افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمس، منتدى الرياض الدولي الإنساني، ودشن المنصة الإلكترونية للمساعدات السعودية.
وأشاد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، المستشار في الديوان الملكي، في كلمة أمام الاجتماع، بدور المركز في مجال المساعدات، مشيراً إلى أنه استطاع منذ إنشائه قبل فترة وجيزة، الإسهام في رفع المعاناة الإنسانية عن المجتمعات المتضررة في 40 دولة بأربع من قارات العالم من خلال 330 مشروعاً إغاثياً، وأن ينقل صورة مشرّفة عن البعد الإنساني الذي تنتهجه السعودية، وقيادتها الكريمة وشعبها المحب للخير، بعيداً عن أي دوافع أخرى. وقال إن تلك الخطوات تحققت من خلال الشراكة مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية غير الربحية.
وقال الربيعة: «نحتفل بتدشين منصة المساعدات السعودية التي أقيمت بتوجيه خادم الحرمين الشريفين في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتعد أول منصة تقام في المنطقة بهذا الحجم لتعرض الجهود الإغاثية والإنسانية والإنمائية التي تسهم بها المملكة، وتشارك فيها العديد من الوزارات والجهات المعنية في السعودية، وبنيت على أعلى المعايير الدولية». ولفت إلى أن ذلك يتزامن مع إصدار «المجلة الدولية الإنسانية» للمركز نسختها الأولى، التي تعنى بالبحوث العلمية في الجانب الإغاثي والإنساني، وتمكّن المركز من دعم المناطق التي تحتاج إلى جهود إغاثية وإنسانية، وتطوير العمل الإنساني فيها.
من جهته دعا أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمة مسجلة، قادة العالم والحكومات والشعوب في كل مكان، إلى التضامن مع الذين يعانون من الصراعات والكوارث. وقال: «مع زيادة الاحتياجات أكثر من أي وقت مضى، يجب علينا أن نعمل أكثر على مساعدة الضعفاء وضمان حماية المدنيين». وأضاف أن «الأزمات في سوريا والعراق وليبيا والأراضي الفلسطينية المحتلة تسببت في الكثير من المعاناة، ومع هذا فإن العاملين في مجال الأعمال الإنسانية يواجهون العديد من العقبات للوصول إلى المحتاجين بما فيها من تهديد لحياتهم». وبيّن أن «العمل الإنساني فعّال، والقيام به في وقته له أهمية قصوى. ففي العام الماضي أسهم المجتمع الدولي في درء خطر المجاعة عن جنوب السودان والصومال واليمن وشمال شرقي نيجيريا. وصنع الدعم المقدم من المانحين، الفرق بين الحياة والموت».
من جانبه قال رشيد خاليكوف، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشراكات الإنسانية مع الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إن «السعودية تعد من أهم الدول في العالم في مجال تقديم المساعدات الإنسانية وتغطية متطلبات العمليات الإنسانية والحد من الفقر والجوع والأمراض المعدية»، مؤكداً أن عقد منتدى الرياض الدولي الإنساني خطوة حكيمة لدعم الأعمال الإنسانية ويشير لأهمية السعودية».
وخلال الحفل كرّم خادم الحرمين الشريفين كبار المتبرعين، وهم: أوقاف الشيخ سليمان الراجحي، وأوقاف الشيخ صالح الراجحي، وأوقاف عبد الله ومحمد السبيعي، ومطلق الغويري، ومؤسسة الجميح الخيرية، وعبد الإله بن محفوظ، والراعيين وهما: البنك السعودي الفرنسي، والبنك الأهلي.
وفي كلمته أشار السفير عبد الله المعلمي المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة، إلى أن السعودية بادرت دوماً إلى مد يد العون والإسناد إلى كل بقاع الأرض، وأن دولاً عديدة استفادت من العون السعودي، بمختلف أشكاله. وأضاف: «ارتفعت نسبة المساعدات السعودية إلى إجمالي الدخل القومي لتتجاوز 0.7 في المائة المتفق عليها دولياً». وتابع: «كلنا يعرف عن المبادرة الأخيرة التي أطلقتها السعودية وشقيقاتها من دول التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن، التي بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار، والتي ستؤدي إلى نقلة نوعية في مستوى العون الإنساني باليمن».
