مرشحا الرئاسة الأفغانية يدعيان التقدم في السباق الانتخابي

مخاوف من التزوير وسط فرز الأصوات.. وقتلى على يد طالبان

أفغان يظهرون أياديهم بعد أن قطع مسلحون من طالبان أصابعهم لإظهارهم التصويت  في الانتخابات الرئاسية.. وعولج هؤلاء في مستشفى بولاية هرات أمس (رويترز)
أفغان يظهرون أياديهم بعد أن قطع مسلحون من طالبان أصابعهم لإظهارهم التصويت في الانتخابات الرئاسية.. وعولج هؤلاء في مستشفى بولاية هرات أمس (رويترز)
TT

مرشحا الرئاسة الأفغانية يدعيان التقدم في السباق الانتخابي

أفغان يظهرون أياديهم بعد أن قطع مسلحون من طالبان أصابعهم لإظهارهم التصويت  في الانتخابات الرئاسية.. وعولج هؤلاء في مستشفى بولاية هرات أمس (رويترز)
أفغان يظهرون أياديهم بعد أن قطع مسلحون من طالبان أصابعهم لإظهارهم التصويت في الانتخابات الرئاسية.. وعولج هؤلاء في مستشفى بولاية هرات أمس (رويترز)

أعلن معسكرا مرشحي الرئاسة الأفغانية تقدمهما في السباق الرئاسي، بعد يوم من انتخابات إعادة بينما، وكان المسؤولون يحصون أمس المئات الذين قتلوا أو أصيبوا في أعمال عنف متصلة بالانتخابات. وتساور المراقبين وغيرهم من المسؤولين في كابل مخاوف من أن المرشحين يستعدان للتقدم بشكاوى بشأن التزوير وسيرفضان القبول بالهزيمة إذا أظهرت النتيجة حصولهما على عددين متقاربين من الأصوات.
ودعت الأمم المتحدة أمس المرشحين، وهما مستشار التحالف الشمالي السابق عبد الله عبد الله، ووزير المالية السابق أشرف عبد الغني، إلى احترام إجراءات الانتخابات التي يجري حاليا فرز الأصوات فيها. وقالت الأمم المتحدة في بيان: «الأمين العام يحث المرشحين وأنصارهما على احترام العملية الانتخابية». وإذا نجحت هذه الانتخابات، فستكون أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ أفغانستان. وسيخلف الفائز في الانتخابات الرئيس حميد كرزاي.
وفي تلك الأثناء قالت لجنة الشكاوى المتعلقة بالانتخابات إنها تلقت 274 شكوى من حدوث مخالفات حتى الآن. منها 29 ضد الموظفين. ويمكن التقدم بشكاوى بعد مرور ما لا يزيد على 48 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع في الرابعة من عصر السبت. وأيا كان الفائز في انتخابات الإعادة، فسيتولى المسؤولية بينما تقوم القوات الأجنبية بالانسحاب تاركة وراءها أعمال العنف التي تقوم بها طالبان وأزمة اقتصادية متنامية. وشنت طالبان عشرات الهجمات أول من أمس سعيا لتعطيل الانتخابات. وأفاد مسؤولون حكوميون أن أكثر من 40 مدنيا قتلوا وأصيب أكثر من 70 نتيجة لتلك الهجمات. ولا تشمل هذه الأرقام 11 شخصا قطعت أصابعهم التي عليها آثار الحبر الفسفوري عقابا لهم على إدلائهم بأصواتهم في الانتخابات.



إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
TT

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري أعلنت مسؤوليته جماعة تابعة لتنظيم «داعش».

وزير شؤون اللاجئين والعودة بالوكالة في حركة «طالبان» الأفغانية خليل الرحمن حقاني يحمل مسبحة أثناء جلوسه بالمنطقة المتضررة من الزلزال في ولاية باكتيكا بأفغانستان 23 يونيو 2022 (رويترز)

ويعدّ حقاني أبرز ضحية تُقتل في هجوم في البلاد منذ استولت «طالبان» على السلطة قبل ثلاث سنوات.

ولقي حتفه الأربعاء، في انفجار عند وزارة شؤون اللاجئين في العاصمة كابل إلى جانب ضحايا آخرين عدة. ولم يعلن المسؤولون عن أحدث حصيلة للقتلى والمصابين.

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود فصيلاً قوياً داخل «طالبان». وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة لمن يقدم معلومات تقود إلى القبض عليهما.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني (إ.ب.أ)

ووفق بيان نقلته وكالة أنباء «أعماق»، قالت الجماعة التابعة لـ«داعش» إن أحد مقاتليها نفَّذ التفجير الانتحاري. وانتظر المقاتل حتى غادر حقاني مكتبه ثم فجَّر العبوة الناسفة، بحسب البيان.

وتقام جنازة الوزير عصر الخميس، في مقاطعة جاردا سيراي بإقليم باكتيا بشرق البلاد، وهو مركز عائلة حقاني.

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بين من أدانوا الهجوم على الوزارة.

وقالت عبر منصة «إكس»: «لا يوجد مكان للإرهاب في المسعى الرامي إلى تحقيق الاستقرار». وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

شقيق مؤسس «شبكة حقاني»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته هو شقيق جلال الدين، مؤسس «شبكة حقاني» التي تنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001.

يقف أفراد أمن «طالبان» في استنفار وحراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 بعد مقتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين (إ.ب.أ)

وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية».

وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، بحسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم (داعش - ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في حكومة «طالبان» (إ.ب.أ)

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.