بندول الأزمة الكورية يتذبذب بين افتتاح الألعاب الأولمبية واختتامها

بدأ بشقيقة الزعيم الكوري الشمالي وينتهي بابنة الرئيس ترمب

TT

بندول الأزمة الكورية يتذبذب بين افتتاح الألعاب الأولمبية واختتامها

بعد سنتين من التصعيد بسبب البرنامجين النووي والباليستي لكوريا الشمالية، وكذلك تبادل التهديدات والشتائم بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، سهلت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية نشاطا دبلوماسيا مكثفا في واحدة من أكثر المناطق توترا في العالم. الزعيم الكوري الشمالي أوفد شقيقته كيم يو يونغ إلى حفل افتتاح الدورة. كيم جلست على بعد أمتار فقط عن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس. لكن تبين خلال اليومين الماضيين أنه كان مستعدا للقاء معها. ويوم الأحد سيحضر جنرال كوري شمالي والابنة البكر للرئيس الأميركي دونالد ترمب في كوريا الجنوبية حفل اختتام الدورة الشتوية التي ساهمت في تحقيق انفراج كبير في شبه الجزيرة. وستوظف الروابط العائلية مجددا في حفل الاختتام التي قالت سيول بأنها دورة «ألعاب السلام». وأعلنت وزارة الوحدة بكوريا الجنوبية، أمس الخميس، قيام كوريا الشمالية بإرسال وفد رفيع المستوى بقيادة نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم كيم يونغ تشول. ونشرت وكالة أنباء كوريا الجنوبية أن الوزارة أكدت أن الوفد الكوري الشمالي، يضم رئيس لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا ري سون كوون وغيره من المسؤولين الكبار. وأكدت الوزارة على قبولها زيارة الوفد الكوري الشمالي رفيع المستوى إلى الجنوب نظرا لأن مشاركته في حفل اختتام الأولمبياد من شأنه أن يسهم في تحسين العلاقات بين الكوريتين ونزع السلاح النووي وإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية. لم تتحدث كيم إلى بنس في حفل الافتتاح لكنها انتهزت فرصة زيارتها التاريخية إلى سيول، وكانت أول عضو في العائلة الحاكمة يزور الجنوب منذ عقود، لدعوة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن إلى بيونغ يانغ.
وأعلن مسؤول أميركي أن الرئيس ترمب طلب من ابنته ومستشارته إيفانكا ترمب ترؤس الوفد الأميركي. وأضاف هذا المسؤول أن الناطقة باسم السلطة التنفيذية الأميركية سارة ساندرز سترافق إيفانكا ترمب «المعجبة بالرياضات الشتوية» في رحلتها. من جهتها، سترسل كوريا الشمالية وفدا من ثمانية أعضاء برئاسة الجنرال كيم يونغ شول الذي يشرف على العلاقات بين الكوريتين في حزب العمال الحاكم في الشمال، كما ورد في بيان لوزارة التوحيد الكورية الجنوبية، أوضح أن زيارته تستمر من اليوم الجمعة إلى الأحد. ويعتقد أن كيم يونغ تشول تولى لفترة رئاسة المكتب العام للاستطلاع الذي يدير العمليات الكورية الشمالية للتجسس وأمر بنسف السفينة الحربية الكورية الجنوبية شيونان في 2010 ما أسفر عن سقوط 46 قتيلا. وهذا الهجوم شنته غواصة كورية شمالية كما خلص تحقيق دولي، لكن بيونغ يانغ تنفي ذلك. وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أوردت اسم هذا الجنرال أيضا في إطلاق نحو 170 صاروخا وقذيفة على جزيرة يونغ بيونغ في 2010. وكان ذلك أول هجوم على منطقة يسكنها مدنيون منذ الحرب. وأسفر هذا القصف عن سقوط أربعة قتلى ومدنيين اثنين. والجنرال ليس مستهدفا بعقوبات مجلس الأمن الدولي لكنه يخضع لإجراءات انتقامية صدرت عن سيول فقط، وهذا يعني أن موجوداته مجمدة.
بعد سنتين من تصاعد التوتر شهدتا ثلاث تجارب نووية وإطلاق عشرات الصواريخ من قبل بيونغ يانغ، سجل نشاط دبلوماسي كبير بين الكوريتين منذ بداية يناير (كانون الثاني) مع اقتراب موعد الأولمبياد. ولم تحصل أي محادثات مباشرة بين البلدين منذ 2015.
وستصل إيفانكا ترمب مساء اليوم الجمعة إلى سيول حيث ستتناول العشاء في البيت الأزرق مقر الرئاسة مع الرئيس الجنوبي مون جاي إن الذي سيلتقي الوفد الكوري الشمالي. وقال مسؤول أميركي كبير بأنه ليس هناك أي اتصال مقرر بين ابنة الرئيس ترمب والوفد الكوري الشمالي.
وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس حضر حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية. وقال مسؤولون أميركيون الثلاثاء بأن بنس ومسؤولين كوريين شماليين خططوا للاجتماع سرا خلال الأولمبياد، لكن بيونغ يانغ ألغت اللقاء بعد تصريحات لبنس عن أن واشنطن ستكشف قريبا عن «أقسى وأشد عقوبات» على كوريا الشمالية. وأوضح المسؤول الأميركي أن «الهدف من هذه الرحلة (إيفانكا ترمب) هو تشجيع الرياضيين الأميركيين (....) وإعادة التأكيد على قوة التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية».



