الصومال: تصاعد الغارات الأميركية و«أفريكوم» تعلن مقتل 4 من «الشباب»

في تصاعد لافت للانتباه لوتيرة الغارات الجوية الأميركية في الصومال، أعلنت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، في بيان أصدرته مساء أمس من مقرها في مدينة شتوتجارت الألمانية، أن القوات الأميركية شنت، أول من أمس، بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية للصومال، غارة جوية على مقاتلي حركة الشباب، بالقرب من مدينة جامايام، على بعد نحو 450 كيلومتراً جنوب العاصمة مقديشو، مما أسفر عن مقتل 4 إرهابيين.
وهذه هي الغارة الثانية التي تعلن عنها «أفريكوم» لليوم الثاني على التوالي، علماً بأنها أعلنت، في وقت سابق من مساء أول من أمس، أن الطائرات الأميركية شنت غارة جوية، الاثنين الماضي، بالقرب من منطقة جيليب، على بعد نحو 370 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة مقديشو، مما أسفر عن مقتل 3 إرهابيين.
ونفى البيان سقوط أي مدنيين خلال هذا الغارة، مؤكداً أن القوات الأميركية ستواصل استخدام كل الإجراءات المصرح بها، والملائمة لحماية المواطنين الأميركيين، وتعطيل التهديدات الإرهابية.
كانت سامانثا ريو، المتحدثة باسم «أفريكوم»، قد نفت ما وصفته بمزاعم كاذبة لحركة الشباب عن مقتل جندي أميركي خلال اشتباك وقع في ضواحي مدينة كيسمايو، العاصمة المؤقتة لولاية جوبا لاند.
وتعليقاً على إعلان محطة الأندلس، التابعة لحركة الشباب، عن مقتل جندي أميركي، قالت سامانثا: «لم يكن هناك جندي أميركي تعرض لقتل أو إصابة في الصومال».
ومن جانبه، أعلن الجيش الصومالي أنه قتل، أول من أمس، 6 عناصر من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، في عملية عسكرية في مناطق تابعة لإقليم جوبا السفلى، جنوب البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن مسؤول عسكري بالجيش أن القوات التي نفذت العملية في قرية سنغوني، التابعة لمدينة جمامي، تمكنت من تصفية 6 عناصر من الميليشيات الإرهابية، ومصادرة أسلحة في حوزة المتمردين.
وأشار إلى أن قوات الجيش تتحرك بقوة نحو معاقل الإرهابيين، موضحاً أن عناصر أخرى من حركة الشباب لاذت بالفرار في أثناء العملية العسكرية خوفاً من الوقوع في قبضة قوات الجيش الصومالي.
وبدأ، أمس، نائب رئيس الوزراء التركي، هاكان أوغلو، زيارة رسمية إلى مقديشو لمدة يوم واحد، سيلتقي خلالها مع الرئيس الصومالي محمد فرماجو، ورئيس حكومته حسن خيري، كما سيزور القاعدة العسكرية التي دشنتها تركيا أخيراً في العاصمة لتدريب قوات الجيش الصومالي.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن مصدر بالسفارة التركية في مقديشو، أن زيارة أوغلو تأتى «في إطار سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، إلى جانب إشرافه على المشاريع التنموية التي تقوم بها وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) في الصومال».
ويعتبر أوغلو، الذي أنهى لتوه زيارة للسودان، هو أحدث مسؤول تركي يزور الصومال الذي أعلنت حكومته عن منح قطعة أرض جديدة لتركيا بالعاصمة مقديشو، لإقامة ثاني قاعدة عسكرية لها خارج أراضيها.
إلى ذلك، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية، في تقرير مطول حمل عنوان «كأننا في السجن دائماً»، السلطات الصومالية بأنها تحتجز بصورة غير مشروعة أطفالاً على صلات مع حركة الشباب، وأحياناً تحاكمهم في محاكم عسكرية.
وقالت المنظمة إن السلطات الصومالية لم تعالج القضايا الأمنية المتعلقة بالأطفال بطريقة متسقة، مشيرة إلى اعتراف المسؤولين الحكوميين سابقاً باحتجاز صبية صُنفوا على أنهم «خطر كبير».
وكشفت النقاب عن أن الأطفال المعتقلون في العمليات الأمنية عادة ما تحتجزهم «وكالة الاستخبارات والأمن القومي» في مقديشو، أو «وكالة استخبارات البونت لاند» (أرض اللبان) في بوصاصو.
وحثت الشركاء الدوليين في الصومال على الضغط من أجل الرقابة المدنية على حالات الأطفال، وأن يلتمسوا مراقبة مستقلة لجميع مرافق الاحتجاز. كما عليهم أن يدعوا إلى إجراء تحقيقات موثوقة في الانتهاكات ضد الأطفال، بما فيها تلك التي يرتكبها عناصر المخابرات.