لبنان يحيي «شهر الفرنكوفونية» بورش عمل وعروض فنية

نجمته مدينة صيدا وجديده نشاطات من أرمينيا وأوروغواي

جانب من المؤتمر الصحافي لإعلان فعاليات {شهر الفرنكوفونية} ({الشرق الأوسط})
جانب من المؤتمر الصحافي لإعلان فعاليات {شهر الفرنكوفونية} ({الشرق الأوسط})
TT

لبنان يحيي «شهر الفرنكوفونية» بورش عمل وعروض فنية

جانب من المؤتمر الصحافي لإعلان فعاليات {شهر الفرنكوفونية} ({الشرق الأوسط})
جانب من المؤتمر الصحافي لإعلان فعاليات {شهر الفرنكوفونية} ({الشرق الأوسط})

للسنة الثامنة على التوالي يحتفل لبنان بـ«شهر الفرنكوفونية» بالتعاون مع السفارات الفرنكوفونية والمنظمة العالمية الخاصة بها. وابتداء من شهر مارس (آذار) المقبل تنطلق سلسلة عروض وورش عمل ومعارض فنية تغطي مختلف المناطق اللبنانية احتفاء باللغة الفرنسية ومساهمة منها في تعزيز موقعها فيه. وتفتتح هذه التظاهرة الثقافية التي يشارك فيها لأول مرة كل من سفارتي الأوروغواي وأرمينيا، بأمسية موسيقية (في 2 مارس المقبل) تحييه الفرقة السيمفونية للمعهد العالي الموسيقي بقيادة الدكتور وليد مسلم وذلك في كنيسة القديس يوسف بالأشرفية. ويشارك فيها عازفة البيانو العالمية ماري فرمولان التي ستشارك في تقديم مقاطع موسيقية للألماني جوان برأمس الذي اشتهر بموسيقاه في العصر الرومانسي. وأعلن وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري خلال المؤتمر الصحافي الذي انعقد في المتحف الوطني في بيروت لإطلاق هذا الحدث وحضره سفراء دول فرنكفونية عديدة، بأنّه في هذه المناسبة وللسنة الخامسة على التوالي، تنظم الوزارة المذكورة «ليلة المتاحف» في 14 أبريل (نيسان) المقبل، من الخامسة حتى الحادية عشرة مساء بحيث يفتح 12 متحفا لبنانيا أبوابه أمام الجمهور مجاناً. أمّا مدينة صيدا فتنظم جولة سياحية ثقافية في شوارعها وأحيائها، ليتعرف الناس على الإرث الثقافي لها وما تتضمنه من متاحف وقلاع وأسواق قديمة وأبنية تراثية وتاريخية. ودائما في إطار «الشهر الفرنكوفوني» تشارك سفارة الأوروغواي في برنامجه من خلال رحلة في مطبخها نتعرف فيها على أسراره وعاداته وتقاليده وذلك في حلقة تلفزيونية (على شاشة إم تي في) في 2 مارس المقبل. فيما سيتعرف زوار معرض «الأوروغواي في صور» إلى مدى تأثر العمارة الأورغوية بالهندسة الفرنسية الذي يُنظّم في 13 مارس في مدرسة أوروغواي الوطنية في بيروت. ومن بلجيكا سيتعرف اللبنانيون على فنون الرسوم الكرتونية المنظمة من قبل «متحف بروكسل للكرتون» ملقيا الضوء على مؤسسي هذه الصناعة وأشهر الأعمال الخاصة بها، أمثال «تان تان» وشترومف» و«لاكي لوك» وغيرها، وذلك في 15 مارس (آذار) المقبل في غاليري (إس في) في منطقة الصيفي.
