استخدام «الحشد» العراقي دبابات أميركية يثير غضب واشنطن

الولايات المتحدة تسعى جاهدة إلى استعادتها

TT

استخدام «الحشد» العراقي دبابات أميركية يثير غضب واشنطن

أفاد موقع إخباري أميركي بأن واشنطن يمكن أن تفرض عقوبات على بغداد على إثر تقرير لوزارة الخارجية الأميركية صدر الشهر الحالي، تحدّث عن استحواذ «الحشد الشعبي» على أحد أهم أسلحة واشنطن فائقة التقنية التي بيعت للعراق. وقال موقع «ديلي بيست» الأميركي، إن واشنطن أكدت استحواذ فصائل في «الحشد الشعبي» على 9 دبابات على الأقل، من طراز «إبرامز إم - 1» في أوائل عام 2015.
وتُعد تلك الدبابات من المركبات الأقوى على الإطلاق في العالم، بكلفة تقدر بنحو أربعة ملايين وثلاثمائة ألف دولار. تقارير واشنطن استندت، بحسب الموقع الأميركي، إلى مقاطع مصوّرة تظهر دبابات الإبرامز، وهي تحمل رايات لفصائل «الحشد»، وأخرى ظهرت فيها إحدى تلك الدبابات خلال اشتباكات مع قوات البيشمركة خلال عمليات فرض الأمن في كركوك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويشير التقرير إلى أن واشنطن تسعى جاهدة إلى استعادة تلك الدبابات من خلال الضغط على بغداد، وسط توقعات بعقوبات قد تفرضها واشنطن على العراق رداً على ذلك تتمثل بحظر التسليح، فضلاً عن مقاطعة الشركة المصنعة للجهات الرسمية في البلاد.
وفيما نفى القيادي السابق في «الحشد الشعبي» وعضو المكتب السياسي لـ«منظمة بدر»، كريم النوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، تسلم أي من فصائل «الحشد الشعبي» لأي دبابات أميركية، فإن الخبير الأمني المتخصص بشؤون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي يقول في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الدبابات التسع كانت جزءاً من الغنائم التي استحوذت عليها (داعش) عند هزيمة الجيش العراقي عام 2014»، لكن النوري يقر بأن «بعض الدبابات والأسلحة يحصل أن تستخدم من قبل فصائل (الحشد) أثناء العمليات القتالية بالتنسيق مع الجيش العراقي، لكنها ليست من ممتلكات (الحشد) ولن تعود إليه». وأبدى النوري استغرابه من «الامتعاض الأميركي إلى حد التهديد بفرض عقوبات، مثلما ورد، بينما الأسلحة الأميركية استخدمها العراق لمقاتلة (داعش)، وهو أمر كان ينبغي أن تفتخر به أميركا بدلاً من أن تنزعج»، مبيناً أنه «إذا كانت القصة هي قصة أعلام ورايات فإن فصائل (الحشد) ليست هي من ترفع أحياناً أعلاماً حسب سياقات المعركة، بل حتى الشرطة العراقية الرسمية ترفع أعلاماً ورايات». وأوضح النوري أن «مقرات (الحشد) لا توجد فيها الآن دبابة واحدة ولا مدفعية، وبالتالي لا وجود لمثل هذا الكلام».
غير أن الهاشمي يقول إن «هناك 9 دبابات أميركية نوع (إبرامز) كان استولى عليها تنظيم داعش عند احتلاله الموصل، ومن ثم استولت عليها قوات (الحشد)، وتمت إعادة 6 منها قبل شهور إلى وزارة الدفاع، وبقيت 3 دبابات، اثنتان منها جرى تسليمها قبل أيام، ولم تبق سوى واحدة لدى فصيل مقرب من إيران، وهي جسم فقط، لا أسلحة ولا معدات، وتحتاج إعادة صيانة كاملة». وبيَّن الهاشمي أن «القوات النظامية العراقية لم تسلم الحشد أي دبابات».
إلى ذلك، حذرت وزارة الخارجية الأميركية، السلطات العراقية، ودولاً أخرى، من تبعات عقد صفقات لشراء أسلحة روسية، وذلك وفقاً لقانون مواجهة أعداء أميركا عبر العقوبات (CAATSA). وأكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت خلال ردها على سؤال حول احتمال اقتناء بغداد منظومات «إس - 400» الروسية للدفاع الجوي، أن «الولايات المتحدة تتحدث مع دول كثيرة، ومنها العراق، لتشرح مغزى القانون المذكور والتبعات الممكنة لعقد هذه الدول صفقات دفاعية مع روسيا». وأشارت نويرت إلى أنها «لا تعلم هل تم توقيع الصفقة بين العراق وروسيا بشأن منظومات (إس - 400) أم لا».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.