وفي الجلسة رفيعة المستوى عن المساعدات الإنسانية، ذكر المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن التحديات الكبيرة التي تواجه العمل الإنساني في مناطق مختلفة من العالم تحتم إعادة النظر في السياسات والإجراءات والأنظمة بما يمكّن الجهات التي تقدم العمل الإنساني من تنفيذ المساعدات الإنسانية على الأرض. وتابع: «نعيش في زمن يحتاج إلى مزيد من تمويل العمليات الإنسانية، وهذا يجعلنا أكثر احتياجاً للعمل سوياً معاً في إيجاد مبادرات جديدة والتنسيق بين الجهات المانحة والجهات المنفذة، وأن نحول المجتمعات المستفيدة إلى مجتمعات فاعلة ومنتجة».
ودعا الربيعة إلى الاستفادة من التقنيات المتاحة لتقليل تكلفة الأعمال اللوجيستية في العمل الإنساني، وفي الوصول للمجتمعات الأكثر تضرراً، مؤكداً أهمية الشراكات في العمل الإنساني التي أصبحت أكثر صعوبة وتعقيداً لوجود تحديات على الأرض بسبب الصراعات أو الكوارث.
وشدد مانويل بيسلر رئيس وحدة المساعدات الإنسانية السويسرية نائب رئيس الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، على أن تقديم المساعدات الإنسانية لا يحل المشكلات السياسية، مطالباً بالعمل مع الشركاء لإنفاق الأموال بطريقة فعّالة مع إيجاد طرق ووسائل جديدة لتوصيل المساعدات لمستحقيها والتغلب على التحديات.
وأشار الدكتور سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية بالإمارات العربية المتحدة إلى أن السعودية سبّاقة دائماً وتعمل بالخفاء ودون رياء لتقديم المساعدات إلى المحتاجين، وآخرها تقديم العون للمنكوبين في الغوطة الشرقية.
وأضاف الشامسي أن العمل الإنساني يواجه تحديات كبيرة، ويجب بذل الجهود ووضع آلية والتنسيق والتمسك بمبادئ العمل الإنساني لتخطي الأزمات.
وبيّن أن أسباب الحاجة للعمل الإنساني تغيرت، كما حدث من التغير المناخي في منطقة الكاريبي، مشيراً إلى أن الأطفال والنساء هم الأكثر استهدافاً في الصراعات ولا بد من العمل لحمايتهم، كما ينبغي النظر لأسباب الصراعات ونشر الوعي والمرونة في العمل الإنساني والمساءلة والشفافية كي نحدث فارقاً في عملنا.
اتفاقيتان مع «منظمة الهجرة» لدعم الروهينغا والسوريين
- وقّع المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله الربيعة اتفاقيتي مشروعين مع المنظمة الدولية للهجرة، وذلك على هامش منتدى الرياض الدولي الإنساني. ويهتم المشروع الأول بقطاع المياه والإصحاح البيئي لتوفير المياه وحلول الصرف الصحي وفق المعايير لنازحي الروهينغا بمخيم كوكس بازار في بنغلاديش بمبلغ 2.2 مليون دولار.
أما المشروع الثاني، فيشمل الدعم النفسي والمجتمعي للمواطنين السوريين المتضررين من الأزمة الإنسانية في اليونان بمبلغ 600 ألف دولار، ويخدم 1150 مستفيداً، ويهدف المشروع إلى تعزيز تقديم المساعدة النفسية الاجتماعية والوساطة الثقافية في مركز الاستقبال بالجزر اليونانية، وتوفير التدريب المهني للقُصر غير المصحوبين من الأصول السورية في مرافق الإقامة المتخصصة باليونان.