الوفد المصري يبدأ في غزة خطوات لحل أزمات تمكين الحكومة

TT

الوفد المصري يبدأ في غزة خطوات لحل أزمات تمكين الحكومة

بدأ الوفد الأمني المصري الموجود في قطاع غزة منذ لحظة وصوله مساء الأحد، بأولى خطوات حل الخلافات بين حركتي فتح وحماس، بشأن تسلم الحكومة مهامها كاملة وحل جميع العقبات التي تواجه الوزراء خلال أداء مهامهم الوزارية.
ولوحظ من خلال اللقاءات التي عقدها الوفد منذ وصوله إلى غزة وحتى أمس الاثنين، أنه عقد لقاءات مكثفة مع محادثيه، وأجرى لقاءات أخرى منفردة مع كل وزير في حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، للبحث في مشكلات كل وزارة على حدة، والعمل على حل العقبات التي تواجه كل وزير.
وستعقد الحكومة الفلسطينية اليوم، الثلاثاء، اجتماعها الأسبوعي عبر «الفيديو كونفرانس» من الضفة الغربية وقطاع غزة بحضور الوزراء الذين وصلوا من الضفة إلى القطاع.
وذكرت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن وزراء حكومة التوافق القادمين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، وضعوا الوفد الأمني المصري في صورة ما يواجهونه من عقبات داخلية في الوزارات، وعدم السماح لهم باستقدام الموظفين القدامى لأعمالهم، إلى جانب امتناع الموظفين التابعين لحماس من تنفيذ قراراتهم، وغيرها من العقبات التي تواجههم.
ووفقا للمصادر، فقد اضطر الوفد الأمني للاجتماع أمس، بالوزراء في مقر إقامته في أحد فنادق غرب مدينة غزة وليس في مقرات وزاراتهم، بسبب إعلان نقابة موظفي حماس الإضراب الشامل في كافة الوزارات والدوائر الحكومية والمدارس التابعة للحكومة، الذي شل العمل الحكومي في غزة.
وأشارت المصادر إلى أن اتصالات جرت قبل بدء الإضراب لإلغائه، إلا أن نقابة الموظفين التابعة لحماس أصرت على تنفيذه. ولم يعرف فيما إذا كان الإضراب موجها بتعليمات من قيادات في الحركة، لمعرفتهم المسبقة بوصول الوفد المصري والوزراء، أم أنه جاء بخطوة سابقة كانت مقررة يوم السبت الماضي وقبل وصولهم.
وقد بحث الوفد المصري مع عدد من الوزراء ملفات تتعلق بالجباية والضرائب. وأشارت مصادر إلى إعطاء وفد حركة حماس الموجود في القاهرة، وعودا بتسليم الحكومة كامل الملفات المتعلقة بالأموال، والتي كانت إحدى العقبات التي تسببت في عودة الخلافات في الشهرين الأخيرين بين حماس وفتح.
وكان الوفد الأمني المصري، قد عقد مساء الأحد، لقاء مطولا مع يحيى السنوار قائد حركة حماس في قطاع غزة، قبل أن يعود للاجتماع معه مساء الاثنين في مقره بمدينة غزة، بحضور القيادي في الحركة غازي حمد، وقائد قوى الأمن الداخلي توفيق أبو نعيم، من دون أن يتسرب شيء عن محادثاتهما.
وقالت مصادر مقربة من حماس تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد المصري مصمم على إنجاح مهمته، وإن الحركة معنية كذلك بأن تكون الزيارة ناجحة، وأن يتم الاتفاق فيها على جميع القضايا الخلافية. مشيرة إلى أن الوفد نقل لقيادة الحركة خلال الاجتماعات التي جرت، جميع القضايا التي طرحها الوزراء والعقبات التي تواجههم في وزاراتهم من أجل العمل على حلها كافة.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد المصري سيواصل محادثاته في غزة لأيام أخرى، ومتابعة التطورات التي ستجري على عملية دمج بعض الموظفين القدامى في عدد من الوزارات، وكذلك متابعة حل العقبات التي تواجه الوزارات، ومحاولة الوصول إلى حل بشأن ملف الجباية المالية، وصرف دفعات لموظفي حماس وفق اتفاق القاهرة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتأتي هذه الجهود في ظل مطالبات من حركة حماس ونقابة الموظفين التابعة لها، بحل الأزمات المتراكمة في قطاع غزة، ومنها ملف صرف رواتب موظفيها. حيث توعدت النقابة بتصعيد خطواتها الاحتجاجية وتنفيذ مزيد من الإضرابات، احتجاجا على ما قالت عنه تنصل الحكومة عن واجباتها تجاه الموظفين بعد مرور خمسة أشهر على اتفاق القاهرة.
وشل الإضراب الوزارات والمؤسسات والدوائر والمدارس الحكومية كافة، التي أغلقت أبوابها أمام الموظفين والمواطنين، وعلقت يافطات تشير إلى نية النقابة تصعيد خطواتها.
والتزمت حكومة التوافق الفلسطينية وحركة فتح الصمت حيال تلك الخطوة. فيما دعت حركة حماس الحكومة للقيام بواجباتها كاملة، وحل الأزمات الكارثية والإنسانية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
من جانبه، علق عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح، خلال لقاء مع تلفزيون فلسطين، على المحادثات الجارية قائلا: «نأمل أن نبقى نحن وحماس على تواصل جدي، وليس شكليا، من أجل تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل حول تمكين الحكومة، رغم التباطؤ الشديد في تنفيذ الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بالتمكين». معربا عن أمله من تمكن الوفد من معالجة القضايا المطروحة كافة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.