هجوم انتحاري مزدوج في عدن... والحكومة تتوعد المتورّطين

«داعش» تبنَّى... وقوات الأمن أحبطت عملية متزامنة لاقتحام {مقر مكافحة الإرهاب}

TT

هجوم انتحاري مزدوج في عدن... والحكومة تتوعد المتورّطين

فجّر انتحاريان سيارتين مفخختين، أمس، في البوابة الرئيسية لمقر «قوات مكافحة الإرهاب» اليمنية في مدينة عدن (جنوب) بالتزامن مع محاولة فاشلة لاقتحام المقر الأمني من قبل مسلحين شاركوا في الهجوم.
وأدى الهجوم المزدوج، الذي تبناه على الفور تنظيم داعش، إلى مقتل 5 أشخاص، حسب مصدر أمني، وجرح نحو 31.
وتوعد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في اتصال هاتفي مع وزير الداخلية أحمد الميسري، وآخر مع مدير أمن عدن شلال شايع، بملاحقة المتورطين في الهجوم، وقال إن تلك العمليات الإرهابية لن تثني الشرعية عن الاستمرار في مكافحة الإرهاب في اليمن.
وأفاد شهود ومصادر أمنية، لـ«الشرق الأوسط»، بأن الانتحاري الأول فجّر سيارته المفخخة في البوابة الخارجية لمقر «قوات مكافحة الإرهاب» الواقع في حي الساحل الذهبي بمديرية التواهي جنوبي مدينة عدن، قبل أن يتبعه الانتحاري الآخر بتفجير سيارة ثانية. وأضافت المصادر أن «نحو 7 مسلحين آخرين ملثمين باشروا بإطلاق النار من أسلحتهم الرشاشة عقب التفجيرين، في محاولة لاقتحام المقر، إلا أن عناصر الأمن وحراس المقر تمكنوا من إحباط المحاولة بعد تبادل كثيف لإطلاق النار». وأدى الهجوم، حسب مصادر طبية، إلى مقتل 6 أشخاص بينهم طفل وإصابة نحو 35 آخرين من عناصر الأمن ومرتادي الساحل من المدنيين، كما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالمباني المجاورة والسيارات المركونة في الجوار. وتداول ناشطون صوراً لآثار الهجوم، في وقت هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل الجرحى إلى مشافي المدينة، وسط ترجيحات بارتفاع عدد القتلى نظراً إلى الإصابات البالغة التي لحقت ببعضهم.
وتشهد المدينة، منذ دحر ميليشيات الحوثيين منها قبل نحو عامين، هجمات انتحارية وتفجيرات تستهدف المقرات الأمنية، يقف خلفها الفرع اليمني من تنظيم داعش ومسلحو تنظيم القاعدة، إلى جانب عمليات اغتيال طالت العديد من عناصر الأمن والقوات الحكومية والقيادات الحزبية. وقبل يومين أنهت قوات الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي عملية عسكرية غربي مدينة المكلا في محافظة حضرموت تخلصت خلالها من آخر جيوب لمسلحي «القاعدة» في وادي المسيني.
وقال مدير أمن مدينة عدن شلال شايع، في تصريحات أعقبت الهجوم أمس، إن قوات الأمن أحبطت مخطط المسلحين من الهجوم الإرهابي الذي استُخدم فيه تفجير سيارتين مفخختين وعدد من المسلحين وصفهم بـ«الانغماسيين» حاولوا الاقتراب من المبنى الأمني. وأضاف أن «يقظة رجال الأمن في (الكتيبة الثانية عاصفة) أفشلت المخطط وتمت تصفية الانغماسيين الإرهابيين عل الفور قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى البوابة الخارجية لمقر مكافحة الإرهاب». وأفاد شايع بأن 5 قتلى سقطوا في الهجوم بينهم طفل و31 جريحاً من المدنيين من مرتادي الساحل المقابل لمقر إدارة مكافحة الإرهاب بينهم 7 جرحى من أفراد «الكتيبة الثانية عاصفة» الموجودة قبالة المقر الأمني.
ووصف الرئيس اليمني الهجوم بـ«الجبان والغادر والإرهابي» وقال في اتصال هاتفي مع وزير الداخلية أحمد الميسري: «إن العناصر الإرهابية ومَن يساندها تحاول من خلال الهجوم عبثاً أن تعكر صفو الأمن والاستقرار الذي تشهده العاصمة المؤقتة عدن». وذكرت وكالة «سبأ» الحكومية، أن الرئيس هادي «وجّه بمتابعة حيثيات العمل الإرهابي الجبان، وأخذ المعلومات والتحريات من الأجهزة الأمنية المعنية ومتابعة خيوطها ومن يقف خلفها}.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.