفادت المصادر بأن القوات «تقدمت باتجاه جبل الظهر، وقطعت خطوط إمداد الميليشيا الحوثية إلى عقبة القنذع».
وبالتزامن طالت ضربات التحالف العربي مواقع وآليات قتالية للميليشيا الحوثية في «شعب لبان، غرب جبل الظهر، وفي منطقة المسوح، بمديرية ناطع، إضافة إلى غارات أخرى استهدفت مواقع للميليشيا في عقبة القنذع بمديرية نعمان». وأدت المعارك وضربات الطيران، وفقا لما أفاد به موقع الجيش اليمني، إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا، من بينهم 25 مسلحا لقوا مصرعهم في معارك تحرير جبال الحمراء.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.