بورنموث... من خوف الهبوط إلى حلم اللعب في أوروبا

ارتقى من المركز الـ18 إلى العاشر وحقق انتصارات مهمة على تشيلسي وآرسنال

ايدي هاو مدرب بورنموث (رويترز) - لاعبو بورنموث يحتفلون بأحد انتصاراتهم الأخيرة (رويترز)
ايدي هاو مدرب بورنموث (رويترز) - لاعبو بورنموث يحتفلون بأحد انتصاراتهم الأخيرة (رويترز)
TT

بورنموث... من خوف الهبوط إلى حلم اللعب في أوروبا

ايدي هاو مدرب بورنموث (رويترز) - لاعبو بورنموث يحتفلون بأحد انتصاراتهم الأخيرة (رويترز)
ايدي هاو مدرب بورنموث (رويترز) - لاعبو بورنموث يحتفلون بأحد انتصاراتهم الأخيرة (رويترز)

كان بورنموث في المركز الـ18 خلال موسم أعياد الميلاد، لكنه نجح في الفوز أمام تشيلسي وآرسنال وإيفرتون وستوك سيتي، ما دفعه نحو مقدمة جدول ترتيب أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
خلال الأسابيع الأخيرة التي شهدت معاناة فرق كبيرة كان هناك فريق آخر يتألق في شكل جديد، هذا الفريق ليس مانشستر يونايتد المتصدر، وإنما بورنموث، الذي حصد الآن عدداً أكبر من النقاط على امتداد المباريات الست الأخيرة (14) أكثر عن أي فريق آخر على مستوى الدوري الممتاز.
اللافت أنه خلال موسم أعياد الميلاد قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول)، كان بورنموث في منطقة الأندية المهددة بالهبوط - بعدما حصد 15 نقطة من أول 19 مباراة خاضها - إلا أنه الآن انتقل إلى المركز العاشر على مستوى فرق الدوري الممتاز بعدما نجح في اجتياز سبع مباريات متعاقبة دونما هزيمة واحدة، ما يشكل أكبر عدد من المباريات المتتالية يخوضها دونما هزيمة منذ صعوده إلى الدوري الممتاز عام 2015. واليوم، يعتبر بورنموث أقرب إلى المركز السابع بمقدار نقطتين - الأمر الذي قد يمنحه فرصة المشاركة في البطولات الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه
وقد شكَّل ذلك تحولاً هائلاً في مسيرة الفريق بالتأكيد. وقد تركزت الأضواء خلال الأسابيع الأخيرة على الفوز الذي حققه بورنموث أمام كل من آرسنال وتشيلسي، لكن هذا لا يمنع أن قدرة الفريق على تفادي الهزيمة في مواجهة فرق أخرى تحتل ترتيباً أقل في جدول ترتيب الأندية، جاءت على ذات المستوى من الإبهار. والآن، لم يتعرض بورنموث للهزيمة على يد فريق ينتمي في الوقت الراهن إلى النصف الأدنى من جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز منذ خسارته أمام واتفورد في أغسطس (آب).
ومع خوضه خمس من مبارياته السبع المقبلة أمام فرق تناضل للفرار من الهبوط، ثمة احتمال كبير أن تستمر مسيرة بورنموث في الصعود عبر مراكز جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز.
من جانبه، يبدو أن المدرب إيدي هاو نجح في إضافة بعض اللمسات الذكية إلى مبادئ تمرير الكرة التي يعتمدها لاعبوه هذا الموسم. وتكشف الإحصاءات أن معدل استحواذ بورنموث على الكرة (48 في المائة) ودقة تمريرات الكرة (77.1 في المائة) وكذلك معدل التصويب على المرمى للمباراة الواحدة (11.7) تأتي جميعاً من بين أعلى 10 معدلات على مستوى الدوري الممتاز. ومع هذا، تظل هذه الأرقام أقل من الأرقام التي سبق أن حققها الفريق خلال أول موسمين له في الدوري الممتاز.
ويأتي التحسن الذي شهده أداء الفريق هذا الموسم من تطور أداء اللاعبين عندما يكونون غير مستحوذين على الكرة. ويعتبر لاعبو بورنموث الأكثر تنظيماً وتحفظاً في أدائهم الدفاعي. كما أنهم لا يبدون استعجالاً إزاء استعادة الاستحواذ على الكرة، الأمر الذي يمكنهم من تحقيق نتائج أفضل. ويبلغ متوسط عدد مرات استخلاص الكرة بالنسبة للمباراة حالياً 13.2، ما يشكل تراجعاً كبيراً عن المتوسط الذي حققه بورنموث خلال موسمه الأول داخل الدوري الممتاز (18.6)، إضافة إلى كونه الأدنى من بين جميع فرق الدوري الممتاز الـ20 هذا الموسم.