ومن ورش العمل التي يشهدها هذا الشهر تلك التي تنظّم تحت عنوان «شارل بربيريان وكوزاي» وتمتد من 6 حتى 17 مارس المقبل وهي مفتوحة أمام جميع هواة هذا النوع من الموسيقى. وفي مجال السينما ينظم المركز الثقافي الفرنسي في لبنان عرضا سينمائيا لفيلم «الحي يروّح» (في 9 مارس في سينما مونتاين) الذي يحكي قصص مراسلين صحافيين اشتهروا في مواضيع الحروب أمثال لوكاس ونيقولا ريمي ونسيم وأياد وأحمد وغيرهم من الأشخاص الذين وضعوا حياتهم في خطر من أجل إيصال الحقيقة للناس. وفي الإطار نفسه يقدم المركز فيلما وثائقيا بعنوان «رافو الوكالة الفرنسية» التي تأسست في عام 1933، من قبل شارل رادو والخاصة بالتصوير الصحافي. وبالتعاون مع جامعة الكسليك تنظم السفارة الكندية في بيروت لقاء بعنوان «العيش معا» من أجل المساهمة في نشر السلام بدل الحرب بين الناس وذلك في 16 مارس في صرح الجامعة المذكورة. وفي 15 مارس يفتتح في «بيت بيروت» في منطقة السوديكو في الأشرفية معرضا بعنوان «بيروت - أحلام الحضارة» الذي تقيمه السفارة السويسرية في لبنان لمواطنتها جاكلين موير وهي مصورة فوتوغرافية تنقل بعدسة كاميرتها التحولات التي شهدتها بيروت منذ اندلاع الحرب فيها حتى اليوم.
وتكرم السفارة الأرمنية مصمم الأزياء الفنية اللبناني العالمي جان بيار ديليفير بعد مرور 20 سنة على وفاته. فيتحدث عنه المخرجون، روجيه عساف وجيرار أفيديسيان وحنان الحاج وغدي الرحباني وغيرهم، عارضين إنجازاته في مسيرته الفنية التي تعاون فيها مع فيروز ويوسف شاهين وغيرهما وذلك في 18 مارس في مركز «دمرجيان» في منطقة ضبية. ومن تنظيم «اتحاد المترجمين العرب» يعرض محمد حجازي (حائز على جائزة ابن خلدون للترجمة)، أهمية الصناعة المعجمية في خدمة الترجمة ضمن لقاء يقام معه في 26 مارس في جامعة جنان في مدينة طرابلس. أمّا سفارة رومانيا فتشارك في هذه التظاهرة الثقافية (في 26 مارس) من خلال تعاونها مع مدرسة «الليسيه الفرنسية» في بيروت وذلك ضمن لقاء يقام تحت عنوان «اكتشف رومانيا» ويلقي الضوء على طبيعة رومانيا وعاداتها والموسيقى المشهورة فيها وغيرها من التقاليد التي تعرف عنها.
وتطال نشاطات هذا الشهر مناطق لبنانية عديدة كالنبطية وجونية وصيدا وبعلبك وزحلة وطرابلس، حيث تستضيف عروضا سينمائية مختلفة، بينها «سيرانو دي بيرجوراك» و«غود لاك ألجيريا» وغيرها إضافة إلى اجتماعات أخرى مخصصة للقراءة ورواية قصص الأطفال.
وفي مناسبة اليوم العالمي للفرنكوفونية (في 20 مارس) يلقي نيكولا ماسون (سكرتير السفارة السويسرية لدى لبنان)، محاضرة بعنوان «هل هم بالجنون الكافي لتغيير العالم؟ الوسطاء السويسريون في النزاعات المسلحة» بجامعة القديس يوسف في بيروت. فيما تنظم الجامعة المذكورة في 22 و23 مارس وبالشراكة مع المركز الفرنسي في لبنان، ندوة دولية بعنوان «تعدد اللغات في القرن الحادي والعشرين نقاط القوة والتحديات». إضافة إلى نشاطات أخرى موزعة على باقي أيام شهر مارس المقبل. ويختتم «شهر الفرنكوفونية» فعالياته (في 28 مارس)، بلقاء يُستضاف في مدرسة «ليسيه مونتاين» في بلدة بيت شباب في بكفيا بعنوان «الربيع الروماني». ويجري التعريف خلاله، على تاريخ هذا البلد (رومانيا) وعاداته وتقاليده في مناسبة مرور 100 عام على إعادة توحيد أراضيه.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».