لاكروا: «يونيفيل» تؤدي دوراً مهماً لمنع التصعيد بين لبنان وإسرائيل

عون قال إن بيروت حريصة على الهدوء ومستعدة للدفاع عن نفسها

الحريري استقبل أمس المسؤول الأممي جان بيار لاكروا والمنسقة الخاصة في لبنان وقائد قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (دالاتي ونهرا)
الحريري استقبل أمس المسؤول الأممي جان بيار لاكروا والمنسقة الخاصة في لبنان وقائد قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (دالاتي ونهرا)
TT

لاكروا: «يونيفيل» تؤدي دوراً مهماً لمنع التصعيد بين لبنان وإسرائيل

الحريري استقبل أمس المسؤول الأممي جان بيار لاكروا والمنسقة الخاصة في لبنان وقائد قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (دالاتي ونهرا)
الحريري استقبل أمس المسؤول الأممي جان بيار لاكروا والمنسقة الخاصة في لبنان وقائد قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (دالاتي ونهرا)

أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن لبنان مستعد للدفاع عن نفسه إذا أقدمت إسرائيل على الاعتداء عليه، في وقت شدّد فيه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، على أن «اليونيفيل» تؤدي دوراً مهماً جداً في منع أي تصعيد بين البلدين.
وكان النزاع الحدودي الأخير بين لبنان وإسرائيل وقيام الأخيرة ببناء جدار فاصل في منطقة الناقور محور اللقاءات، التي عقدها أمس لاكروا مع رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري, اضافة إلى المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم.
وأبلغ عون، لاكروا، أن «لبنان حريص على استمرار الهدوء والاستقرار في الجنوب، لكنه في المقابل مستعد للدفاع عن نفسه إذا أقدمت إسرائيل على الاعتداء عليه»، لافتاً إلى «استمرار الخروق الإسرائيلية لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 وانتهاك الأجواء اللبنانية لقصف الأراضي السورية».
وأشار إلى أن «محاولة إسرائيل بناء جدار إسمنتي على الحدود الجنوبية، لا سيما في النقاط الـ13 من الخط الأزرق المتحفظ عليها، اعتداء إضافي على السيادة اللبنانية».
ونوه عون بـ«الجهود التي تقوم بها قوة (اليونيفيل) العاملة في الجنوب»، محيياً «ذكرى شهدائها الـ183 الذين قضوا منذ عام 1978 حتى اليوم في سبيل السلام»، معتبراً أن «خفض موازنة (اليونيفيل) سيكون له وقع سلبي على فاعلية دورها الذي يكتسب أهمية خاصة في هذه الفترة بالذات التي تشهد فيها توتراً على الحدود نتيجة التهديدات الإسرائيلية».
وأثار الرئيس عون مع لاكروا مسألة النازحين السوريين في لبنان وتداعياتها، فدعا إلى «إيجاد حلول سريعة تنهي معاناتهم».
وكان لاكروا عرض للرئيس عون الانطباعات التي تكونت لديه بعد زيارته إلى الحدود، فأكد «عمل اليونيفيل من أجل المحافظة على الاستقرار»، وشدد على «مواصلة عمل القوة الدولية واجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية التي تجتمع دورياً».
وبعد لقائه عون قال المسؤول الأممي: «إننا نحظى بتعاون وثيق مع الجيش اللبناني الذي ضاعف وجوده أخيراً في منطقة عمل اليونيفيل التي تتولى مهمة ارتباط بين الأفرقاء، وهذا دور مهم يسمح بالتحاور وتخفيض التوترات». وأضاف: «نتولى القيام به بطيبة خاطر خصوصاً عبر الآلية الثلاثية. وقد ارتدى هذا الدور طابعاً خاصاً في مسألة إعلان إسرائيل نيتها بناء جدار، وهي مسألة يتم بحثها ضمن الآلية الثلاثية، واليونيفيل بقيادة قائدها تلعب دوراً مفيداً في هذا الأمر».
ولفت إلى أن «ما نقوم به يسهم في تخفيض التوتر ويتلاءم مع ما تضطلع به اليونيفيل لمنع أي حادث من أن يؤجج التشنجات، ومن المهم أن نواصل لعب هذا الدور، لا سيما عند وجود تشنجات كلامية، وهذا ما نوليه عناية كذلك».
وكان عون زار صباحا قيادة الجيش حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون، وبحث معه الأوضاع الأمنية في البلاد ومهمّات المؤسسة العسكرية واحتياجاتها المختلفة. ونوّه رئيس الجمهورية بجهود الجيش للحفاظ على استقرار البلاد والدفاع عن الوطن في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب، وشدّد خلال الاجتماع على ترسيخ الوضع الأمني في البلاد. كما أكّد وحدة الموقف الرسمي والشعبي الداعم لجهوزية الجيش على الحدود الجنوبية لضمان حقوق لبنان في حدوده البرية والبحرية واستثمار كامل موارده النفطية والاقتصادية، وذلك جنباً إلى جنب مع الحفاظ على استقرار هذه المنطقة بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية تنفيذاً للقرار 1701.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.