مساعدات سعودية تدخل الغوطة الشرقية المنكوبة

توزيع مساعدات في الغوطة الشرقية (واس)
توزيع مساعدات في الغوطة الشرقية (واس)
TT

مساعدات سعودية تدخل الغوطة الشرقية المنكوبة

توزيع مساعدات في الغوطة الشرقية (واس)
توزيع مساعدات في الغوطة الشرقية (واس)

قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات إغاثية عاجلة في الغوطة الشرقية المنكوبة بسوريا، وقال الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على المركز، لـ«الشرق الأوسط»، إن برنامج المساعدات لسوريا يشمل الأمن الغذائي والرعاية الصحية والمأوى في الداخل السوري، ويركز على المناطق الأكثر احتياجاً، خصوصاً النازحين بسبب الهجوم والحصار الشديد. وأضاف الربيعة أن المركز يقوم ببرامج متعددة للاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا، تشمل الأمن الغذائي والصحة والاحتياجات الأسرية والتعليم والدعم المجتمعي.
من جانب آخر، أوضح الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث الرسمي باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن خطة المساعدات الإنسانية بدأت منذ نحو أكثر من عام وثلاثة أشهر، وهي التي بنيت على أن توجه للمناطق الأكثر احتياجاً.
وحول دخول المناطق المحاصرة في سوريا، قال الجطيلي إن هنا تعاوناً مع شركاء للمركز بالداخل السوري، يتم من خلالهم إدخال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تعاون المركز مع المنظمات الأممية الأخرى.
وأفاد المسؤول الإغاثي السعودي بأن لدى المركز 23 مشروعاً إغاثيا بقيمة تتجاوز 50 مليون دولار بالداخل السوري، ولدى المركز 4 مشاريع إغاثية داخل الغوطة بدأت برامجها منذ شهرين، وتستهدف قطاع الأمن الغذائي، وحالات سوء التغذية عند الأطفال. ودعا الدكتور سامر كل المنظمات الأممية إلى أن يكون لها دور فاعل وبارز في إنهاء معاناة الشعب السوري، خصوصاً المدنيين المحاصرين، والوقوف بصرامة ضد الانتهاكات الجسمية التي ترتكب ضدهم. وشملت المساعدات الإغاثية تشغيل المطابخ الخيرية، وتوزيع السلال الغذائية في مدن دوما وعربين وحرستا ومسرابا، وغيرها من مناطق الغوطة.
ويقوم المركز بتشغيل مطابخ خيرية لمدة 6 أشهر لتوفير 200 ألف وجبة، بمعدل ألفي وجبة يومياً، كما سيوزع 5633 سلة غذائية للأسر الفقيرة والمتضررة هناك.
يذكر أن المساعدات انطلقت يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم تشغيل المطبخ الأول في مدينة دوما، فيما يتم العمل على تشغيل المطبخ الثاني، ويقتصر التوزيع حالياً على الملاجئ بسبب شدة القصف الذي يتعرض له المدنيين في الغوطة الشرقية.
وتأتي هذه المساعدات في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه السعودية، ممثلة بالمركز في سوريا، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، للوقوف مع السوريين في الأزمة التي يمرون بها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.