من ناحية أخرى، اقتحمت شباك بورنموث خلال أول موسمين له بالدوري الممتاز 67 هدفاً خلال كل موسم (بمعدل 1.76 للمباراة)، لكنه نجح في تقليص هذا الرقم إلى 37 حتى الآن هذا الموسم - بمعدل 1.42 فقط للمباراة. والواضح أن ضم كل من أسمير بيغوفيتش وناثان أكي ساعد في رفع مستوى أداء الفريق، لكن هذا لا ينفي أن الفريق بأكمله أصبح يبدو في صورة أفضل داخل الملعب عندما لا يكون مستحوذاً على الكرة.
من ناحية أخرى، جرت الإشادة بهاو باعتباره مدرب المنتخب الإنجليزي في المستقبل. واللافت أن المدرب حرص على ضم لاعبين محليين فقط خلال موسم الانتقالات الأخير. كما أن 10 من بين أكثر لاعبين استعان بهم هذا الموسم وُلِدوا في إنجلترا، علاوة على أن ثلاثة من الأجانب - بيغوفيتش وأكي وجوش كينغ - لعبوا جميعاً داخل البلاد منذ أن كانوا مراهقين. وقد استوحى صعود الفريق عبر جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز إلهامه من أداء اثنين من اللاعبين الإنجليز صغيري السن: لويس كوك وجوردون أيبي. وقد قدم الاثنان أداء مبهراً على نحو لافت هذا الموسم.
جدير بالذكر أن أيبي ناضل كثيراً من أجل الارتقاء بأدائه إلى مستوى يناسب سعره الذي بلغ 15 مليون جنيه إسترليني - في أغلى صفقة في تاريخ النادي على الإطلاق - عندما قدم من ليفربول، لكنه لا يزال في الـ22 عاماً فقط وبدأ الآن يترك بصمة حقيقية على أداء الفريق. كان بورنموث قد خسر أول أربع مباريات هذا الموسم حتى شارك أيبي كلاعب بديل في المواجهة أمام برايتون في سبتمبر (أيلول)، ونجح في تسجيل هدفين لتنتهي المباراة بفوز فريقه. وجاءت مشاركة أيبي لتحمل لفريقه أول نقاط يحصدها هذا الموسم، الأمر الذي منحه بعض الثقة وأثبت لهوي أن بإمكانه الاضطلاع بدور مهم في الفريق. اليوم، ارتفع رصيد لاعب الجناح إلى 6 أهداف ساعد في إحرازها خلال الموسم، وهو رصيد لا يشكل الأعلى على مستوى لاعبي بورنموث هذا الموسم فحسب، وإنما كذلك الأعلى بين لاعبي الفريق على مستوى المواسم الثلاثة التي شاركوا خلالها بالدوري الممتاز.
أما كوك، الذي احتفل بعيد ميلاده الـ21، السبت، بالفوز على ستوك سيتي، فقد جرى النظر إليه باعتباره يشكل انقلاباً بالنسبة للنادي وذلك عندما انضم إليه قادماً من ليدز في صيف 2016. وراودت الجماهير الرغبة في مشاركة كوك في المباريات على نحو أكبر، خصوصاً بعدما تولى قيادة المنتخب الإنجليزي في الوصول لمجد الفوز ببطولة كأس العالم لأقل عن 20 عاماً الصيف الماضي، ومنذ ذلك الحين شارك في سلسلة من المباريات لحساب ناديه هذا الموسم.
وقد نجح اللاعب الصغير في إضافة صبغة قوية وحماسية على وسط الملعب، وجاء في مقدمة أقرانه في الفريق من حيث استخلاص الكرة هذا الموسم (2.1)، بجانب تحقيقه معدل مهارة تحكم في الكرة بلغ 1.6 للمباراة - معدل لم يتفوق عليه سوى كينغ.
وقد فاز بورنموث بـ1.5 نقطة للمباراة عندما بدأ كوك مشاركاته مع الفريق و0.8 للمباراة فقط عندما رحل. وجاءت ثلاث هزائم فقط من إجمالي الهزائم الـ11 التي مُنِي بها بورنموث خلال المباريات الـ14 التي شارك خلالها كوك في التشكيل الأساسي. والملاحظ أن أيبي ترك تأثيراً أكبر على النتائج، فقد حصد الفريق قرابة نقطة كل مباراة في ظل مشاركته (1.56) وسجل قرابة هدف إضافي لكل مباراة (1.5 بارتفاع عن 0.6).
وإذا استمر أداء اللاعبين الشابين على هذا المنوال المتألق، فإنهما قد يلفتان أنظار غاريث ساوثغيت، مدرب المنتخب الإنجليزي، نحوهما، الذي بدا حريصاً على منح الفرصة للاعبين صغار السن قبل انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم. بالنسبة لبورنموث، فإن هذا ربما يخلق الاختلاف بين إنهاء الموسم في ترتيب منتصف الجدول والوصول لإنجاز فريد من نوعه؛ حلم المشاركة في أوروبا.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