ثروات ملياديرات العالم زادت تريليوني دولار في 2024

ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
TT

ثروات ملياديرات العالم زادت تريليوني دولار في 2024

ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)
ناشطة ترفع لافتة تطالب بفرض الضرائب على الأثرياء خلال مظاهرة في لاهور بباكستان (إ.ب.أ)

أظهرت دراسة نشرتها منظمة «أوكسفام» التنموية، الاثنين، أن ثروات أغنى أثرياء العالم تزداد بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، وذلك قبيل انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

ووفقاً للتقرير، فقد بلغ عدد المليارديرات في العالم 2769 مليارديراً في عام 2024، بزيادة قدرها 204 مقارنات بالعام السابق.

وفي الوقت نفسه، ظل عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي ثابتاً، بينما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وتوقعت «أوكسفام» أنه سيكون هناك ما لا يقل عن خمسة ممن ستبلغ ثرواتهم تريليون دولار حول العالم بعد عشر سنوات.

ويعتمد تقرير «أوكسفام» على بيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك تقديرات لثروة المليارديرات التي أجرتها مجلة «فوربس» الأميركية وبيانات من البنك الدولي.

ووفقاً للتقرير، ارتفع مجموع ثروات أصحاب المليارات من 13 تريليون دولار إلى 15 تريليون دولار في عام 2024 وحده، بمعدل نمو أسرع ثلاث مرات من العام السابق.

وفي المتوسط، زادت ثروة الملياردير الواحد بمقدار 2 مليون دولار يومياً. كما أصبح أغنى 10 مليارديرات أكثر ثراء بمقدار 100 مليون دولار يومياً.

ماكينة طباعة النقود تقص أوراقاً نقدية من فئة 1 دولار في واشنطن (أ.ب)

حتى لو فقدوا 99 في المائة من ثروتهم بين عشية وضحاها، فسيظلون من أصحاب المليارات، بحسب «أوكسفام».

وبحسب التقرير فإن مصدر 60 في المائة من أموال المليارديرات تأتي من «الميراث أو السلطة الاحتكارية أو علاقات المحسوبية». ووفقاً لمنظمة «أوكسفام»، فإن 36 في المائة من ثروة المليارديرات في العالم تأتي من الوراثة. ويتضح هذا بشكل أكبر في الاتحاد الأوروبي، حيث يأتي 75 في المائة من الثروة من مصادر غير مكتسبة، و69 في المائة يأتي من الميراث وحده.

وقالت خبيرة الضرائب في «أوكسفام» الاتحاد الأوروبي، كيارا بوتاتورو: «ثروة أصحاب المليارات متزايدة، والخلاصة هي أن معظم الثروة ليست مكتسبة، بل موروثة».

وأضافت: «في الوقت نفسه، لم يتغير عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر في جميع أنحاء العالم تقريباً منذ تسعينيات القرن الماضي. ويحتاج قادة الاتحاد الأوروبي إلى فرض ضرائب أكثر على ثروة شديدي الثراء، بما في ذلك الميراث. ومن دون ذلك، فإننا نواجه خطر رؤية فجوة متزايدة الاتساع بين شديدي الثراء والأوروبيين العاديين».