مقتل «منشقين عن القسّام» بعد انضمامهم إلى «داعش» في سيناء

TT

مقتل «منشقين عن القسّام» بعد انضمامهم إلى «داعش» في سيناء

كشفت صور نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي لجثث مسلحين من تنظيم داعش في سيناء المصرية عن مقتل محمد الدجني، نجل أحد القيادات الميدانية في «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» والذي كان قد ظهر في بداية يناير (كانون الثاني) الماضي في فيديو للتنظيم وهو يعدم مهرباً مصرياً بتهمة تهريب أسلحة لـ«حماس» في غزة. وأظهرت صور قتلى «داعش» أيضاً أن عنصرين آخرين سابقين من «القسّام» قضيا في هجوم استهدف الجيش المصري في العريش.
وتضاربت الأنباء حول مكان مقتل الدجني، وهو نجل أنور الدجني القائد الميداني في «القسّام» وأحد المطلوبين للجيش الإسرائيلي. ففيما رجّحت مصادر مقتله في هجوم استهدف الكتيبة 101 في القوات المسلحة المصرية بالعريش، قالت مصادر أخرى إنه قتل بقصف جوي مصري على مجموعة من الإرهابيين كانت القوات المصرية تلاحقهم ضمن العملية الكبيرة التي أطلقها الجيش أخيراً ضد أوكار الجماعات الإرهابية.
وكان ظهور الدجني في فيديو حمل اسم «ملة إبراهيم» الذي أصدره «داعش سيناء»، أثار جدلاً داخل قطاع غزة بعدما ظهر فيه وهو يعدم شخصاً آخر كان يرتدي زياً برتقالي اللون وسط حشود من المسلحين التابعين للتنظيم في سيناء. ووصف متحدث باسم التنظيم حينها الدجني بـ«الشاب التائب»، إذ ظهر معه عدد من الذين يُطلقون على أنفسهم في غزة مسمى «السلفية الجهادية» كانوا قد تمكنوا من التسلل إلى سيناء عبر الأنفاق قبل إغلاقها وتوسيع المنطقة العازلة على جانبي الحدود بين غزة ومصر في الأشهر الأخيرة.
وأعلنت عائلة الدجني تبرؤها من نجلها بعد ظهوره في الفيديو، معربة عن استغرابها لحادثة القتل التي وصفتها بـ«الأليمة»، معلنة براءتها من هذا الفعل «المخالف لشرع الله وغيره من الأفعال التي تتنافى مع الدين الحنيف وقيم الشعب الفلسطيني»، كما جاء في بيان منشور باسم العائلة.
ووزعت مجموعات متشددة أمس على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً نشرها تنظيم داعش لأربعة من عناصره (وهم مصريان وفلسطينيان) نفذوا هجوماً ضد القوات المصرية المسلحة في قاعدة الكتيبة 101 بالعريش. وتبيّن أن الدجني ليس بينهم. لكن مصادر فلسطينية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الفلسطينيين اللذين ظهرا في صور التنظيم هما «طارق الشيخ عيد» الملقب بـ«خطاب المقدسي» من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، و«عبد الرحمن بنات» الملقب بـ«أبو شامل المقدسي» من سكان حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وكلاهما من العناصر السابقة في «كتائب القسام» بحركة «حماس». وأوضحت هذه المصادر أن الشيخ عيد انضم للتنظيم منذ 11 شهراً بعدما تسلل عبر الأنفاق الحدودية، فيما انضم بنات للتنظيم في سيناء منذ 8 أشهر وذلك عبر نفق تجاري.
وتلاحق «حماس» منذ تسلمها قطاع غزة قبل 10 سنوات الجماعات المتشددة التي يقدر عناصرها بالمئات، وتصفهم بـ«المنحرفين فكرياً»، وتعمل منذ ما يزيد على عام على تقديمهم لمحاكمات عسكرية بتهمة الإخلال بالأمن العام. وشهدت الأعوام السبعة الأخيرة جدلاً وخلافات بين الجانبين.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.