لافروف: سنواصل دعم النظام... ولا نعارض خروج «النصرة» من الغوطة

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر نزع السلاح في جنيف (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر نزع السلاح في جنيف (رويترز)
TT

لافروف: سنواصل دعم النظام... ولا نعارض خروج «النصرة» من الغوطة

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر نزع السلاح في جنيف (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر نزع السلاح في جنيف (رويترز)

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم (الأربعاء)، أن بلاده لن تعارض خروج جبهة النصرة من الغوطة الشرقية في حال تم الاتفاق على ذلك.
وحمل وزير الخارجية الروسي فصائل المعارضة السورية مسؤولية إنجاح «الهدنة الإنسانية» في الغوطة الشرقية، مضيفاً أن بلاده ستواصل دعم قوات النظام السوري «للقضاء على التهديد الإرهابي».
كما أكد أن النظام السوري تخلص من مخزون الأسلحة الكيماوية، ووضعه تحت السيطرة الدولية رغم «المزاعم السخيفة» الموجهة له.
إلى ذلك، اتهم لافروف في كلمة أمام مؤتمر نزع السلاح، الذي يقام تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف الولايات المتحدة وحلفاءها «باستغلال مزاعم لا أساس لها من الصحة عن استخدام النظام السوري لأسلحة سامة، كأداة تخطيط سياسي مناهض لسوريا».
من جانبه قال روبرت وود المبعوث الأميركي في مؤتمر نزع السلاح إن روسيا خرقت التزاماتها كضامن لتدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية ومنع نظام الأسد من استخدامها.
وأضاف للصحافيين في جنيف قبل وقت قصير من إلقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمته في المنتدى: «تقف روسيا في الجانب الخاطئ من التاريخ، فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا».
وأجاب ردا على سؤال عما يثار عن علاقة تعاون بين كوريا الشمالية وسوريا بقوله: «من الواضح أن هناك علاقة طويلة بين كوريا الشمالية وسوريا، فيما يتعلق بالنشاط الصاروخي والأسلحة الكيماوية ومكوناتها».
وبالعودة إلى لافروف، فقد حمل وزير الخارجية الروسي في وقت سابق اليوم فصائل المعارضة السورية مسؤولية إنجاح «الهدنة الإنسانية» في الغوطة الشرقية، مضيفا أن بلاده ستواصل دعم قوات النظام السوري «للقضاء على التهديد الإرهابي».
وقال لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: «أعلنت روسيا والنظام السوري إقامة ممرات إنسانية في الغوطة الشرقية. الدور الآن على المسلحين (من فصائل المعارضة) والأطراف الراعية لهم للتحرك».
وتابع: «ندعو أعضاء ما يسمى التحالف الأميركي إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرته بما في ذلك مخيم الركبان للاجئين وكامل المنطقة المحيطة بالتنف».
وأفاد ناشطون سوريون، أن روسيا شنت 46 غارة جوية استهدفت مدنا وبلدات في الغوطة الشرقية، في خرق تام للهدنة الروسية «القصيرة» التي ترنحت، إثر اتهامات متبادلة بين موسكو والمعارضة السورية باستهداف ممرات لخروج المدنيين من المنطقة المحاصرة منذ سنوات، التي شهدت خلال الأيام الأخيرة أدمى لحظاتها.
ولا يزال نحو ألف مصاب ومريض يقبعون في الغوطة بانتظار الاتفاق على «ممرات آمنة» من قبل كل الأطراف المعنية، في حين تخشى منظمة الصحة العالمية هلاكهم، لا سيما إثر سقوط الهدنة، بعد ساعات قليلة على دخولها حيز التنفيذ.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».