القلق من {الصوت التفضيلي} يعرقل التحالفات الانتخابية في لبنان

مصدر وزاري: القانون الحالي يؤسس لإشكاليات سياسية كبيرة في المستقبل

TT

القلق من {الصوت التفضيلي} يعرقل التحالفات الانتخابية في لبنان

يتوقع أن تكون الأيام القليلة المقبلة موعداً لإطلاق التحالفات الانتخابية في معظم الدوائر، بعد تأخير في حسم التحالفات بسبب حسابات سياسية وانتخابية بين سائر التيارات والأحزاب والقوى السياسية، بحسب ما يقول وزير بارز لـ«الشرق الأوسط»، كشف في الوقت نفسه أن القلق من «الصوت التفضيلي» يعرقل الإسراع ببتّ التحالفات بين الأحزاب والقوى السياسية.
وأوضح الوزير أن المرشحين على لائحة واحدة «لديهم القلق والمخاوف من الصوت التفضيلي»، قائلاً: «لهذه الغاية ثمة قراءة دقيقة تجري بين سائر المكونات السياسية حتى بين الحلفاء أنفسهم خوفا من سقوط مرشح هذا الحزب على حساب ذاك». ويضيف: «من هذا المنطلق تعتري التحالفات عقبات، وبالتالي سيكون على «القطعة» (أي تحالفات محددة وفردية من غير أن تنسحب على كافة المناطق)، آخذا في الحسبان المصلحة الانتخابية وتأمين الفوز». وأوضح أن «هذا الأمر سيطبق في دائرة دون الأخرى وفق المصلحة الانتخابية، وإن كان ذلك سيأتي على حساب التلاقي السياسي والصداقات بين معظم الزعامات والقيادات والأحزاب اللبنانية».
ويشير المصدر الوزاري نفسه إلى أن قانون الانتخاب الحالي «يتسم بالمنحى المذهبي والطائفي ويؤسس لإشكاليات سياسية وربما أكبر من ذلك في المستقبل، نظراً لتركيبته التي تؤثر على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة مما سيخلق تداعيات تجرّنا إلى مجلس نيابي فيه أكثرية نيابية لمحور سياسي إقليمي سيحكم البلد بقبضته، وهذا ما تبدّى من بعض الترشيحات في بعلبك – الهرمل وجبيل، والتي تحمل دلالات كثيرة» في إشارة إلى ترشيح المدير العام الأسبق للأمن العام اللواء جميل السيد المقرب من دمشق. ويشير المصدر إلى أن «ترشيح السيد موجه ضد ما تبقّى من فريق 14 آذار وأيضا لبعض الرموز الوطنية الأخرى التي تمثل ضمانة سياسية ووطنية».
ويحمل المصدر نفسه زعامات وقيادات 14 آذار المسؤولية جراء ما وصلت إليه الأوضاع، وهذا ما يتبدّى اليوم جلياً عبر المصالح الانتخابية على صعيد الترشيحات والتحالفات على حساب المبادئ والمسلمات، وحيث لم يعد هناك من فريق سيادي، ما أعطى الفريق الآخر الفرصة لينقض على مؤسسات الدولة برمتها. وقال: «نحن مقبلون على مجلس نيابي يتحكم به «حزب الله»، من خلال القانون الانتخابي الحالي»، مشيراً إلى أن الحزب «يهدف لإيصال مرشحين من كل الطوائف إلى المجلس النيابي بفعل هذا القانون، ويقوم بدور تركيب التحالفات في كافة المناطق اللبنانية، بدليل سعيه أخيراً لتقريب وجهات النظر بين قيادات تنتمي إلى خطه السياسي وكانت على خلاف فيما بينها».
وفي سياق متصل، عُلِم أن «حزب الله» دخل على خط انتخابات زحلة (شرق لبنان) بقوة، من خلال حسم خيار النائب نقولا فتوش عبر تحالفه معه، وبالتالي «تعتبر انتخابات هذه الدائرة حامية الوطيس الانتخابي نظرا لتعدد الزعامات ومراكز القوى السياسية والحزبية في هذه المنطقة». وتحدثت مصادر مواكبة عن أن التحالف بين فتوش و«حزب الله» وربما «حزب الطاشناق» قد بات في لمساته الأخيرة، في حين لم تتبلور تحالفات «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، في المدينة، علما بأنه حسم مرشحي التيار والأصدقاء في هذه الدائرة. وقالت المصادر بأنه «على مستوى التحالف، هناك تواصل يومي يجري بين الوزير باسيل ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري بغية دراسة إمكانية التحالف الانتخابي بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وفق الحاجة والإمكانية بينهما ومن ضمن ذلك مدينة زحلة» التي حسمت أسماء مرشحيهما فيها.
من هنا، يبدو أن مدينة زحلة مرشحة لمعركة انتخابية فاصلة أمام تعدد اللوائح وفي ظل تحالفات مغايرة عن الانتخابات السابقة بعد تصدع معسكر فريق 14 آذار وأمام اصطفافات سياسية جديدة تمخضت منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وتشكيل الحكومة الحالية، وهذا ما يؤشر إلى مجلس نيابي مغاير في تركيبته السياسية عن المجلس الحالي.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.