الجيش المصري يعلن مقتل 11 «إرهابياً» في سيناء

خسر ضابطاً ومجندين في العمليات ضد أوكار «التكفيريين»

الجيش المصري يواصل تنفيذ عملياته في سيناء لمطاردة الإرهابيين (صورة وزعها المتحدث العسكري)
الجيش المصري يواصل تنفيذ عملياته في سيناء لمطاردة الإرهابيين (صورة وزعها المتحدث العسكري)
TT

الجيش المصري يعلن مقتل 11 «إرهابياً» في سيناء

الجيش المصري يواصل تنفيذ عملياته في سيناء لمطاردة الإرهابيين (صورة وزعها المتحدث العسكري)
الجيش المصري يواصل تنفيذ عملياته في سيناء لمطاردة الإرهابيين (صورة وزعها المتحدث العسكري)

أعلن الجيش المصري، أمس، مقتل 11 شخصاً من «العناصر الإرهابية» خلال مواجهات مع قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء، وأكد في الوقت نفسه سقوط ضابط ومجندين ضحايا خلال العمليات ذاتها ضد أوكار «التكفيريين» التي تتواصل منذ أكثر من أسبوعين.
وأعلن المتحدث العسكري المصري، العقيد تامر الرفاعي، أمس، البيان الرقم 12 الصادر باسم القوات المسلحة، منذ بدء ما أطلق عليه «العملية الشاملة سيناء 2018»، التي طالت بحسب بيانات رسمية عسكرية «كل أنحاء البلاد».
وأوضح البيان العسكري أنه تم «إحباط محاولة انتحارية للعناصر الإرهابية لاستهداف عناصر القوات المسلحة، وتم القضاء على 4 تكفيريين مسلحين شديدي الخطورة يرتدون أحزمة ناسفة، وزياً عسكرياً مشابهاً لعناصر القوات المسلحة». كذلك أشار إلى «ضبط الأجهزة الأمنية لبؤرة إرهابية شديدة الخطورة بمدينة العريش والقضاء على 7 من العناصر التكفيرية المسلحة خلال تبادل لإطلاق النيران، وعثر بحوزتهم على 3 بنادق آلية، وعبوتين ناسفتين مجهزتين للتفجير».
وأفاد بأن «ضابط صف ومجندين استشهدوا في العمليات، فيما أصيب 3 ضباط و4 مجندين». كما لفت المتحدث العسكري إلى أن «القوات الجوية استهدفت ودمرت 20 هدفاً وعدداً من المقار التي تستخدمها العناصر الإرهابية كقاعدة للانطلاق، بالإضافة إلى سيارتين مفخختين، كما قصفت المدفعية 185 هدفاً بمناطق العمليات تمثل أماكن اختباء وتخزين أسلحة وذخائر للعناصر الإرهابية بعد توافر معلومات مؤكدة حول هذه الأهداف».
وكان رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمد فريد، طلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أثناء افتتاح الأخير مقر قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، الأحد الماضي، زيادة المدى الزمني للعمليات العسكرية التي كان رئيس الجمهورية حددها بـ3 أشهر لـ«تطهير سيناء من العناصر الإرهابية، واستعادة الأمن».
وأكد بيان الجيش، أمس، اكتشاف مخزن للأسلحة مدفون تحت الأرض عثر بداخله على 4 رشاشات آلية، و6 بنادق، ومسدس 9 ملم، وخزانة ونظارة ميدان وجهاز لاسلكي و3 قنابل هجومية، وكميات كبيرة من ذخائر «آر بي جي». ولفت إلى تدمير 375 ملجأ ومخزناً وخنادق مجهزة هندسياً خاصة بالعناصر الإرهابية عثر بداخلها على عدد من الأسلحة وكميات من الذخائر والقنابل اليدوية والمتفجرات، وكميات كبيرة من المواد المخدرة ومواد الإعاشة والوقود والإطارات الجديدة وقطع غيار السيارات.
وأعلن الجيش، في بيانه، تدمير أو مصادرة 18 سيارة مختلفة، و71 دراجة نارية من دون لوحات معدنية، وتم اكتشاف بعضها داخل حفر تحت الأرض، فيما اكتشف عناصر الهندسة العسكرية فتحتي أنفاق تستخدم في نقل المعدات والتجهزيات للإرهابيين. كذلك أعلن تفجير وإبطال مفعول 27 عبوة ناسفة تم زراعتها لاستهداف قوات الأمن بمناطق المداهمات.
وألقت قوات الأمن القبض على 641 فرداً من العناصر الإجرامية، وأفرجت أيضاً عن 1447 فرداً «بعد التحقق من هوياتهم، وعدم التورط في أعمال مخالفة للقانون»، بحسب البيان.
ولفت المتحدث العسكري المصري إلى أن الجيش مستمر في «تلبية المطالب والحاجيات التموينية لأهالي شمال ووسط سيناء، عن طريق توزيع كميات كبيرة من الحصص التموينية، وفتح كثير من المنافذ التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية لإمداد المواطنين بجميع السلع والمواد الغذائية».
في غضون ذلك، أفاد الجيش المصري بأن القوات الجوية اكتشفت ودمرت سيارتي دفع رباعي «محملة بكميات من الذخائر والمواد شديدة الانفجار على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي خلال محاولتها التسلل إلى الأراضي المصرية». وفي الاتجاه الغربي أيضاً تمكنت قوات حرس الحدود من ضبط محاولة لتهريب 30 سلاحاً نارياً، وإحباط 4 محاولات للهجرة غير الشرعية والقبض على 419 متسللاً من جنسيات مختلفة، كما ضبطت 50 ألف قرص مخدر وكميات من الحشيش والأجهزة الإلكترونية المهربة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.